الرئيسيةسناك ساخر

أم محمد المخاوية بصارة العين الواحدة.. والدفع الكاش!!

2000 ليرة في أول زيارة و5000 عند الشفاء وغداء يحضره الزبون لمنزلها!

سناك سوري – شاهر جوهر

بعد أن رأى ما أدفعه للعلاج عند الأطباء في الآونة الأخيرة قرر صديقي الكافر الذي نجا من الحرب اصطحابي إلى منزل “أم محمد” المخاوية وهي المعالجة الروحانية الأشهر في الجنوب السوري فهي تمتلك حسب حديثه طريقة روحانية خفيفة في العلاج، وقد أقنعني بالذهاب بعد تكرار طلباته وحديثه عنها حيث قال عنها :«إنها طاهرة، نظيفة، ونقية، وتعمل لله، لا تأخذ أجراً ولا تستغل مرضاها كما يفعل الأطباء التقليديون».

دخلنا القرية بحثاً عن منزلها، على طرف الطريق كان يقف زوجها هزيلاً تلاعبه الريح كعود مجوف، وهو متزوج من ثلاثة نسوة، حين رأيته أيقنت أن قدر الرجل الجنوبي أن يكون ذكر نحل، ملقح واحد يعمل في ألف خلية، لهذا السبب كان محني الظهر ويعاني من تضرر في سمعه وبصره، كانت “أم محمد” هي الأخرى بقربه تراقب الطريق بعينين إحداهما سليمة والأخرى “كريمة” طافية مثل حبة عنب، وهي تسمية يطلقها العرب على كل من اقتلعت عينه و للحقيقة لا أعرف سبب التسمية.

سألها صديقي : – هل أنت أم محمد المخاوية؟ نظرت إليه بعينها اليتيمة نظرة خبيرة، ثم ردت عليه : – بل أم محمد الجنيّة يا ابن الجنيّة. بعد مقدمة اعتذارات طويلة، أعلمها أنه يريد منها أن تكشف طالعي وتشفيني بطرقها الروحانية. لهذا دخلنا منزلها، كان منزلاً متواضعاً، كل شيء به ينم عن ذوق بسيط، جلستُ صامتاً بلا أي حرف حين أخذت تعدد الأشخاص الذين عالجتهم خلال سنوات، وكيف أنها عالجت “أبو دحام” المشلول، وتمكنت من فك السحر الواقع بحق “رسمية”، و كيف قامت بعلاج أبقار “عاطف” من عسر الهضم. هنا ضحك رفيقي، ثم قال ممازحاً:« إن رفيقي يعاني عسر هضم أيضاً».

اقرأ أيضاً:5 عادات طبيّة لن تصدّقوا أنها لازالت موجودة في سوريا

– بماذا تشعر؟ (قامت بسؤالي). – وجع رأس – وأيضا؟ – انتفاخ في البطن – و أيضا؟ – دوخة في الرأس.

اقتربت نحوي واخذت تردد كلماتها المطلسمة: – «يا سيدي البلخي، اكشف طالع المخفي، يا عين الجار، فيكي نار، يا عين المرا، عينك مبسمرة»، وبعد قرابة ربع ساعة من الطلاسم والتعاويذ التي لم أحفظها، أخذت تتجشأ وتتثائب وتقفل بعطسة مذهولة من سوء طالعي، عين كبيرة، عين شريرة هنا كان رفيقي يتثائب معها، ثم رفعت يدها وأخذت ترتجف.

– أنظر إلى يدي إنها ترتجف، وظهري أيضاً بات يؤلمني. هل عبرت من عتبة منزلك ولم تسمِ باسم الله؟

– لا أذكر – قل الحقيقة، هل صببت ماءاً ساخناً في الحمام مساءاً؟

– طبيعي أن نصب الماء في الحمام

– كنت أعرف، عليك حسد وعين وأذى يا ولدي قال رفيقي مازحاً: – شيء مفروغ منه، محسود على ماله وجماله – إن لا تريدوا تصديقي فاخرجوا من منزلي، أنا أستفيد من خبرة سيدي “البلخي” و لا أبالغ في حديثي. اعتذرت منها، ثم أكملت

– هناك سيدة قصيرة سمينة وأخرى طويلة سمراء، أنا متأكدة أنك تعرفهما؟

– لا يوجد في حياتي قصيرة سمينة وطويلة سمراء

– قل الصراحة، ولا تكذب

– والله لا أكذب – عين كبيرة وشريرة من هاتين السيدتين، لهذا سأعيد عليك الرقية.

وحين انتهت، طلبت أن ترتاح، لأن العين الحاسدة وصلت لصدرها وغصّت بها ولم تخرج بعد فاتعبتها، في فترة الراحة قالت: «الكل يأتي لزيارتي، الأطباء يكذبون ويأخذون أموالنا بلا وجه حق، أقل كشفيّة دكتور اليوم 3000 ليرة، أما أنا فلا آخذ سوى 2000 ليرة، وحين يشفى المريض يعطيني 5000 ليرة، ويجلب لي غداء إلى منزلي، هذا ما أوصاني به سيدي “البلخي”، ثم نهضت لتجلب البخور.

عندها نظرت إلى رفيقي، اقتربت منه: – عليّ الجيّرة لتدفعهن إنت يا واطي

– أقسم بجمالي ما كنت بعرف أنها تأخذ أجر، لدي فكرة، نخبرها أننا سنعود غداً ونحاسبها، وحين نخرج من المنزل لا نعود أبداً،حين عادت أخبرناها بالأمر، لكنها قالت : – حاسباني أولاً لعلكما لن تأتيان غداً هنا أصبنا بالقشعريرة، نظر إلي صديقي وصاح مذهولا: – كيف عرفت !؟ منحتها 2000 ليرة وغادرنا.

طوال الطريق وأنا ألحن كلماته لي مدندناً: “إنها طاهرة، نظيفة وطاهرة، أم محمد، المخاوية، نقية وطاهرة ”  في طريق العودة سلكنا طريق السد، وهناك وقفنا نتأمل مياه السد المتلاطمة، وبينما كنا نستهزء بقدرات “أم محمد”، هبط أحد النوارس بضعة خطوات أمامنا، وقف مبتور القدم على ساق واحدة، وأخذ ينعق بصوت مزعج وينظر الينا، ثم حلّق فوقنا بمسافة قريبة، هنا صاح رفيقي بقشعرية : – إنه طائر مسخر من سيدي “البلخي”

تنويه : يكثر في الجنوب مئات المشعوذين والدجالين، ما يعطي تصور واضح يوضح للتدهور الكبير الذي يعيشه الواقع الصحي والاقتصادي في البلاد اليوم.

اقرأ أيضاً:السحر والشعوذة تجارة رائجة خلال الحرب.. النساء أبرز الضحايا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى