اقرأ بعيوني.. مبادرة تهدف لمساعدة المكفوفين وضعاف البصر
أكثر من 400 متطوع/ة انضموا إلى مبادرة اقرأ بعيوني لدعم المكفوفين وضعاف البصر
تعمل مبادرة “اقرأ بعيوني” على مساعدة المكفوفين في الحصول على المعرفة عبر تسجيل المواد المختلفة من كتب ومحاضرات وترفيه. ضمن محتوى صوتي مخصص للمكفوفين وضعاف البصر.
سناك سوري- صفاء صلال
تعتكف “سوزان منصور” في غرفتها بشكل شبه يومي لتقرأ بعينها وتسجل بصوتها المحاضرات والكتب للمستفيدين من مبادرة “أقرأ بعيوني”. درست الشابة في معهد إعداد المدرسين قسم الموسيقا.
تحرص الشابة العشرينية أن تسجل الكتب والمحاضرات بهدوء كامل. كي يتمكن المكفوفون من الاستفادة من الكتب بشكل كامل دون أي ضوضاء تزعجهم خلال الاستماع.
«عندما أسجل الكتب والمحاضرات قلبي الذي يقرأ وليس فمي فأنا أسجل المحتوى الصوتي بحب لا مثيل له». تقول سوزان لسناك سوري وهي متطوعة في مبادرة أقرأ بعيوني.
بدأت المبادرة عام (2019) في مركز المعلوماتية للمكفوفين. أنشأ المبادرة التي تهدف إلى مساعدة المكفوفين “وسيم كناكريه” (31) عاماً الذي فقد بصره بعمر الثانية عشر بعد إصابته بداء “ليبرز”. الأمر الذي دفعه لمساعدة أقرانه والاهتمام بهم “فأنا أشعر باحتياجاتهم كوني واحداً منهم”. يقول منشئ المبادرة لسناك سوري.
تقدم مبادرة أقرأ خدماتها للمكفوفين وضعاف البصر بشكل مجاني لمن يتواصل معها. وتتكفل المبادرة بتسجيل أي نص يرسله الكفيف من خلال تسجيله بأصوات متطوعي المبادرة.
من منشور على مواقع التواصل إلى 30 متطوعاً
من خلال منشور صغير على موقع التواصل الاجتماعي أطلق وسيم المبادرة لينضم إليه (30) متطوعاً ومتطوعة يسجلون المحتوى بأصواتهم. فيما يبلغ عدد المتطوعين بعد ثلاث سنوات على تأسيس المبادرة (400) متطوعة ومتطوع. يقدمون خدماتهم للمكفوفين من تعليق صوتي وتسجيل للمحاضرات الجامعية وتعديل صوتي وكلها خدمات مجانية بالكامل.
يوضح وسيم أن المبادرة تقدم خدماتها بطريقتين الأولى باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي كالواتساب والتيلغرام لإرسال واستقبال المواد المسجلة. والثانية بطريقة مباشرة على حسب نوع الخدمة المطلوبة من المبادرة أي بحضور الشخص الكفيف إلى المركز والقراءة له ومساعدته بما يطلب.
استفاد من المبادرة منذ إطلاقها حتى اللحظة أكثر من(500) شخص كفيف من كافة الشرائح العمرية في داخل سوريا وخارجها.
سجل متطوعو “اقرأ بعيوني” أكثر من 200 GB من الملفات الصوتية والتي يحمل أغلبها الطابع العلمي بالإضافة للكتب الثقافية والروايات وقصص الأطفال.
ترى “سوزان” أن تطوعها مع المبادرة هو من أجمل الأعمال التطوعية التي قامت بها. تقول لسناك سوري «لنكون معاً عيون زملائنا فالعمل التطوعي ليس عمل بلا مقابل كما يعتقد البعض. بل هو أكثر الأعمال التي نأخذ عليها مقابل المحبة والفرح ونجاح المستفيدين من عملنا هي المقابل الأغنى».