أطفالٌ لم يمنعهم كورونا من التسول.. ضحايا قد ينقلون الموت
التسول وعمالة الأطفال لم تردعها كورونا.. والشؤون: نحاول توعيتهم
سناك سوري – بريوان محمد
على الرغم من قرارات الحكومة و حملات التوعية و الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا إلا أن شوارع مدينة “حلب” ماتزال تشهد انتشاراً لبعض الأطفال المتسولين، منهم من يطلب المال والطعام، ومنهم من يبيع مواد بسيطة كالورد والعلكة والبسكويت للحصول على مصروف يومي كما يقولون.
يتجول “حسين” ابن حي الشعار” في شوارع المدينة دون أي إجراء احترازي وربما لم يسمع بتلك الإجراءات أصلاً، يرتدي حذاء لا يحمي قدميه وتختفي في يديه خطوط الراحة، لكثرة الأوساخ وقلة الاهتمام بنظافته الشخصية، يحمل الورد الأبيض ليبيعه للمارة يقضي ساعات طويلة في الشارع حتى يبيع كل مايحمل من أزهار لتأمين جزء من متطلبات أسرته.
يروي ابن الثالثة عشر من العمر في حديثه مع سناك سوري قصته فيقول: «فقدت والدي أثناء الحرب و لم يكن أمامي سوى ترك المدرسة والتوجه لبيع الورد الذي أقطفه من حديقة المنزل الذي استأجرته أمي بعد دمار منزلنا لأتمكن من تأمين جزء من مصروف العائلة المؤلفة من أم وأربع أخوة صغار».
في حي “النيال” تتجول الطفلتان “رشا ورنا” تستجديان المارة طلباً للمال أو الطعام، إن وجودهما في الشارع كان يجعل مشاعر المارة تختلط بين الحزن على حالتهما وبين الخوف من خطر تعرضهما للإصابة بالفيروس أو أن تكونان وسيلة لنقل المرض بعد أن اتخذتا من عدم عنايتهما بالنظافة الشخصية وسيلة لكسب المال والطعام.
رئيس مكتب مكافحة التسول والتشرد المهندس “عطا درويش” في حديثه مع سناك سوري يقول إن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة تقوم بدورها في توعية هؤلاء الأطفال وذويهم حول خطر الفيروس ويضيف: «يتم إحضار الطفل المتسول و تعقيمه و إحضار ذويه أو الذهاب معه إلى منزله لتوعية الأهل بمخاطر الإصابة بالفيروس وضرورة التقيد بشروط النظافة العامة والشخصية وبقاء الأطفال في المنزل حفاظاً على صحتهم».
القانون يتعاطف مع الأطفال ولايجرمهم حسب “درويش” وهو ما يدفع بعض الأهالي لإعادة إرسال أطفالهم للشوارع بالرغم من حملات مكافحة التسول التي تنفذها المديرية، لكنه في الوقت ذاته يطالب المواطنين بعدم تقديم المال للمتسولين لأن ذلك يساهم في تشجيع الأهالي على إرسال أبنائهم لممارسة هذه المهنة مجدداً.
اقرأ أيضاً:الشؤون تشكل “حكومة” لمكافحة التسول وتشخيصه
اقرأ أيضاً:بالصور: عثروا على طفولتهم في حوض مياه الحديقة التي يتسولون فيها