أزمة النقل مستمرة.. موظفون تأخروا عن دوامهم وآخرون بقوا بالمنزل
شوارع كانت تعج بالناس بدت فارغة والمضطرون عانوا الكثير حتى وصلوا.. أخبرونا عن حال مناطقكم مع أزمة النقل
سناك سوري – دمشق: لينا ديوب، السويداء: رهان حبيب، حمص: حسان ابراهيم، طرطوس: نورس علي
يعيش المواطن السوري اليوم أزمة نقل خانقة، مع دخول قرار تخفيض طلبات البنزين والمازوت الناتج عن عدم توفر المادة في “سوريا” يومه الثاني، ما تسبب بتأخير كبير في وصول الموظفين والطلاب أيضاً، وسط معاناة انتظار الباص أو التاكسي.
في “دمشق” صدر قرار بتخفيض كميات تعبئة البنزين بنسبة /50/ بالمئة حسب حديث “مازن دباس”، المسؤول عن قطاع النقل في محافظة “دمشق” لـ سناك سوري، موضحاً أن السبب يعود لانخفاض طلبات المحروقات الواردة إلى المحافظة، وبرر بأن التخفيض لمراعاة احتياجات باقي المحافظات لقلة التوريدات، لحين وصول كميات جديدة بعد فتح قناة السويس.
تبدو شوارع “دمشق” الرئيسية وكأنها في يوم عطلة لقلة عدد السيارات والسرافيس، أما في منطقة “البرامكة” حيث العديد من الكليات الجامعية ومواقف السيارات للعديد من الأرياف، فالازدحام للناس أقل من المعتاد، تقول الطالبة في كلية الكيمياء سنة 4 “أسماء”: «أغيب عن دوامي ما يعرضني لخطر الرسوب لأن الحضور ضروري في كليتي، لكن الدوام يبدأ من الثامنة صباحاً وبيتي في منطقة “وادي المشاريع” البعيدة نسبياً، ولا يتوفر وسائل نقل عامة والتكاسي تستغل حاجتنا وتطلب مايفوق قدرتي على الدفع مبلغ ٢٥٠٠ ليرة».
الشاب “أمجد” و بعض جيرانه الذين يعملون على بسطات في منطقة “البرامكة” يمارسون رياضة المشي قسراً، منذ أسبوع من مكان سكنهم في منطقة قريبة من مشروع “دمر”، ويعودون في الساعة السابعة مساء أيضاً مشياً، موضحاً أن أصحاب التكاسي يطلبون ٣٠٠٠ ليرة على الراكب الواحد أو ٢٥٠٠ وهذا رقم كبير بالنسبة لهم.
من جهته يقول “محمد ” 40 عاماً سائق سيارة خاصة يعمل على خط صحنايا أن (المضطر يدفع)، ونحن ننتظر طويلاً على دور البنزين، لذلك نطلب عن الراكب الواحد ٢٥٠٠ ليرة من “البرامكة” إلى “صحنايا”، واذا كان المجموع ١٠٠٠٠ ليرة فهذا مبلغ لا يشتري وجبة لأولادنا.
اقرأ أيضاً: أزمة نقل بالسويداء.. السائقون: المخصصات لاتكفي.. والركاب: أنتم تبيعونها
في السويداء.. الشوارع فارغة من وسائل النقل تقريباً
يظهر لمن يعبر شوارع مدينة “السويداء”، انخفاضا كبير بعدد المركبات العابرة للطريق سواء الميكروباص أو السرفيس أو التاكسي في كل أرجاء المدينة، فالمازوت غير متوفر مما أثر على حركة الميكروباص، وتطورت المشكلة بتخفيض كمية البنزين من ٤٠ ليتر إلى ٢٠ ليتر للعمومي كل أربعة أيام و٢٠ ليتر للسيارات الخاصة كل سبع أيام.
تخبرنا “آمال” عاملة بمعمل بهارات بالمنطقة الصناعية أنها انتظرت من الثامنة حتى التاسعة صباحاً بجانب دوار “الجرة” جنوب المدينة أحد المفاصل المكتظة بالحركة كونها قريبة من مدخل المدينة الجنوبي، وفي العادة لا تجد صعوبة بالحصول على سرفيس تكسي أو سرفيس عادي أو ميكروباص، موضحة أنها تعاني منذ بداية الأسبوع من مشكلة الانتظار للوصول إلى عملها، بينما لم يصادف “ناجي” 32 عاماً عامل بناء، أي سيارة أجرة في طريق عبوره من منطقة “المقوس” شرق المدينة إلى ساحة “تشرين” وسط المدينة
رئيس نقابة النقل البري “سليم العربيد” تحدث لـ”سناك سوري”، عن حالة ركود كبيرة وتوقفت عدة مركبات عن العمل ولم يبقّ على قيد العمل إلا بعض المركبات التي توفر معهم بعض الليترات لرحلة أو اثنتين بين قراهم والمدينة.
“محمد ج “سائق على خط “المجيمر” أخبرنا أن لجنة المحروقات خصصت لهم 16 ليتر مازوت كل يوم، وهي لا تكفي سوى لـ4 رحلات، بينما يحتاجون 6 رحلات لتخفيف الزحام، يضيف: «قد ننقل خمس ركاب بالمقعد بكل رحلة بدلاً من 3 فهم مضطرون ونحن أيضاً».
اقرأ أيضاً: حمص.. الأهالي يقترحون جمع مبلغ مالي للمعلمات!
ازدحام في “حمص”
لا يختلف الوضع كثيراً في “حمص”، حيث احتاجت “ايلدا عساف” الموظفة في فرع المؤسسة العربية للإعلان في “حمص” ساعة ونصف حتى وصلت إلى دوامها الذي تصله عادة بربع ساعة، كما قالت لسناك سوري، وذلك بسبب قلة عدد السرافيس التي تعمل على خط “الزهراء”، ومثلها زميلتها “رولا” التي تسكن في حي “كرم الزيتون”.
“أبو علي” سائق تكسي عمومي يضطر للمبيت 3 أيام في الكازية من أجل الحصول على مخصصاته من البنزين، يؤكد أن الوضع متعب جداً والمردود اليومي بالكاد يغطي مصروف السيارة والبيت، ويضيف: «أضطر أحيانا لشراء البنزين الحر الذي وصل سعر الليتر منه إلى ٣٠٠٠ ليرة».
“يارا” التي تسكن في منطقة “المخرم” في ريف “حمص” الشرقي هي الأخرى اشتكت من حالة الازدحام في السرفيس حيث يجلس ٤ ركاب في المقعد الواحد المخصص عادة لجلوس ٣ منهم، وهذا كله وسط غياب الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا، فيما يبرر سائق السرفيس “سليمان” خروج بعض السرافيس عن الخدمة، بالوقت الطويل الذي يقضيه أصحابها على الكازيات بانتظار دورهم للحصول على مخصصاتهم.
“طرطوس”.. انتظار طويل للسرافيس
وفي “طرطوس” رصد مراسل سناك سوري حركة السير الصباحية، اليوم الأربعاء، حيث لوحظ قلة بعدد السيارات العاملة على الخطوط وقلة أيضاً بعدد الركاب الراغبين بالتنقل بين المناطق ومركز المدينة، حسب حديث دار بينه وبين السائق على خط “بانياس طرطوس” “محمد علي”، والذي يعود حسب تعبيره لقلة المازوت، مؤكداً أنه يرى اليوم أشخاصاً لديهم سياراتهم الخاصة يركبون سيارات النقل العامة، لعدم توافر البنزين ما زاد الضغط على السرافيس
وعلى الطريق ما بين “بانياس وطرطوس” رصد المراسل أعداداً من المواطنين الذين ينتظرون السرافيس، وخاصة في منطقة “الخراب” و”بصيرة”، أما في مركز مدينة “طرطوس” فقد كانت الحركة أقل مما كانت عليها في الأيام السابقة، وبدا الشارع شبه خالي إلا من باصات النقل الداخلي.
عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع النقل، “بيان عثمان”، قال إن «تخفيض المخصصات الذي نجم عنه قلة الحركة سببه محاولة إدارة الأزمة من قبل الجهات المعنية بالمحافظة، حيث تم تخفيض مخصصات المحافظة من البنزين والمازوت، وكان لابد من إعادة توزيعها بشكل يضمن تسيير أكبر عدد من المركبات»، موضحاً أنه تم تخفيض مستحقات كل مركبة حوالي 50% .
اقرأ أيضاً: “طرطوس”.. المواطنون يركبون “أربعات بالمقعد” بسبب أزمة النقل