أزمة المياه تؤرق ريف طرطوس.. مواطنون: راح نرجع نجمع مية الشتوية
التقنين الكهربائي يزيد أزمة المياه ومواطنون يستغيثون
سناك سوري – خاص
تقول “أم محمد” من سكان قرية “الزوبة” بريف “بانياس” في محافظة “طرطوس” في حديثها مع سناك سوري: «لم نعد نشبع مياه الشرب، قطعنا الأمل بالحصول على الحد الأدنى من حاجتنا للمياه من الشبكات الحكومية، فاتجهنا لشراء المياه بالصهاريج والتي يبلغ سعر الواحد منها عشرين ألف ليرة سورية».
سكان القرية الريفية الذين يربون المواشي والتي تحتاج للمياه أيضاً، يتجهون اليوم نحو حفر أو بناء خزانات إسمنتية أو خزانات أرضية كما كانوا يفعلون سابقاً لجمع مياه الشتاء فيها أو حفظ برميل إضافي من مياه الشبكات الحكومية، في حال حالفهم الحظ وتمكنوا من اللحاق بها بأوقات وصلها، حسب “أم محمد” التي أوضحت أن المياه تأتي كل ثمانية أيام 3-4 ساعات، وهي تكفي لتعبئة عشر براميل في حال كانت الكهرباء متاحة، وقد لايتمكن المواطن من تعبئة مايزيد عن برميلين أو ثلاثة بسبب التقنين الكهربائي أيضاً.
تعتبر “أم محمد” أن الوضع اليوم أفضل بكثير عما سبق من موسم الصيف الحالي والذي وصلت فيه أيام التقنين حتى ساعة أو ساعتين وصل كل 15 يوم، وتضيف:«نحن بحاجة على الأقل للمياه بشكل دوري كل ثلاثة أيام ساعة أو ساعتين بالحد الأدنى»، مؤكدة أن ساعات الوصل الحالية حصلوا عليها بعد مراجعات ومطالبات للشركة التي بررت في كل مرة أسباب القطع بالتقنين الكهربائي وعطل المضخات.
اقرأ أيضاً: اللاذقية.. تشكيل خلية أزمة خاصة لترشيد استهلاك المياه
لا يختلف الوضع كثيراً في قرية “فارش كعبية” في الريف ذاته، حيث أطلق سكان حارة “بيت الشيخ موسى” نداء استغاثة نتيجة انقطاع المياه عنهم لمدة 12 يوماً والأصعب أنها تأتي بأوقات، تكون فيها الكهرباء مقطوعة حسب تعبير “علي” أحد سكان الحارة الذي تمنى لو تستجيب المؤسسة لنداءاتهم بأن يكون وقت وصل المياه مع الكهرباء، «فالوضع هنا لايحتمل لأن طريق الحارة ضيق ولايمكن للصهريج الكبير الدخول إليها وحتى لايمكن للكثيرين منهم شراء الصهريج بمبلغ 20 ألف أيضاً».
في “قرية العصيبة” القريبة، قررت “أم علي” أن تغادر منزلها بالقرية أقفلته وباعت بقرتها التي كانت تربيها، وتشكل مصدر دخل إضافي لعائلتها بحثاً عن المياه، مؤكدة في حديثها مع سناك سوري أنها قررت العمل في أرض زراعية بمنطقة “حريصون” حيث تتوفر المياه بشكل دائم كونها منطقة زراعية، وفيها الكثير من الآبار للسقي وغيره، إضافة لفرصتها الكبيرة في زراعة التبغ الذي حرمت من زراعته في قريتها لعدم توفر المياه.
في “تالين” والقرى المحيطة بها لايبدو الوضع أفضل فالسكان يشترون المياه بالصهاريج أيضاً، ومناشداتهم وشكاويهم لم تنفع والحال على ماهو منذ بداية موسم الصيف الحالي، ومثله قطاع ريف “الشيخ بدر” الذي يشتكي من العطش أيضاً، حيث تقول “أم نايا” أن من يملك بئراً خاصاً سيجمع مياه الشتاء فيه ليتمكن على الأقل من تأمين المياه اللازمة للحمام والغسيل.
ارتباط المياه بالكهرباء زاد من معاناة المواطنين الذين لم يدفعهم التقنين الكهربائي لترك منازلهم وقراهم وقرروا تحمل غياب الكهرباء بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يمرون بها، لكن انقطاع المياه أمر آخر لايمكن للمواطنين تحمّله وله تداعياته السلبية على الحياة، فهل يمكن أن تجد الجهات المعنية طريقاً لحل أزمة كهرباء المياه وإخراج خطوط محطات الضخ من نظام التقنين الكهربائي الجائر؟.
اقرأ أيضاً: غابت الكهرباء فانقطعت المياه.. مواطنون يدفعون 40 ألف ليرة شهرياً