أدونيس: حضور نزار قباني إبداعياً كان ضعيفاً
أدونيس: قرّاء نزار قرؤوه بسطحية ... وهذا فرقه عن الآخرين
قال الشاعر السوري “أدونيس” أن شعر “نزار قباني” كان له حضور كبير على المستوى السياسي الاجتماعي مقابل حضور ضعيف على المستوى الفني الإبداعي.
سناك سوري _ متابعات
ونقل الباحث “محمد الخليل” تفاصيل لقاء جمعه مع “أدونيس” الذي قال إن الذين أعجبوا بـ”قباني” هم الذين حجبوا حضوره الفني الخلاق، وأن شعر “نزار” كان أكثر أهمية من المستوى الذي فهمه به قرّاؤه، مشيراً إلى أن أزمة الثقافة العربية لا تكمن في مستوى الإبداع بقدر ما تكمن في مستوى القراءة.
وأضاف “أدونيس” أن عالم “قباني” الشعري ثقافي عام لكنه يخترقه بذاتية ثاقبة في رؤيتها وفي تعبيرها ما يحوّل الكلام العام إلى كلام شخصي، معتبراً أن هذا فرق كبير بينه وبين الآخرين الذين سلكوا المسلك نفسه في شعرهم.
صاحب “أغاني لمهيار الدمشقي” يرى أن “قباني” لم يكتب شعره برأسه وحده كما غيره، وإنما بجسده تاريخاً وحاضراً وعلاقاتً، وكان القارئ يحسّ أن “نزار” الشخص حاضر في كل كلمة يقولها، عدا عن الجانب اللغوي البحت الذي ابتكر فيه معجماً خاصاً به انتشر وغيّر وأثّر.
وبحسب “أدونيس” فإن قرّاء “نزار” لم يقرؤوه بعمق بل بسطحية، حيث قرؤوا الظاهر والمباشر والقريب وقرؤوا نفوسهم وعقولهم وميولهم، وبذلك حجبوا الأهمية التاريخية شعرياً وفنياً، مضيفاً أن القارئ العربي لا يقرأ النص الشعري في ذاته بمعزل عن كاتبه، بقدر ما يقرأ انتماء الشاعر نفسه ووضعه السياسي والاجتماعي، ويقرأ تبعاً لذلك مدى قرب النص من أفكاره وميوله ومعتقداته.
المبدع عند العرب وفق “أدونيس” هو سلفاً موضع تساؤل واتهام «هل هو معنا أم ضدنا» وأنهم هكذا يحبون الشاعر لا لشعره بذاته بل لأنه يتيح لهم أن يروا أنفسهم وأن يتذكّروا وأن يحسّوا بوجودهم سلباً أو إيجاباً، لافتاً إلى أنه قال مرة لـ”قباني” «الناس يحبون شعرك لكنهم لا يعرفونه المعرفة الحقيقية» فهزّ رأسه بالإيجاب.
يذكر أن “قباني” توفي يوم 30 نيسان 1998 بعد مسيرة حافلة بالدواوين الشعرية، بينما يعدّ “أدونيس” حالياً أكبر شاعر سوري من حيث مؤلفاته ومسيرته الشعرية والنقدية.
اقرأ أيضاً:أدونيس: السلطة العربية لا ترى الثقافة إلا أداةً في خدمة سياستها