الرئيسيةشباب ومجتمع

أحمد أنيس يعيد النبض لعقارب الساعات في الساحات السورية

ساعات خربتها الحرب والإهمال… أعاد إليها أحمد أنيس دوران الزمن

سناك سوري – عمرو مجدح

لم يتخلَّ المهندس “أحمد أنيس” عن تحقيق حلم طفولته بأن يعيد الحياة إلى ساعة “باب الفرج” الأثرية إحدى أهم معالم مدينته “حلب ” الواقعة في منتصف الطريق إلى منزله وكانت بالنسبة له هيكلاً جميلاً من الماضي لكنه مشلول وأبكم لا عقارب تتحرك ولا أجراس يُسمع صوتها، لكنه كان دائماً يشعر بأنها جزء من كيانه وحاول كثيراً التقدم لصيانتها لكن عمره الصغير حينها كان عائقاً دائماً.

يعتبر “أنيس” المعروف بشغفه بالساعات أن إعادة إحياء ساعة “باب الفرج ” أجمل المحطات في عمله حيث يقول :«هي رحلة لإحياء هيكل حجري من أوابد “حلب” وإعادة النبض لقلبه والرقص لعقارب وتحقيق حلم راودني منذ الصغر ويسعدني مشهد النظر لوجوه الناس والدهشة والفرحة عند سماعهم صوت أجراسها ورؤيتها تعمل بدقة أشعر بفرحة عارمة وثقة أكبر وأوجه كل الشكر لمن ساهم في تسهيل إجراءات أخذ الموافقات للصيانة».

مقالات ذات صلة

بدأ شغف “أحمد أنيس” بالساعات من خلال حبه ومتابعته لعمل خاله “الساعاتي” الذي يصفه قائلاً:«كان من الأشخاص المميزين في مجال صيانة الساعات و في مجالات مختلفة أيضاً بعيداً عن مهنة الساعات، على سبيل المثال مجال الكيمياء والتاريخ وجمع القطع النادرة بأنواعها، فكان بيته عبارة عن معرض لشتى أنواع الساعات وقطع تبديلها وأشياء أخرى».

يتذكر “أنيس” أول هدية من خاله بعمر الخمس سنوات وكانت عبارة عن ملقط ومفك ومكبرة للعين وهنا كان بداية اهتمامه الحقيقي والجدي بالساعات والآلات الميكانيكية، ويضيف في حديثه مع سناك سوري: «في سن الحادية عشر بدأت بالتردد على المحل الموجود في منطقة “الجديدة” بشكل مكثف خلال فترة الصيف أو عند انتهائي من واجباتي الدراسية خلال العام الدراسي وكان عمل خالي ذو طابع مميز وهو صيانة كل ماهو أثري ونادر، وهو ما ساعدني على دخول هذا العالم المنفرد بسرعة وبشكل مباشر فكانت الساعات النادرة هي كل مايحيط بي».

اقرأ أيضاً: عميد النحاسين يعزف لحن النحاس منذ ستين عاماً

ساعة باب الفرج قبل الصيانة

بعد تخرجه من كلية الهندسة الميكانيكية كانت البداية الحقيقية من خلال أعمال على مستوى “سوريا” في مجال صيانة الساعات الأثرية فكانت المحطة الأولى صيانة ساعة “محطة الحجاز” حيث يقول: «قدمت عرضاً لصيانتها ولم أتوقع الموافقة بشكل سريع جداً وغريب لكنه أسعدني وتوالت بعدها أعمال صيانة متعددة لساعات أثرية مختلفة منها ساعة “دير السيدة” في “صيدنايا” وساعة “محطة حلب” للقطارات و ساعة “سلقين” وتجهيز ساعات وآلات دقيقة لـ”متحف القدم” التابع لمحطة “الحجاز” وغيرها».

ساعة باب الفرج أثناء الصيانة 2018

من الأحداث الموجعة التي لا تغيب عن ذاكرة “أحمد أنس” هي ساعة “التل” في “ريف دمشق” التي صنعها بنفسه وتم تركيبها وإضافتها أعلى الدوار عام 2007 الا أن الحرب السورية 2011 عرفت طريقها إليها فتضررت بالكامل ولم تعد موجودة “كأنها لم تكن” وما يزال حلم “أنس” مستمراً في صناعة وصيانة الساعات الأثرية في كل منطقة من “سوريا” ومنها إعادة بناء ساعة “التل”.

اقرأ أيضاً: ساعة باب الفرج .. موعد لقاء عشاق حلب

ساعة التل ريف دمشق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى