آية بلال تواجه التنمر على مرضها بالحب وتحظى بدعم محيطها
الشابة المصابة بنقص الأكسجة واجهت نظرات الناس السلبية بالحب والتسامح
لم تستسلم الشابة “آية بلال ١٩ عاماً” عند إصابتها الخلقية بنقص الأكسجة والمضاعفات التي تسببت بها من صعوبة في المشي وبطء في الكلام وما رافق ذلك من تنمر على حالتها بل واجهتها بصناعة حكايتها الخاصة.
سناك سوري -ميس الريم شحرور
تقول “آية بلال” لـ سناك سوري «أؤمن باسمي الذي يعني المعجزة. كما أؤمن بأن وجودي في هذه الحياة يحمل رسالة وعبرة أسعى لتحقيقها وإيصالها بأسمى شكل».
وتتابع « في الفترة الأخيرة حظيت بمحبة الناس وهذا كلّ ما أبحث عنه، الحبّ .لأن رسالتي هي مواجهة النظرة الدونية التي ينظرها الآخرون لي بالحبّ والتسامح».
استطاعت الشابة مؤخراً أن تخطف قلوب السوريين بعدما ظهرت بفيديو مصوّر عبر صفحتها الشخصية على الفيسبوك تردّ فيه على رسالة وصلتها من حساب وهمي على فيسبوك. مفادها «ما الخطيئة التي فعلتها آية ليعاقبها الله فتكون من ذوي الاحتياجات».
ردت “آية” بأنها من ذوي الهمم. وهذا المصطلح الذي اختارته لنفسها ولكلّ الشباب الذين أيقنوا أن إصابتهم بحالة صحية أو حاجة معينة. لا يمنعهم من أن يكونوا أصحاب همم وأحلام كبيرة تتحقق بالسعي والإصرار.
تؤمن الشابة بالأمل وتسعى للأفضل في حياتها، وتقول «ولا مرة فكرت بالاحتمالات السيئة، إيماني كبير بالمستقبل. إنه رح يحمل معه لحظات سعادة كبيرة ونجاحات أكبر».
التنمر الذي تعرضت له الفتاة لم يكن الأول. فقد عانت مسبقاً من نظرات الناس الغريبة تجاهها واستغرق الأمر سنوات طويلة. حتى وصلت لمرحلة التقبل والراحة التي تشعر بها اليوم.
تطمح “آية” إلى أن يشير الناس إليها بالإعجاب وليس الاستعطاف. الأمر الذي دفعها لتنمية موهبة الكتابة التي امتلكتها في عمرٍ صغير.
واختارت أن تدرس اللغة العربية في جامعة “طرطوس” بعد أن نالت شهادة الثانوية بتفوق. لتعمل على ربط موهبتها بالدراسة الأكاديمية. وتقول «أحب لقب الكاتبة وأرجو أن يعرفني الناس به. وأن تكون رسالتي سامية تستحق أن يتناقلها الناس، لذلك لا أتأثر بكلام المحبطين. أحزن عليهم لأنهم لا يستطيعون أن يروا الجمال إلا من زاوية الشكل. لو تأملوا قليلاً لعرفوا كيف يستطيع الواحد منّا أن يصنع أسطورته الشخصية التي يستحقها بدل أن ينظر للناس بعين النقص».
غيّرت “آية بلال” نظرة الناس من التعاطف والشفقة إلى الإعجاب والحبّ، كما تأملُ اليوم أن تستطيع تأمين تكاليف رحلة علاجها.
اقرأ أيضاً:مش مزحة.. يافعون\ات يواجهون التنمر والابتزاز الإلكتروني بالمسرح