آذار شهر المرأة – لينا ديوب
كيف يمكننا الحديث عن قضايا النساء بعد أكثر من 10 سنوات من الحرب؟
لنفكر بسؤال: كيف يمكننا الآن وهنا الحديث عن قضايا النساء؟ وكيف، بعد أكثر من عشر سنوات حرب، حيث الفساد وانعدام المساواة يسودان، وجعلا الحياة أصعب على الجميع رجالاً ونساءاً، لكن الحياة ستكون أصعب على الأقل حظاً أو الأكثر ضعفاً وهم النساء.
سناك سوري-لينا ديوب
يجتمع في شهر آذار يومان مخصصان للنساء، الأول هو في الـ8 من الشهر الذي يصادف يومها العالمي الذي يسعى لتعزيز مكانتها في المجتمع كفاعلة في بنائه، اعتماداً على دورها بعد كسر الحواجز الجندرية التي خلقها المجتمع والدين والعرف.
والثاني في الـ21 منه وهو عيد الأم، وهو اليوم الذي يكرس دورها الإنجابي، فيحتفى بها كمربية وولادة وماهرة في الطبخ، رغم التغير الكبير في حياتها وخروجها للعمل خارج المنزل، والاستفادة من خروجها لصالح الإنفاق على الأسرة، لأن التمسك بدورها الإنجابي لم يزل هو السائد مع غياب لحقوقها المرتبطة به، وبقاء القوانين التي تؤطر حياة النساء داخل الأسر، كما لو أن النساء لم تخرج من بيوتهن، أو أن قيم الحق والعدالة والمساواة هي منة لهن وليست حق أصيل.
اقرأ أيضاً: أصابعي وشرعة حقوق الإنسان وخصلة شعر أختي – لينا ديوب
هذه الازدواجية في التعامل مع النساء تعيدنا إلى سؤالنا في المقدمة وهو: كيف يمكننا الآن وهنا الحديث عن قضايا النساء؟ لتكون الإجابة بمزيد من المثابرة والإصرار أكثر من قبل، ليس لأن تضرر النساء من الحرب وما بعدها من فساد وانعدام المساواة أكبر، إنما لأن حقوق النساء بالعدالة والكرامة الإنسانية أصيلة، والعمل على تحقيقها، العمل على بناء أسرة ومجتمع أقل ظلماً، أقل تفككاً وأكثر نمواً.
إن التقدم المحرز حتى اليوم عند شريحة النساء المتعلمات والعاملات، اللواتي خضن مجالات التعليم والاقتصاد والسياسة، يجب أن يتسع ليشمل شرائح النساء الأكثر ضعفاً والأكثر تضرراً من الحرب والفقر والفساد، كما يجب أن يتطور لتتسع مظلة الحقوق والتقدم نحو مجتمع أكثر عدالة، للجميع نساءاً ورجالاً، إنها رحلة كفاح مستمرة لخلق الفرص للجميع، إن الأم التي تعيش كرامتها الإنسانية داخل بيتها، هي المرأة التي تساهم ببناء مجتمع خال من الظلم للجميع رجالاً ونساء.
شهر آذار شهر المرأة، شهر استمرار العمل لبناء مجتمع عادل خال من العنف، لا تخاف الأم على حضانة أبنائها، ولا تقتل الفتيات والنساء بذريعة الشرف، ولا تصل النساء إلى الإدارة والسياسة بالفساد، إنه العمل على كسر المزيد من الحواجز الجندرية لتكون الفرص وحرية الاختيار متاحة للجميع.
اقرأ أيضاً: المرأة الموظفة.. مساواة في العمل وجهد مضاعف بالمنزل – لينا ديوب