أخر الأخبارالرئيسيةشخصيات سورية

وفاة الروائي خالد خليفة .. حارس الخديعة يختبر الموت كعمل شاق

أزمة قلبية تباغت الكاتب السوري .. لم يعد في مطابخ هذه المدينة سوى السكاكين

وفاة الروائي خالد خليفة .. أفجع الوسط الأدبي والفني السوري مساء أمس بخبر رحيل الروائي والسيناريست السوري “خالد خليفة” إثر تعرضه لأزمة قلبية أودت بحياته التي ضجّت بأعماله الروائية.

سناك سوري _ دمشق

توفي ابن قرية أورم الصغرى وتعود جذور عائلته إلى بلدة “مريمين” بريف “عفرين” شمال “حلب” ،عن عمر يناهز الـ59 عاماً. قضى معظمه يؤلف صوراً مقروءة بمفردات رواياته، وحوّل بعضها لمشاهد مرئية ومسموعة من خلال الأعمال الدرامية.

متنقلاً بين الأزمنة حاصر “خليفة” الواقع السوري، ولم ينجُ منه أيّ تفصيل محيط به، إلا وكرّسه ضمن سطوره. أو جسّده في مشهد درامي يمثّل حقيقة يوميات السوريين وأوجاعهم.

خالد خليفة ودخوله عالم الدراما

بعد نهضة الدراما السورية في تسعينيات القرن الفائت، ودخولها إلى منازل السوريين بكل قوة. كان لمسلسل “سيرة آل الجلالي” للمخرج هيثم حقي“. حضور لا يستهان به. قام الراحل بتأليفه ليروي خلاله قصص عائلات حلبية وطبيعة علاقاتها.

وتلاه بعدة أعمال اجتماعية معاصرة تابع الراحل من خلالها سرد أحداث الواقع خلال الألفية الجديدة، وبدا ذلك واضحاً عبر مسلسلات “قوس قزح، ظل امرأة، العراب، هدوء نسبي”.

روايات خالد خليفة

رغم تخرج “خليفة” من كلية الحقوق في جامعة “حلب”، إلا أنها كانت عبارة عن شهادة جامعية لم تنزع من داخله محبته للأدب حيث دخل عالم الكتّاب. عبر روايته الأولى “حارس الخديعة” عام 1993.

وما بين المسموح والمحظور، أدلى “خليفة” بأفكاره بكل وضوح دون تردد، ونشر في عام 2000 رواية “دفاتر القرباط”. ثم عاد إلى تاريخ البلاد وأزماتها الوجودية عبر رواية “مديح الكراهية”.

والتي وصلت بدورها إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية بالإمارات عام 2008. وحازت روايته “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة”. على جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأميركية بالقاهرة عام 2013.

ومن رواياته أيضاً “الموت عمل شاق، ولم يُصلّ عليهم أحد”. وقد تم ترجمة العديد من أعماله للغات أخرى. فرواية “الموت عمل شاق” الصادرة عام 2016 تمت ترجمتها إلى 18 لغة. فيما أدرجت روايته “لم يصلِّ عليهم أحد” على القائمة الطويلة لجائزة البوكر.

الحزن يطغى على قلوب محبي خالد خليفة

كان خبر رحيل “خليفة” فاجعة آلمت قلوب رفاقه وكل من عرفه. وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بعبارات الرثاء. المعبرة عن هذا المصاب الجلل الذي أصاب الوسط الثقافي في البلاد. فكلّ من مرّ بحارات “باب شرقي” كان لا بد له أن يرى خطوات “خليفة”. بنظرته الطيبة وشعره الكثيف ومشيته المميزة حيث أبى ترك البلاد رغم كل ما جرى.

ونعاه الصحافي “يعرب عيسى” الذي وصفه برفيق العمر. كما رثاه المترجم “ثائر ديب” موجهاً تعازيه لنفسه. ولكل من صادف “خليفة” خلال حياته،  وقال «بعزي كل قراءك بالعربية وبكل لغة وصلتلها».

واستعانت الكاتبة “ديانا جبور” بمفردات رواياته، وكتبت «لم يعد في المطابخ سوى السكاكين، ولم يعد الموت عملاً شاقاً. خالد خليفة من كبارنا الجدد، برحيله تضيق فسحة الأمل».

وعبّر المؤلف السوري “مازن طه” عن حزنه العميق برحيل “خليفة”. الأمر الذي أدخل الكاتب “عصام حسن” بحيرة من أمره. عاجزاً عن التعبير بالكلام، وعبّر عن ذلك بما سطره من مفردات «مابعرف إذا لازم اكتب أصلاً، يلي بعرفوا انو قلبي عم يقطر حزن».

ووجه الكاتب “زيدون الزعبي” تعازيه إلى البلاد بأكملها بعد ما ألم بها من فاجعة بوفاة “خليفة”. واستذكر الشاعر والرسام “منذر مصري”. لقاءهما الأخير خلال الأسبوع الفائت، والذي كان آخر مناسبة تجمعهما.

واعتبر الفنان “باسم ياخور” أن خسارة خليفة لا يمكن تعويضها، وتحدث عن الحزن الذي أصابه بعد تلقيه الخبر. مشيراً إلى أن الراحل سيبقى خالداً بأعماله. النقطة التي ختم بها “عدنان أبو الشامات” منشور رثاء الراحل عندما كتب «رحل ولكنه ترك إرثاً كبيراً وروحاً ترفرف في فضائنا طويلاً».

يذكر أن الراحل من مواليد 1964، وكان أحد مؤسسي مجلة «ألف» الأدبية التي كانت تصدر في جامعة “حلب” وعضو المنتدى الأدبي فيه.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

زر الذهاب إلى الأعلى