سناك سوري-متابعات
خلع جاكيتته الرسمية، تنفس بعمق، مسح عرق وجهه، وقال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبد الله الغربي للصحفيين الذين دعوه لاجتماع عبر اتحادهم: «عرقتوني بس ما خوفتوني».
صحيفة تشرين التي نقلت الخبر قالت وفي مقدمتها عن اجتماع الغربي باتحاد الصحفيين بأن الوزير صاحب روح “مطاطة” يمتاز بدبلوماسية لامتناهية في اقناع السلطة الرابعة، ومن يعلم لربما “تعرق” الوزير وخلعه “الجاكيت” ماهو إلا ترجمة لدبلوماسيته عن طريق المديح “من تحت لتحت” للصحفيين الذين لابد وأن “ينفشوا ريشاتهم قليلاً” بعد هذا الاجراء فيشعرون بالامتنان والعظمة فلا يعودوا قادرين إلا على مجاراة الوزير والزهو ولو على حساب نقل الواقع!.
وخلال الاجتماع رد الغربي على أسئلة الصحفيين “الشفافة” بكل “شفافية” لدرجة أن المواطن لن يلمس أي معلومة مع ارتفاع نسبة الشفافية في السؤال والجواب، حيث أعرب الغربي عن فخره بالانجازات التي أنجزها في الفترة القصيرة منذ توليه الوزارة قبل 15 شهراً، فمثلاً حين استلم منصبه لم يكن هناك طحين يكفي لأكثر من 17 يوم بينما اليوم توافر الطحين لـ “200” يوم، وبشر مزارعي الحمضيات أن الأسعار هذا العام سترتفع لتصل إلى “150” ليرة للكيلو بعد فتح المعابر وسيتم تسويق المحصول كاملاً، كما أنه تحدث عن “معجزة” الشاورما وكيف انخفضت أسعارها إلا في بعض المحال المصنفة سياحياً حيث ترتفع قليلاً، وأكد أن أسعار الألبسة ستنخفض بعد بدء المنافسة بين تجار دمشق وحلب من جديد متوعداً بالاستيراد في حال لم تنخفض، وتابع الشرح لدرجة يحس فيها القارئ أن الوضع في سوريا يكاد ينافس الوضع في أوروبا، مع تحسن أكبر في سوريا عن أوروبا.
وانتهى الاجتماع “الشفاف” بطريقة شفافة استشف منها المواطن أنه مجرد كائن شفاف لا يُرى ولا يُسمع لا من حكومته ولا من إعلامييه، وكل سنة وإنتو شفافيين.
يذكر أن هذا الاجتماع يعد من المرات النادرة التي يذهب فيها وزير لاتحاد الصحفيين ويستقبل أسئلتهم وهو يسجل للاتحاد وللوزير.