الرئيسيةتقارير

نسبة الولادات القيصرية في سوريا مرتفعة.. والكلفة تصل لمليوني ليرة!

مسلسلات البيئة الشامية تزيد رعب اللجوء للولادة الطبيعية

«لطالما أخافتني الولادة الطبيعية ولاسيما عندما كنت أشاهد مسلسلات البيئة الشامية والتي رسمت صورة نمطية عن آلام الولادة. حينما كانت الداية تقول لها “أي اسا كبسي بين راسو” والسيدة الحامل تصرخ بصوتٍ يملأ المنزل والحارة في بعض الأحيان، فيما لا يشعر أحد بآلام الولادة. سوى السيدة الحامل والجميع من حولها يجلسون يشاهدون صريخها منتظرين ولي العهد الذي سيحمل اسم العائلة».

سناك سوري-علي خزنة

بتلك الكلمات تصف “سارة” 33 عاماً شعورها لدى التفكير بالولادة الطبيعية، وتضيف لـ”سناك سوري” مفضلة عدم ذكر اسمها الكامل، أن تلك المشاهد المتكررة دفعتها للولادة القيصرية، التي ترى أنها «متل شكة الدبوس بتنام بتفيق الولد بحضنك».

انتظار طويل

تروي “بلقيس الحسين” 27 عاماً وهي حامل في الشهر السادس قصتها مع المشافي الحكومية لـ”سناك سوري”، وتقول: «قررت أن أذهب إلى أحد المشافي الحكومية لأقوم بالكشف عن الحمل، ولكن وبعد انتظار لمدة ساعتين، عدت إلى المنزل دون القيام بالكشف عن الحمل بسبب الازدحام، واتجهت إلى طبيب خاص في عيادته».

مواليد جدد-سناك سوري

وترى “الحسين” أن العزوف عن التوجه إلى المشافي الحكومية سواء للولادة أو مراقبة الحمل محكوم بعدة ظروف، أبرزها انتظار الدخول للمعاينة لساعات طويلة وعدم الاهتمام الكافي وإعطاء الوقت الكامل للمريضة.

تعرفة الطبيب.. “كل يغني على ليلاه”

ترتفع “كشفية الطبيب” بين الحين والآخر ألفي ليرة، تقول “الحسين”، وتضيف: «الطبيب المراقب لحملي في الشعلان بدمشق، يتقاضى ١٥ ألف ليرة معاينة، كانت قبل 4 أشهر 10 آلاف».

وتوضح أنها تعاني من تكاليف المواصلات من منزلها في ريف دمشق إلى الشعلان ذهاباً وإياباً، مع العلم أن كشفية أطباء النسائية تترواح بين ٢٥ الى ٣٥ الف في مناطق المزة وشارع بغداد. وفي الريف كمنطقة الجديدة تترواح بين ٨ الى ١٥ الف.

اقرأ أيضاً: البعث: المستشفيات الخاصة تخوّرف المريض.. وتستغل الخزينة!
الولادة بحاجة قرض إذا كانت في مشفى خاص

وأضافت “الحسين” أنه وبعد اقتراب فترة الولادة بدأت بالبحث عن مشفى خاص يتقاضى تكاليف منخفضة مقارنة بالمشافي الخمس نجوم. فتبين أن الولادة بحاجة قرض إذا كانت في مشفى خاص، وبعد عدة أسئلة عن عدد من المشافي الخاصة تبين أن تكاليف الولادة القيصرية تتراوح بين ٦٠٠ ألف إلى مليوني ونصف. والولادة الطبيعية بين ٣٠٠ ألف والمليون ليرة، وتختلف من مشفى لآخر.

فيما ترفض السيدة الحامل التوجه إلى قابلة أو “داية” بسبب الخوف من الحالات الطبية الطارئة التي لن تستطيع القابلة التعامل معها سواء بما يخص الطفل أو الام كالنزيف أو نقص الأوكسجين.

في السياق ذاته قالت “فاتنة المحمد” 32 عاماً حامل في الشهر السابع لـ “سناك سوري”. إنها تراجع مشفى تشرين العسكري، «وهو مجهز بأحدث التجهيزات المتعلقة بمراقبة الحمل أو الولادة، وحتى في موضوع طفل الأنبوب، وهناك نظافة وتعقيم عالي المستوى، حيث تشعر وكأنك في مشفى خاص».

وتضيف «لو لم يكن مشفى تشرين قريب من مكان سكني لكنت توجهت إلى مشفى خاص ولا أتوجه إلى حكومي. رغم أن الكثير من العاملين في القطاع الحكومي الطبي يعملون في المشافي الخاصة. إلا أن هناك صورة نمطية رسمت في أذهاننا عن سوء القطاع الطبي الحكومي وهنا لا أعمم على كل المشافي».

نسبة الولادات القيصرية مرتفعة

تقول الدكتورة “سوسن جديد” أخصائية نسائية في حديثها لـ”سناك سوري” أن نسبة الولادة القيصرية مرتفعة. فالنساء يفضلونها كونها بدون ألم، مضيفةً: «هذه المعتقدات خاطئة حيث كلما زادت نسبة الولادات القيصرية تزداد نسبة استئصال الرحم ويزداد ارتكاز المشيمة المعيب».

وتؤيد “جديد” الولادة الطبيعية، وتضيف أنه في أحيان كثيرة الحالة الطبية للمرأة الحامل هي من تحدد طريقة الولادة.

القابلة القانونية تمتلك الدراية الكافية في موضوع الولادة الطبيعية، كما تقول الطبيبة، التي تفضل أن تحدث عملية الولادة في المشفى بإشراف أخصائي لتدارك أي حالة طارئة. فمن الممكن أن تتعرض القابلة القانونية لمشكلة انعضال كتفي أو نزف بعد الولادة أو حصار المشيمة أو أي اختلاط قد يحدث بعد الولادة.

اقرأ أيضاً: انتظرت جنينها 13 عاماً لكن إهمال الطبيب قتله!
نسبة جيدة من النساء تراجع المشافي الحكومية

تتابع الطبيبة أنه يوجد نسبة كبيرة من السيدات اللواتي تراجعن المشافي الحكومية سواء لمراقبة الحمل أو للإنجاب. والنسبة ازدادت بعد الأزمات الاقتصادية التي يواجهها المواطنون والحالة المادية الصعبة. مشيرةً إلى أن المشافي الحكومية تقدم خدمات جيدة جداً من حيث النظافة والاهتمام والكادر الطبي الموجود فيها.

الدكتور شادي خلوف-سناك سوري

وفي السياق ذاته تحدث طبيب النسائية “شادي خلوف” لـ”سناك سوري” لا يمكن القول أنه يوجد عزوف بشكل كامل من قبل النساء عن التوجه إلى المشافي الحكومية. وهناك سيدات كثر يراجعنها للكشف والمراقبة على الحمل وإجراء الولادة أيضاً. مبيناً أنه في هذا الموضوع يوجد دور للوضع المادي للسيدة.

فوضى في تسعيرة المشافي الخاصة

تقول طبيبة تعمل في مشفى خاص بالعاصمة “دمشق”، لـ”سناك سوري”، مطالبة عدم الكشف عن اسمها لتجنب المشاكل مع إدارة المشفى. إن هناك فوضى في تسعيرة المشافي الخاصة، كل مشفى يتقاضى التعرفة التي يراها مناسبة في ظل الاعتماد على المولدات. اثناء انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المواد الطبية التي يتم استخدامها.

الصحة تقدم كافة الخدمات بشكل مجاني

مديرة الصحة الإنجابية في وزارة الصحة الدكتورة “آلاء قرسوسي” تحدثت لـ”سناك سوري” عن وجود عيادات خارجية في بعض المشافي الحكومية تقدم خدمات الرعاية والفحص للحامل. مشيرةً إلى أن الخدمات المقدمة في المراكز الصحية والمشافي العامة التابعة لوزارة الصحة جميعها مجانية وهي تقدم طيلة ايام السنة حتى في أيام العطل.

أسباب ارتفاع الولادات القيصرية

خلال فترة الحرب ارتفعت نسب القيصريات بشكل ملحوظ في المحافظات، وفق “قرسوسي”، والسبب بالدرجة الأولى عدم قدرة السيدات الحوامل التوجه لإجراء الولادة الطبيعية بسبب ظروف الحرب والمعوقات التي كانت تعيق التحرك السريع. إضافة إلى عدم تلقي السيدات المشورة والتوعية الصحيحة حول فوائد الولادة الطبيعية ومخاطر القيصرية الانجابية. و التي تؤثر بدورها على صحه الأم وحدوث المضاعفات ومن أهمها مخاطر المشيمة المندخلة في الحمول اللاحقة.

وأكدت مدير الصحة الإنجابية أنه لا يوجود تشريع قانوني أو عملي لعمل الداية في سوريا. مشيرةً إلى وجود نقص في الكادر الصحي المقدم للخدمات، الأطباء والقابلات، ونقص في عدالة توزيع الكادر المتواجد.

اقرأ أيضاً: 8 ﻧﺼﺎﺋﺢ ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺗﻠﻮﺙ ﺟﺮﺡ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮﻳﺔ ….

زر الذهاب إلى الأعلى