الرئيسيةتقارير

موسم الزيتون.. انخفاض بالإنتاج وارتفاع كبير بالأسعار

من حماة إلى حمص فالسويداء.. الهموم واحدة وتنكة الزيت 200 ألف

سناك سوري – مراسلون

اشترى “نورس أ” ٤٤ عاماً، مؤونة أسرته من الزيتون هذا العام، رغم أنه يملك بستان زيتون مساحته ١٨ دونم في قرية “الرحى” شمال السويداء.

“نورس” وأخوته قطفوا العام الماضي من البستان مؤونة أسرهم وعصروا أربعين تنكة زيت، بينما هذا العام وفق حديثه لم يجمع أكثر من خمسة كيلو غرام بفارق كبير جداً عن العام الماضي أعاده لقلة الأمطار.

مشكلة تراجع إنتاج الزيتون لهذا العام طالت معظم قرى السويداء، بنسب مختلفة ففي قرية “الثعلة” الريف الغربي جال “وسام ظ” ٤٤ عاما بين أشجاره المئة والخمسين التي خلت من الثمار إذ لم تزد نسبة الأشجار المثمرة على شجرتين من كل عشر شجرات بما يقارب ٢ بالمئة من المجموع.

وسام يتفقد موسم الزيتون

“وسام” يجد أن أقل من مئتي ميليمتر من الأمطار لاتكفي لرعاية أشجار الزيتون التي لم تأخذ كفايتها في مربعانية الشتاء ولم تحصل الأشجار على ريات إضافية، لافتاً أنه قدم الرعاية المطلوبة بالسماد الذي ارتفعت كلفته هذا العام وفلح أرضه لكن قلة الأمطار أثرت لدرجة أنها لم تذب السماد الذي وزعته حول الأشجار، وحاول السقاية خلال الصيف لكن دون جدوى فالعطش ظاهر على الأشجار وهذا ما يجعل أثر الجفاف يمتد للموسم القادم فلا نمو جديد للأغصان.

ويضيف: «مشكلة الزيتون لا تتوقف عند الزيتون كطعام لأن تراجع الإنتاج سينعكس على أسعار زيت الزيتون التي ارتفع سعرها الموسم الفائت من ٧٥ ألف الى ٢٠٠ ألف نهاية الموسم للتنكة».

في قرية “أم الرمان” ٣٥ كم جنوب مدينة “السويداء” أزهرت أشجار الزيتون بكثافة لكنها لم تنتج ثماراً لأن درجات الحرارة والرطوبة لم تكن مناسبة وانخفض الإنتاج إلى 10 بالمئة من إنتاج الموسم الماضي وفق حديث “معين أ” ٥٠ عاما ويضيف: «لدي عشرة دونمات ضمت ٢٠٠ شجرة لم تجد علينا إلا بكميات بسيطة لأن معدل الأمطار ٢٥٠ مم لم يتحقق والأهالي بالفعل أمام مشكلة حقيقة في الحصول على الزيت والزيتون».

أسعار الزيتون في أسواق السويداء

سعر كيلو الزيتون في أسواق “السويداء” وصل إلى ٢٨٠٠ ليرة للأخضر وقد تساوى السعر مع الأسود ويتوقع “ضياء س” صاحب فرش خضار وسط السوق أنه لن يتمكن من بيع الكمية التي وردته فالسعر غال والزبون يسوم ولا يشتري ولن يتمكن من الحصول على حاجته.

ويضيف: «عائلتي ٥ أفراد تحتاج إلى ٤٠ كيلو زيتون وتنكتي زيت لعام قادم وهذا أضعف الإيمان إن لم تتوفر سأضطر للشراء بالكيلو للزيت الذي تتراوح أسعاره اليوم بين ١٧ ألف إلى ٢٢ ألف للكيلو حيث انتشرت عملية البيع بهذه الطريقة مؤخراً تبعاً للواقع الاقتصادي الصعب».

اقرأ أيضاً: زيت الزيتون.. من الصدقة للمقايضة للشراء بالتنكة ثم البيع بالكيلو والغرام!

ووفقاً لإحصائيات مكتب الزيتون التي رصدها سناك سوري على صفحة مديرية الزراعة في “السويداء” يبلغ إجمالي المساحات المزروعة بأشجار الزيتون بمحافظة السويداء ٩٩٤٥ هكتار تضم مليون و٦٧٣ ألف شجرة عدد المثمر منها مليون و٤١٢ ألفا فيما يقدر إنتاج الثمار بنحو 6100 طن، كما قدرت المديرية بشكل أولي إجمالي إنتاج المحافظة من زيت الزيتون للموسم الزراعي الحالي بنحو ٦٩٥ بنسبة خمسين بالمئة من إنتاج العام الماضي البالغ ١٢٠٠ طن.

إلغاء زيت الزيتون بسبب تحليق ثمنه

وفي “حمص” ومع بدء أول مطرة حسب ماهو متعارف عليه بدأ موسم قطاف الزيتون لهذا العام، والذي ينتظره معظم الفلاحين لما فيه من خير وأرباح، لكن هذا العام الموسم أقل بمقدار النصف عن موسم 2020 ونسبة الزيت خفيفة مع جودة أقل بسبب الجفاف والعطش الذي حصل في 2020 حسب تعبير “وليد الأحمد” أحد أصحاب الأراضي في قرية “الصايد” شرقي “حمص”.

ويضيف في حديثه مع سناك سوري: «أن أجرة العامل أو الفعالة كما يطلق عليه وصل إلى 1200 ليرة سورية في الساعة الواحدة وأجرة نقلهم في السيارة من المنزل إلى الحقل تصل إلى 40 ألف حسب المسافة وذلك بسبب ارتفاع سعر المازوت الحر، كما أنّ صفيحة الزيت أو مايدعى بالعامية (التنكة) وصل سعرها إلى 7500 ليرة و أجرة عصر كيلو الزيتون تتراوح بين 175 و190 ليرة حسب المعصرة مما سيجعل سعر تنكة الزيت يصل الى 200 ألف ومافوق».

زيتون مرصوص للمونة

تختلف بعض الأسعار بين شرقي “حمص” وغربها، و هذا سيولد اختلافاً بسعر تنكة الزيت، وفقاً لحديث “محمد ماضي” صاحب أرض في منطقة “شين” غربي “حمص” موضحاً أن معظم الأسعار ارتفعت هذا العام فأجرة العامل 9000 آلاف ليرة مقطوعة أي من الساعة السادسة حتى الواحدة ظهراً بينما كانت في العام الفائت 2000 ليرة سورية، وسعر البيدون فارغ 4800 ليرة بينما العام الفائت 1000 ليرة، وزاد كيلو عصر الزيتون بمقدار خمس أضعاف فوصل هذا العام إلى 150 ليرة»، مؤكداً أن ارتفاع الأسعار هذا سيؤدي إلى ارتفاع سعر مبيع الزيت حسب “ماضي” حيث كان العام الفائت 85 ألف بينما هذا العام سعر بيدون الزيت يصل إلى 200 ألف ليرة سورية.

اقرأ أيضاً: 600 ليرة تعويض كيلو الزيتون المُحترق والتوزيع خلال ثلاث سنوات

بجانب قرية “شين” التي تضررت من الحرائق العام الماضي ما أثر على أشجار الزيتون، توجد بعض القرى التي لاتعتمد على الزيتون بشكل كامل كقرية “حداثة” والتي أغلب سكانها يقطنون المدينة ويتوافدون إلى القرية في موسم الزيتون لقطافه كالموظف “مازن فطوم” الذي تحدث لسناك سوري فقال: «يتردد معظم الأهالي للقرية في العطل الرسمية بسبب العمل ضمن المدينة وهذا العام لجأوا لقطف الزيتون بأنفسهم بسبب ارتفاع أجرة عمال الفعالة وضعف الموسم الذي ربما لن يغطي سوى حاجة المنزل من الزيتون والزيت أو يلجؤون لشراء الزيتون والذي وصل الكيلو أخضر منه الى 2200 ليرة» .

وفي مدينة “مصياف” يخبرنا “مشهور إسماعيل” صاحب معصرة زيتون، أن الموسم الحالي منخفض بحوالي 30% بشكل تقريبي مقارنة بالعام الماضي، وذلك بفعل الظروف المناخية من قلة الأمطار وارتفاع الحرارة التي شهدتها المنطقة، وبالنسبة لجودة الموسم هذا العام فهي متفاوتة من حيث كمية الحمل وجودة الثمار والمناطق المزروعة فيها، وأن نسبة استخلاص الزيت إلى هذه اللحظة تراوحت ما بين 10 الى 45% حسب نوع وجودة الثمرة.

“محمود محمود” وهو صاحب إحدى أراضي الزيتون في المنطقة يقول:« أن موسم الزيتون هذا العام ليس بالقدر المتوقع من حيث الكمية و الجودة و أن نسبة الزيت هذا العام 16 % بينما كانت العام الفائت 35%».

من إحدى معاصر الزيتون في حماة

يلجأ غالبية أصحاب الأراضي حالياً لاستحضار عاملين للمساعدة في جني المحصول، وهناك العديد من العوائل التي تعمل بهذا العمل الموسمي، مثل “وداد حسين” و أخوتها والتي قالت إن العامل سواء امرأة أو رجل يتقاضون أجراً وقدره عشرة آلاف عن كل ست ساعات عمل، كما تقاضى قسم آخر أجوراً أقل تراوحت بين الخمسة إلى ستة آلاف عن كل ست ساعات، و قسم يفضل أن يتقاضى أجره حصة من الموسم تتفاوت بين ربع وتلت المحصول حسب الكمية التي تنتجها الأرض.

و في متابعة لأسعار الزيت و الزيتون الأخضر الخاص بالتخليل(المونة) في منطقة “مصياف”، تراوح سعر صفيحة الزيت بوزن 16 كغ ما بين 200 إلى 225 ألف ليرة سورية، و سعر كيلو الزيتون الأخضر تدرج بين الـ1500 إلى 2000 ليرة.

معصرة زيتون

من جهتها أصدرت مديرية الزراعة في محافظة حماة كتاباً حددت فيه أجور العصر في المعاصر حيث حددت 160 ل.س لكل كيلو في حال ترك صاحب الرزق مخلفات الثمار للمعصرة (التمز) و220 ل.س لكل كيلو في حال أراد أخذ المخلفات معه، بينما المعاصر على أرض الواقع تأخذ بين الـ 120 إلى 140 ل.س لكل كيلو، مراعاة للتكاليف المرتبة على نقل و أجار قطاف الزيتون في المنطقة.

المراسلون: رهان حبيب، بشار الصارم، ناديا المير محمود

اقرأ أيضاً: موسم الزيتون “جيد” وأجرة العامل 7000 باليوم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى