الرئيسيةتقارير

الأسعار عادية والحق عالراتب.. المسؤولون يدركون المشكلة فمن يحلّها؟

الحديث عن الرواتب ربما ممل لدى أصحاب المعالي.. لكنه مؤلم جداً لمن لا يمتلك غيره

“الأسعار عادية وطبيعية، والمشكلة بالراتب”، هكذا يلخص العديد من التجار وحتى المسؤولين مشكلة المواطنين الحالية. وينضم إليهم العديد من النواب في وجهة نظرهم هذه، دون وجود أي خطوات تشير لحلّ المشكلة طالما أن التشخيص موجود.

سناك سوري-دمشق

يقول عضو تجارة “دمشق”، “محمد الحلاق”، في تصريحات نقلتها الوطن المحلية اليوم، إن أسعار التمور الذي وصل بعضها إلى 100 ألف ليرة، للكيلو الواحد. ماتزال منخفضة مقارنة بأسعار استيرادها، مبيناً في الوقت ذاته أن السعر مرتفع قياساً بدخل المواطن.

وإن كان المواطن يكسره حتى شراء “كيس عصير” لمائدة الإفطار بسعر 6000 ليرة سورية، فكيف سيحلم بشراء كيلو تمر بسعر 100 ألف ليرة. وهو ما يوازي راتبه كاملاً أو أكثر بقليل كون الحد الأدنى للرواتب اليوم 92 ألف ليرة.

وإن كان “الحلاق” تاجراً يفكر بميزان الخسارة والربح وملائمة الأسعار للتاجر والاستيراد، فإن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “عمرو سالم”. لا يبتعد كثيراً عن وجهة النظر ذاتها، إذ قال خلال اجتماعه مع مجلس محافظة “دمشق”، شهر آذار من العام الفائت. في رده على مداخلات حول عدم تناسب الأسعار مع دخل المواطن. إن التاجر يستورد بناءً على السعر العالمي وليس على دخل المواطن.

المشكلة في حديث “سالم” ذاك، أنه صادر عن مسؤول مهمته “حماية المستهلك”. فإما أن تعترف الوزارة بأنها لا تستطيع حماية المستهلك في ظل الرواتب الحالية. وتطالب زميلتها المالية برفع الراتب، أو العمل الجاد والحقيقي لبيع منتجات مدعومة بشكل حقيقي، وليس من نمط كيلو الفروج بـ19500، وكيلو اللحم بـ53 ألف، وإلا فإنها ستكون تاجراً شأنها شأن أي تاجر آخر.

اقرأ أيضاً: لماذا نحن هنا؟ .. الحكومة رفعت أسعار كل شيء واستثنت الراتب
ليس جديداً

مشكلة عدم تناسب الدخل مع الأسعار والاعتراف بها ليس جديداً، ففي آب عام 2021، قال عضو لجنة مربي الدواجن، “حكمت حداد”، إن سعر الدجاج منطقي جداً قياساً بسعر التكلفة. إلا أنه لا يتوافق مع دخل المواطن، وطرح حينها حلاً إما تقديم الدعم الحقيقي للمربين، أو تحسين دخل المواطن.

وفي زمن حديث “حداد” كان الراتب يبلغ تقريباً 50 ألف ليرة بالمتوسط، وسعر كيلو شرحات الدجاج 12 ألف ليرة. أي أن الراتب يشتري 4 كيلو شرحات. واليوم الراتب 100 ألف والشرحات بـ45 ألف، ما يعني أن الراتب لم يعد يشتري حتى 2 كيلو ونصف منها. فإن كان الراتب حينها غير مناسب، فماذا يمكن أن نقول عنه اليوم؟.

وفي العام ذاته، اعتبر رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، “فايز قسومة”، أن الأسعار ليس مبالغاً بها. إلا أن المشكلة في دخل المواطن الذي يعتبر ضعيفاً حالياً،(الحالياً مستمرة من 2021).

فإن كان كل من في “سوريا” يدرك أن المشكلة الوحيدة هي في دخل المواطن، لماذا لا يوجد أي واحد قادر على حل تلك المشكلة. التي تتفاقم يوماً بعد يوم دون أي أمل بحلها.

ربما يبدو الحديث عن زيادة الرواتب أمراً روتينياً يسبب الملل، خصوصاً لأصحاب المعالي. لكنه حديث مؤلم جداً للعوائل التي لا تمتلك سوى راتب شهري قيمته 100 ألف ليرة، لا يكفي أكثر من طعام يوم واحد.

اقرأ أيضاً: قسومة: الأسعار لن تنخفض كما كانت سابقاً.. يلي بيروح ما بيرجع!

زر الذهاب إلى الأعلى