الرئيسيةشباب ومجتمع

ليس فقط الكهرباء.. موظفون يلجؤون لتقنين دوامهم توفيراً لأجور النقل

حين لا يكفي الراتب أجور المواصلات يكون تقنين الدوام حلاً إسعافياً للبعض

لجأ عدد من الموظفين الحكوميين في محافظة “السويداء”، إلى تقنين دوامهم الرسمي، بهدف التخفيف من تكاليف النقل وأزمته.

سناك سوري-رهان حبيب

اختارت “ردينة” 33 عاماً، أن تداوم 3 أيام في الأسبوع، تقضي خلالها رحلة طويلة تبدأ منذ الـ6 صباحاً موعد الاستيقاظ. ومن ثم الخروج من منزلها في قرية “المجيمر” والوصول إلى عملها في مدينة “السويداء” عند الـ8 والنصف صباحاً، كما تقول لـ”سناك سوري”، وتضيف أنها اتفقت مع زميلتها على التناوب في العمل.

“ردينة” تدفع أجور نقل كبيرة، فأجرة الباص من قريتها إلى المدينة 700 ليرة، وفي حال لم تعثر على باص ستضطر للذهاب في تاكسي سيرفيس بأجرة 2500 ليرة، ولاحقاً بعد الوصول إلى المدينة تحتاج إلى باص آخر أجرته 500 ليرة وأحياناً ترتفع إلى 700 ليرة حسب ضغط العمل والسائق، ما يعني أن كلفة المواصلات التي تدفعها يومياً تبلغ 2800 ليرة في حال استخدمت الباص، وترتفع إلى 6400 ليرة في حال اضطرت لاستخدام التاكسي سرفيس، بينما لا يتجاوز راتبها الـ100 ألف ليرة سوى بقليل.

الموظفة أجرت حساباتها مع زميلتها، وتم الاتفاق على التناوب في أيام الدوام، وعوضاً من أن تكون 22 يوماً بكلفة نحو 61 ألف ليرة بالحد الأدنى و140 ألف بالحد الأعلى، تنخفض إلى نصف القيمة تقريباً، ويتبقى جزء من الراتب عوضاً من أن يذهب كله أجور مواصلات، وفوقه أحياناً.

الفرصة التي تعتبرها “ردينة” حلاً لإنقاذ بضعة آلاف من الراتب، يرى فيها “إياد” 44 عاماً، فرصة كبيرة للحصول على عمل آخر في قريته.

اقرأ أيضاً: إجازة مرضية.. أكثر جملة يسمعها المواطن عند مراجعته لدائرة حكومية.. ما سرها؟

فالشاب الذي يعمل في إحدى دوائر المدينة يتقاسم العمل مع زميلتين اتفقوا على دوام اثنين منهما، وأن يعطل الثالث بشكل دوري أي من يدوام الأحد يعطل يومين وهكذا يسير العمل دون أن يتعرضوا للعقوبة أو تعطيل مصالح المراجعين.

يقول “إياد”: «لم أكن يوما كسولا لكن القدوم من قريتي “ملح” ٤٠كم جنوب شرق السويداء الذي يكلفني ٣٥٠٠ ذهاب ومثلها للعودة يجعلني أختار هذا السلوك، طالبنا كثيراً بنقل مشترك على الأقل في الفترة الصباحية لكن لا أمل في ذلك وغلاء المحروقات لم يترك لنا حيلة».

يستغل “إياد” أيام عطله بعمل مع ورشة كهرباء وتركيب بطاريات في قريته، عله يرمم مصروف العائلة المؤلفة من زوجته وولدين.

بينما عقدت “رسمية ٤٦” عاماً مستخدمة في إحدى المنظمات الشعبية اتفاقا مع زميلاتها في ذات القسم لتداوم يومين بدل خمسة، كونها تنتقل من قريتها “نمرة شهبا” بواسطة ميكرو بكلفة ٧٠٠ ليرة إن وجد أو السرفيس بكلفة ٣٠٠٠ إلى ٤٠٠٠ آلاف ليرة من شهبا، ومنها بكلفة ٢٠٠٠ ليرة سرفيس تكسي أو سرفيس عادي بتكلفة ٥٠٠ ليرة لتصل إلى السويداء بكلفة تتجاوز ٤٤ ألف شهريا من راتبها على الفئة الرابعة الذي لا يتجاوز ٧٥ ألف وهي بذلك تحاول توفير وقتها لتعمل في أحد مطابخ القرية وتكسب ما يسد رمق عائلتها المؤلفة من والد مريض وأمها وأختها.

الأمثلة السابقة حلول متواضعة لأزمة طالت الجميع بفعل غلاء أجور النقل وتراجع الرواتب، ومارصدناه عينة بسيطة من موظفين في قرى بعيدة في الوقت الذي يطبق موظفو المدينة ذات الاتفاقات، فكلفة النقل الداخلي الكبيرة قياساً بالرواتب، جعلت أهالي المدينة بعجزون عن التنقل للوصول إلى أعمالهم.

اقرأ أيضاً: الخمسينية هيام تجدد جواز سفرها وتحزم الحقائب 

زر الذهاب إلى الأعلى