الرئيسيةيوميات مواطن

لم يورثها والدها.. فتُركت بلا مأوى يستر آخر سنين عمرها

بعد أن ظلمها أهلها .. تنتظر  “أم ماهر” بعمر الـ 65 عاماً كرمَ المحسنين ليدفعوا لها أجرة قبو مظلم يأويها

سناك سوري – رهان حبيب

تشردت “أم ماهر” بعمر الـ 65 عاماً، بعد أن حرمها والدها من الميراث.. تخلى عنها كل الذكور في عائلتها، الزوج طلقها وأجبرها على ترك الأولاد، ووالدها الذي عاشت معه واعتنت به سنوات طويلة حتى فارق الحياة باع المنزل لأولاده الذكور ولم يوصِ لها بشي، لتجد نفسها أخيراً بلا مأوى يستر آخر سنين عمرها..

تلتقي “أم ماهر” من محافظة السويداء بهمها، مع نساء كثيرات من مجتمع تعوّد عدم توريث النساء كي لا تذهب أملاك العائلة إلى أولاد عائلة أخرى.

تقول في حديثها مع سناك سوري: «أمضيت عمري في حياكة الصوف لأكسب رزقي وأساعد أبنائي في تأمين بعض احتياجاتهم بعد أن أجبرني أهلي وزوجي على تركهم لوالدهم، أبي لم يسجل لي حصة بالبيت أو حق انتفاع بقطعة أرض، خوفاً من أن يرثها أولادي، وأخوتي باعوا المنزل الذي أسكنه وتخلو عني، لأبقى بلا سكن أو دخل يؤمن لي سقفاً أو لقمة عيش بعد أن أصبحت غير قادرة على العمل».
تسكن “أم ماهر” حالياً في قبو حصلت عليه بإيجار 15 ألف لا تملك منها قرشاً لولا حسنات أهل الخير، كما تقول، تحيط بها رائحة عفونة القبو شبه الفارغ إلا من فراش مهترئ وعدة مطبخ قديمة مع بعض الأدوات البدائية التي حصلت عليها من بعض الجمعيات الخيرية.

اقرأ أيضاً عذراوات ضحايا جرائم شرف… والأعداد في إزدياد خلال الحرب

المحامية “مها نعيم” أوضحت لـ سناك سوري أن والد السيدة الذي باع لأولاده المنزل قبل وفاته، أفقد ابنته فرصة المطالبة بحقها به متعمداً ، وذلك رغبة منه في توريث الذكور فقط، مع العلم أنه وفي قانون الأحوال الشخصية السوري فالأصل بالإرث أنه وصية الله لعباده وهي من النظام العام، وتثبت بإرادة الشارع تغييرها أو تبديلها، ووفق للقانون في العقارات يورث الذكر مثل حظ الأنثيين في العقارات الملك، بينما في العقارات الأميرية هناك تساوي بين الرجل والمرأة، وهذا القانون يطبق في مجتمعات سورية أخرى.
أما عن حالة أم ماهر تقول المحامية: «حتى لو كان والدها لم يبع البيت قبل وفاته، أتصور أنها غير قادرة على المطالبة بحقها خاصة مع الضغط الاجتماعي ومعارضة الأهل والأخوة الذي تواجهه النساء عند المطالبة بالميراث وهذه حالة تتكرر ونشهدها دائما في المحاكم، ونحن في هذا الزمن لازالت كثير من النساء دون حقوق متساوية مع أخوتهن الذكور، وفي الغالب لا يذكرن في الوصية ويتم تجاهل حقهن في تأمين حد مقبول من الكفاية لها وفي كثير من الأحيان يكون ذويها من أسرة مقتدرة».

يذكر أن كثير من النساء في مجتمعات أخرى داخل سورية ينلن نصيبهن من الميراث وفق مايحدده القانون السوري، بينما لازالت كثير من النساء في “السويداء” وفي بعض أرياف المحافظات الأخرى، رهينات رغبة الأب في حرمانهن حقهن في الإرث، رغم أن القانون يحمي ذلك الحق، وفي حالات أخرى قد يكون ضعف المرأة وجهلها وضغط المجتمع سبب آخر يجعلها تتنازل عن حقها وتجرد منه لتراعي المجتمع وتكتفي شر الفضيحة كما يقال.

اقرأ أيضاً:تمكين المرأة السورية مصفوفة متكاملة أم استعراض للعضلات الذكورية

جانب من القبو حيث تقيم أم ماهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى