أخر الأخبارالرئيسيةتقاريرشباب ومجتمع

كورنيش طرطوس.. فرصة للنزهة والمشاريع الصغيرة

العمل لا يتوقف في الشتاء.. صابرين تضعُ شادراً يقيها من الأمطار

يُشكل كورنيش طرطوس بالنسبة لـ”نوار سلمى” 35 عاماً، مصدر دخله الوحيد صيفاً. حيث يعمل بالعديد من المهن، مثل تأجير الطاولات والكراسي للمتنزهين، ومنقذ بحري، كذلك بيع الفول على العربة، وتأجير السيارات الصغيرة للأطفال، إضافة إلى الطائرات الورقية.

سناك سوري-تيماء يوسف

يقول “نوار” لـ”سناك سوري”، إنه يعمل طيلة 24 ساعة يومياً تقريباً في الصيف، وفي الشتاء يقوم ببعض التغييرات، كأن يقلل عدد السيارات. ويختار الأيام الصحوة ليعمل بها، فعمله يتطلب وجود زبائن يغيبون بالأجواء الماطرة.

نوار سلمى – سناك سوري

الإقبال واسع والجميع يستمتعون، هكذا يصف الشاب الأجواء عموماً، مشيراً أن الكورنيش مكان يؤمن العديد من فرص العمل والمردود المادي بالنسبة لعوائل كثيرة تعتمد عليه لكسب الرزق.

ويلجأ معظم أهالي مدينة طرطوس إلى كورنيش مدينتهم صيفاً، ما يشكل بيئة خصبة للعديد من الأعمال البسيطة. مثل عربات بيع المشروبات والطعام، إضافة إلى تأجير الكراسي والطاولات ومختلف أنواع البسطات.

نوار يعمل طيلة 24 ساعة يومياً تقريباً في الصيف، وفي الشتاء يقوم ببعض التغييرات، كأن يختار الأيام الصحوة ليعمل بها

العمل حتى وقت متأخر

في حين تنصرف الأسر للتمتع بأجواء الكورنيش صيفاً، يصنع الزوجان “زاهر حرفوش”، و”إيلاف المحمد” الفطائر على عربتهما الموجودة بالقرب من فندق البحر. المكان الذي اختاراه منذ بدآا العمل قبل 14 عاماً.

“زاهر وإيلاف” يعملان صيفاً في بيع الفطائر بكافة أنواعها من الساعة السادسة مساءً حتى الساعة الثانية صباحاً يومياً. ويستغلان فترة النهار لتجهيز المواد اللازمة لعملهم في المنزل كما يقولان لـ”سناك سوري”.

الزوجان إيلاف وزاهر خلف عربتهما – سناك سوري

يعتمد الزوجان على موسم الصيف من الشهر الخامس لنهاية التاسع. فهو موسم سياحي خاصةً أن الكورنيش مليء بالفنادق ويزوره السياح من مختلف المحافظات ومعظمهم يفضل تناول الفطائر الطرطوسية.

بالمقابل ورغم أهمية الكورنيش في منح العديد من أهالي المدينة فرص عمل، إلا أنها تغيب شتاءً. فوجود الزحام هو من يخلق تلك الأعمال. لذا يفكر “زاهر” بافتتاح ندوة بجانب إحدى المدارس أو في السوق، ليؤمن مستلزمات الحياة شتاء.

“زاهر وإيلاف” يعملان صيفاً في بيع الفطائر بكافة أنواعها من الساعة السادسة مساءً حتى الساعة الثانية صباحاً يومياً. و يستغلان فترة النهار لتجهيز المواد اللازمة لعملهم

سيدة نفسها

الحياة التي أثقلت كاهل الخمسينية “صابرين سلوم” بزوج مصاب حرب، وولد مريض يحتاج لدواء بقيمة 480 ألف ليرة أسبوعياً. دفعتها للبحث عن عمل يؤمن لها ما يكفي لدفع إيجار المنزل وتأمين الطعام والدواء لأفراد أسرتها. فكان الخيار الذي بدأته عام 2013 ببيع الذرة على كورنيش طرطوس.

اختارت “صابرين” العمل بشكل مستقل رغم الإرهاق، لأنها أرادت أن تكون سيدة نفسها لا تعمل لدى أحد. وها هي اليوم تعمل على عربة الذرة من الرابعة عصراً وحتى الواحدة ليلاً. وفي الشتاء لا تتوقف، بل تضع “شادراً” عندما تكون الأمطار خفيفة وتعمل من الصباح حتى مغيب الشمس.

اختارت “صابرين” العمل بشكل مستقل رغم الإرهاق، لأنها أرادت أن تكون سيدة نفسها لا تعمل لدى أحد

بالنسبة للإقبال تجده “صابرين” أخف من الأعوام السابقة، وتشترك مع باقي البائعين بوجه نظر تقول بأن ارتفاع الأسعار وخاصة سعر أسطوانة الغاز إلى 300 ألف ليرة أحد أبرز التحديات التي تواجهها ولكنها رغم ذلك تبقي أسعارها منافسة ومقبولة لجميع الزبائن وتحرص دائماً على اختيار أجود الأنواع و نظافة عربتها.

صابرين تتابع إعداد الذرة – سناك سوري

الباعة الذين يعملون ليل نهار على كورنيش طرطوس، لا تخلو حياتهم عليه من بعض التحديات. أولها التقنين الكهربائي الذي يضطرهم لتشغيل إنارة ولو بالحد الكافي لهم ولزبائنهم. إضافة إلى ذلك ندرة وجود مياه للشرب، ففي السابق كان هناك صنبورا ماء، تعطلّا دون أن يتم إصلاحهما، رغم حاجة الباعة ورواد الكورنيش إلى المياه. فسعر العبوة الواحدة لا يقل عن 4000 ليرة.

كما أن الكورنيش بحاجة لوجود عدة حمامات سواء لرواده أو للعاملين فيه، فلا يوجد سوى حمام واحد لا يمكن أن يغطي مساحته الواسعة نوعاً ما.

زمالة سناك سوري 2024

كورنيش طرطوس يتسع للجميع – سناك سوري

زر الذهاب إلى الأعلى