كورال شدن.. أسرةٌ تعيد زمن الموشحات والطقطوقة بأغلبية نسائية
شدن.. شغف الموسيقا يصنع أُسرةً لا تفرّقها الانشغالات
من مختلف القرى والمناطق في محافظة اللاذقية، يجتمع كورال شدن مرتين أسبوعياً في مكتبة الأطفال العمومية بثقافي اللاذقية. ليعيدوا إحياء الموسيقا التراثية القديمة وينفضوا عن الموشحات والقصائد غبار الوقت فيطربوا آذان المستمعين. فيتدربنّ على الأغاني والموشحات على أمل أن يساهموا بغرس محبتها في ذائقة الجيل الحالي.
سناك سوري-جولي زوان
تحرص “وفيقة أبو علي” على حضور التدريبات رغم أنها موظفة ولديها العديد من المسؤوليات الأخرى في الحياة. تقول لـ”سناك سوري”، إن اجواء التدريبات تشبه كما لو أنه اجتماع أسرة واحدة حول أغنية تراثية.
الأسرة (شدن) تتكون من سيدات تتراوح أعمارهن بين 21 عاماً لأصغرهنّ و40 عاماً لأكبرهنّ. ولا يعتبرن العمر ذا معنى طالما اتفقن على كون الموسيقا هي الفكرة الأساسية التي يسعى الكورال لتطويرها. تقول “وفيقة” أنهنّ يجتمعنَ على حب الموسيقا وشغفهنّ بالأنماط التي يجري التدرب عليها. مشيرة أنهنّ يشتقن للتدريبات وينتظرنها أسبوعياً.
فكرة “شدن” بدأها أستاذ الموسيقى “زياد مليس” في البيت العربي للموسيقا قبل أن يتوقف لكن حب الأعضاء له أعاد إحياءه من جديد. وعادت الحياة للشدن حسب تعبير “مليس”.
يقوم الكورال على أغلبية نسائية مع وجود عازفين من الذكور إلى جانب “مليس” الذي يشيد بجودة عمل فريق الكورال واحترافيته وتميزه بتخصصه بالنمط الشرقي من الموشحات والقصيد والدور والطقطوقة. يضيف: «اجتمعنا لنحيي هذا النوع ونسلط الضوء عليه».
الشغف يجمع أعضاء الكورال
انضمت “حنين خضور” 21 عاماً إلى الكورال عن طريق المصادفة قبل نحو العام تقريباً. لتندفع بحبها للغناء وتستمر مع الكورال الذي وجدته مكاناً مناسباً لها. وتحكي حنين لسناك سوري عن أجواء الألفة والحب والروح الجميلة لأعضاء الكورال الذي احتواها و لم يشعرها بصغر سنها. كما تشجع الشابة أي فتاة تحب الغناء والموسيقا القديمة للإنضمام للكورال أياً كان عمرها.
أما “كنانة حيدر” 30 عاماً فقد ساهم الكورال بصقل شخصيتها وتطويرها حسب تعبيرها. وهي التي انضمت له بالصدفة قبل خمس سنوات قبل أن تصبح اليوم أحد عناصره الأساسية خصوصاً في تنفيذ تمارين الصولفيج الذي تعلمته برفقة العود خلال تدريبات الكورال.
400 موشح وحفلات عديدة
يحفظ الكورال الذي شارك بالعديد من الفعاليات والاحتفاليات مايفوق عن 400 عمل. تقول “ربا كنعان” ماجستير إنكليزي وواحدة من الأعضاء التي انضمت قبل 5 سنوات. بأنهنّ حفظن ما يفوق الـ400 عملاً فنياً ما بين الموشحات والأغاني.
كما تعلمن الصولفيج وأساسيات النوتة فأصبحن يقرأنها أيا كانت. وتضيف «عنا التزام و إرادة هدفها الاستمرار لحتى نوصل لأكبر شريحة من المستمعين ولحتى يسمع كتار من هالجيل هيدا النمط من الموسيقا القديمة ويحافظوا عليه».
أضاف الكورال الكثير لـ”ربا”، التي تتعلم العود والدف اليوم، وتؤكد أن العمر ليس سوى رقم وأي سيدة قادرة على التعلّم والبدء.
يشكل “شدن” حالة خاصة وكأن فيه مغناطيس يجذب الأعضاء للاستمرار وإيجاد وقت للحضور والالتزام رغم ظروف الحياة. بحسب المهندسة “نجلا فياض”. وتضيف على الرغم من انشغالي الطويل بات “شدن” أساسياً في حياتي وأحرص على حضور كل تدريباته.