كتيبة عزام.. كافأها القدر بتعليمها مهنة صنع الحصر الكهربائية
كتيبة عزام.. قصة نجاح سيدة بدأت مشروعها بعمر الـ40 عاماً واليوم تسعى للتسويق خارج سوريا
قبل 10 سنوات، تعلّمت الخمسينية “كتيبة عزام” طريقة صنع الحصر الكهربائية للتدفئة. وبعد أن أتقنت الحرفة أسست ورشتها الخاصة في السويداء، تنتج من خلالها وتدرب الشابات على المهنة.
سناك سوري-رهان حبيب
السيدة التي زارها سناك سوري في ورشتها الخاصة تجذب الانتباه بنشاطها الواضح والاستعداد الدائم للعمل. هنا لا مجال للوقت أن يتسرب دون إنجاز ما تجد فيه معنى الحياة والعطاء.
قبل البدء بورشتها كانت “كتيبة عزام” من مدينة شهبا تعمل في الزراعة. تزرع الخضراوات والبندورة والباذنجان، لتحقق الاكتفاء الذاتي لأسرتها المؤلفة من 4 أشخاص.
تقول لـ”سناك سوري”، إن الزراعة كانت وسيلتها لمساعدة أسرتها، فبكونها ربة منزل أرادت تقاسم أعباء الحياة مع زوجها ومشاركته مصروف المنزل. تضيف: «كافأني القدر بلقاء جيراني وهم من أهلنا الذين انتقلوا للاستقرار في مدينتنا بعد الحرب. وبالفعل قدموا لي فرصة لأتعلم هذه الحرفة وأتعلق بها».
بعمر الأربعين عاماً، بدأت كتبية مرافقة الجارات اللواتي نصحنها بمساعدتهنّ وتجربة العمل في تصنيع وتطبيق الحصر المخصصة للتدفئة. وتعلمت معهنّ تفاصيل العمل واختارت تطوير عملها الذي أخذ يتسع من خلال المنزل في السنوات الأولى.
قامت كتيبة بتجربتها الأولى للعمل بصيانة حصيرة تعطلت لديها فأصلحتها. وبدأت بتطبيق قطعة جديدة عرضتها وأخذت تسوق إنتاجها من خلال الجيران وفي مدينتها شهبا والقرى المجاورة.
العمل بهذه الطريقة لعدة سنوات ساعدها بتقوية خبرتها وانتشار الحصر وتجربتها من قبل الزبائن. وتكرار الطلب لقطعة أصبحت مطلوبة بفعل غلاء أسعار المحروقات والحاجة لهذا النوع من الوسائل المنزلية.
السيدة حصلت على دعم من unbd وحصلت على مقر لورشتها وأنوال خشبية تحتاجها في مد السلك النحاسي إلى جانب عدة العمل من طاولات ومعدات غالية الثمن. ومع زيادة الطلب انتقلت إلى ورشة أكبر خارج منزلها.
تواجه “كتيبة” العديد من التحديات، خصوصاً مع بداية الاستعداد لموسم الحصر الكهربائية. حيث تحصل على قرض لتأمين أسعار المواد التي ترتفع بشكل مستمر.
ورغم أن القروض تشكل عبئاً كبيراً، إلا أنها وسيلتها للاستمرار بالحصول على المواد الأولية اللازمة لهذه الصناعة.
كتيبة عزام.. صنع الحصر الكهربائية بمساعدة زوجها
لتعد حصيرة كهربائية تبدأ “كتيبة عزام” بمد السلك النحاسي عبر النول. ومن بعدها تضع القماش اللاصق
مع ضمان إجراءات الحماية والأمان لتعد حصيرة مناسبة بعدة مقاسات والأهم أنها تبيع بسعر الكلفة دون أرباح مبالغ بها. كما تقول لـ”سناك سوري”.
الورشة باتت مصدر دخل لأسرتها بعد أن أصبح زوجها يساعدها في العمل. ولتتمكن من زيادة الإنتاج شغلت عاملتين وفي أوقات أخرى قد تحتاج لعاملة ثالثة لتساعد شابات أو سيدات بحاجة للعمل.
بدأت السيدة مؤخراً بإقامة ورشات تدريبية للشابات اللواتي يرغبن تعلم المهنة. ولاحظت إقبالاً جيداً على التدريبات بينما تسعى لتطبيق أفكار جديدة حول طرق التدفئة ستقوم بعرضها لاحقاً. من خلال شركة متخصصة نظمت معها عقد تعاون مشترك.
“كتيبة” متفائلة جداً بالشراكة الجديدة، فهي تمتلك مشاريع تطبيق حصر كهربائية للحائط. وتتوقع أنها ستفتح أمامها آفاق التسويق خارج سوريا، وهو الحلم الذي تعمل على تحقيقه.
السيدة التي تقوم وزوجها على رعاية طفلتين رغم مشقة العمل تخبرنا أن لديها الطاقة والهمة لمتابعة العمل. وتنصح السيدات بالعمل بما يحببن من مهن ليرسمن مستقبلهن دون كسل أو تراخي وتجربتها دليل على ذلك.