الرئيسيةيوميات مواطن

سوريا: موظفون يتقاسمون الدوام لتخفيف أجور المواصلات

معاناة موظف سوري: مئة ليتر بنزين تكفيه للتنقل لكن الراتب لايشتريها

سناك سوري – رهان حبيب

لم تقف آثار غلاء وقلة البنزين عند الاضطرار لغياب الموظفين عن العمل فترة اشتداد أزمة البنزين، بل استمرت حتى بعد انتظام رسائل البنزين بشكل أسبوعي، وهو مادفع الموظفين لابتكار أساليب منها المناوبة والإجازة يوم بالأسبوع كونهم غير قادرين على الالتزام اليومي بمكاتبهم بسبب الكلفة العالية للبنزين لمن امتلك سيارة أو أجور النقل في الغالب.

بعد حساب كلفة الدوام اليومي قررت “نوال” ٣٨ عاماً أن تحصل على إجازة يوم بالأسبوع، لتختصر عدة ليترات بنزين، أي أنها تختصر دوام أربعة إلى خمس أيام شهرياً، تضاف لأيام العطل لتتمكن من تخفيف الاستهلاك كونها تنتقل من قريتها ١٢ كيلو ذهاب ومثلها للأياب، وتقول في حديثها مع سناك سوري :«حرصت أن لايزيد مصروفي من البنزين أكثر من أربعين ألفاً أي ٥٠ ليتر تقريباً مع أنني بحاجة المائة ليتر لأتابع دوامي اليومي وأتنقل بحرية وأتننزه مع أهلي نهاية الأسبوع، لكن طبعاً ألغيت التنزه واختصرت أربعة إلى خمسة أيام حتى أتمكن من تخفيض الكلفة».

اقرأ أيضاً: لارتفاع تعرفة النقل.. طلاب خففوا دوامهم وآخرون أمضوا عطلتهم بالسكن

اتفق “أيمن ع” ٤٤ مع رئيس القسم حيث يعمل في أحد المؤسسات الحكومية، كذلك مع اثنين من زملائه للمناوبة بشكل يومي لكل واحد فيهم، بما يختصر عدد أيام الدوام دون المس بالعمل كما يقول، ويضيف: «كل يوم يتواجد واحد منا من الثامنة حتى الثالثة بما لا يعيق العمل، وهكذا لأننا لم نعد نتمكن من تأمين أجور النقل أو كلفة البنزين وأنا أتنقل بالسيارة لأقطع مسافة ٢٠ كيلو من بلدة “القريا” في الذهاب ومثلها للإياب، وبهذا الاتفاق إلتففنا على الغلاء مع العلم بانتظام الرسائل لكننا لانتمكن من شراء كامل الكمية كون الراتب لايكفي».

بدورها “أميمة ج” ٥١ عاماً حاولت التناوب مع زميلاتها وهم أربعة، لتحصل كل واحدة منهن على يوم عطلة إضافي، ويخفف عليهن التنقل والكلفة ووفق حديثها فالأربعة من الريف ودوام يوم واحد يعني ألف ليرة للذهاب ومثلها للإياب، وفي حال استخدام السيارة فإن العشرين ليترا لاتكفي أكثر من أسبوع بكلفة ١٧ ألف وهذا طبعاً لاينسجم مع الراتب وبالتالي فإن اختصار يوم يطيل أمد الكمية.

حلول الموظفين السابقة ظهرت بعد أزمات خانقة مادية وأزمات الحصول على البنزين، حيث يسير الجميع بمنطق الخطة البديلة، ومن يدري قد يضطر الموظف لحلول أكثر صعوبة وابتكار أفكار جديدة ليتمكن من السير صامداً إلى دوامه اليومي الذي لايفي بأكثر من الخبز وبعض الطعام الذي يخشى أصحاب الدخل المحدود أن تنعدم لديهم القدرة على الحصول عليه.

اقرأ أيضاً: سوريا: موظفة تدفع نصف راتبها أجور مواصلات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى