
شعرّت أمي بالانتصار وهي تبيع عدة كيلوات من شجرة الريحان “الحمبلاس” خاصتنا. بسعر 5000 ليرة للكيلو الواحد، إلى جارنا صاحب محل السمانة، ليبيعها بدوره في محله الذي لا يبتعد عن منزلنا مسافة عدة أمتار قليلة. (يعني القصة مافيها مصاريف نقل وهالقصص”.
سناك سوري-تاجرة عالقد
المهم أن أمي كانت سعيدة جداً وقد باعت نحو 10 كيلو حمبلاس بسعر 50 ألف ليرة لم تأخذ منها قرشاً واحداً. بل اشترت بطاطا وخضراوات قليلة بـ40 ألف. وأما الـ10 آلاف المتبقية فذهبت أجور نقل للتاكسي.
أعلنت أمي انتصارها كامرأة عاملة مُنتجة وهي التي اعتنت بالشجرة طيلة العام للوصول إلى هذه اللحظة. قبل أن يبدد سعادتها إعلان جارنا صاحب محل السمانة.
والذي كتب عبر صفحة محله في فيسبوك، أنه يتوفر لديه حمبلاس بسعر 8 آلاف للكيلو الواحد. أي أنه وضع 60 بالمئة ربح على كل كيلو اشتراه من والدتي. رغم أنه لم يتكبد أي عناء أو تكاليف أبداً، بخلافها أمي التي اعتنت بالشجرة وتكبدت أجور النقل.
المهم أن العصبية لدى “أمي” بلغت منتهاها، وحزمت أمرها بأنها سترد عليه بتعليق ناري في فيسبوك. ماتزال تحضر له حتى اليوم مع مضي يومان على عملية البيع. و”بيجوز” هالتعليق يفيق الضمير عند جارنا التاجر. لأن بالتأكيد مارح يفيق الرقابة.
التجارة شطارة، ويبدو أن والدتي مثل غالبية الفلاحين في هذه البلاد. “مو شاطرة”، بخلاف التجار منتهزي الفرص الذين يستطيعون أن يربحوا ويحسنوا تجارتهم على حساب الفلاح والأرض. وما فينا نقلهم أو نعلق بأي عبارة غير “التجارة شطارة”.