الرئيسيةرأي وتحليل

حسني محلي.. يتحدث عن رؤية أردوغان في دمشق بعد زيارة الأسد أبو ظبي

حسني محلي: هل يفاجئ أردوغان الجميع بزيارة دمشق؟

تساءل الكاتب “حسني محلي”، ما إن كان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، قد يزور العاصمة “دمشق”، ويلتقي الرئيس “بشار الأسد”، وذلك بعد زيارة الرئيس السوري إلى الإمارات يوم الجمعة الفائت.

سناك سوري-متابعات

واستعرض “محلي” خلال مقال تحليلي له عبر الميادين نت، حرص “تركيا” في عهد “غول” وبداية عهد “أردوغان”، إقامة علاقات متوازنة مع الدول العربية و”إيران”، كما تطرق لمشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي اعترف “أردوغان” أواخر 2004، بأنه الرئيس المشترك لهذا المشروع، حتى جاء ما يسمى “الربيع العربي” الذي ساعده على تنفيذ مشاريعه السياسية والعقائدية، ومحاولة إحياء العثمانيين، من خلال العمل على تولي الإسلاميين قيادة الدول العربية.

إلا أن الرياح جرت بخلاف ما يشتهي “أردوغان”، فجاء انقلاب “السيسي” على الإخوان في “مصر” عام 2013، ثم تبعه انقلاب آخر أطاح بالرئيس “عمر البشير” في السودان عام 2019، ما جعل الرئيس التركي يعيد حساباته وفق “محلي”، وسعى إلى مزيد من العلاقات مع “روسيا”.

بعد ذلك، يقول الكاتب، إن “تركيا” بدأت اتصالات سرية وعلنية مع “مصر” و”الإمارات” و”السعودية”، التي كانت من ألد أعداء “أردوغان”،  وأضاف: «وكانت جميعاً مع أنقرة في حربها ضد الأسد منذ 2011 حتى 2017، عندما انسحب الجميع وبقيت الساحة لإردوغان فقط. ويبدو واضحاً أنه الآن في وضع صعب فيها، في ظلّ المعطيات الإقليمية والدولية الجديدة، وأهمها الحرب في أوكرانيا. وانتصار بوتين فيها سيغيّر كل شيء في المنطقة، وفي سوريا بالذات».

وتابع: «زيارة الرئيس الأسد، التي كانت متوقَّعة، لأبو ظبي، مع مزيد من التفاؤل بمسار الاتفاق النووي الإيراني، بات واضحاً أنها تستهدف، في الدرجة الأولى، تركيا لأن لها دوراً أساسياً ومباشِراً في مجمل قضايا المنطقة، وأهمها سوريا وليبيا والعراق، وبسبب دعمها للإسلاميين فيها، وفي المنطقة عموماً».

اقرأ أيضاً: الرئيس الأسد في أول زيارة لدولة عربية منذ 2011- محدث

ورأى “محلي”، أن الإمارات تهدف إلى وضع حد نهائي للدور التركي في “سوريا”، وذلك بعد إرضاء “أردوغان” مادياً أو سياسيا أو عقائدياً، وأضاف: «المطلوب من أردوغان الآن: الانسحاب من سوريا وإيقاف كل أنواع الدعم للفصائل المسلحة، التي تأتمر بأوامر أنقرة، الاتفاق مع موسكو على صيغة ما تساعد الجيش السوري على بسط سيطرته على إدلب، في أسرع ما يمكن، المصالحة مع دمشق والاتفاق معها على صيغة ما تساعد على إنهاء الأزمة شرقي الفرات».

وتساءل الكاتب، فيما إن كان “أردوغان” قد يفاجئ الجميع بزيارة “دمشق”، أو يلتقي الرئيس السوري في عاصمة محايدة، وأضاف: «يستبعد كثيرون قبول أردوغان مثل هذه الهزيمة أمام الأسد، بعد أن اكتسب عداؤه له “طابعاً شخصياً”، وفق اتهامات المعارضة، التي تقول “إن مصالحة أردوغان مع الرئيس الأسد ستعني تراجعه عن جميع مقولاته وسياساته العقائدية والتاريخية في السياسة الخارجية، مع انعكاسات ذلك على سياساته الداخلية”، وهو ما يستبعده كثيرون».

وأعاد “محلي”، ما قاله الرئيس السوري في أحد تصريحاته، من أن “أردوغان” «كان يتصرف كسلطان عثماني، وما على الأسد إلا أن ينفّذ أوامره»، وأضاف “محلي”: «وهو يفعل ذلك في الداخل التركي بعد أن أصبح الحاكم المطلق للبلاد، بعد تغيير الدستور في نيسان/أبريل 2017، فتحوّل إلى “حاكم استبدادي لا بدّ من التخلص منه ديمقراطياً”، بحسب كلام الرئيس بايدن في كانون الأول/ديسمبر 2019. ومن دون أن يتذكّر أحد أن الأزمة في سوريا بدأت بعد أن اتهم أردوغان ومَن معه الرئيس الأسد بـ”الديكتاتورية والاستبداد”، وهما التهمتان اللتان توجّههما أحزاب المعارضة الآن إلى إردوغان، لكن من دون أن تفكّر في حمل السلاح، ومن دون أن تستنفر مئة دولة كلَّ إمكاناتها لمساعدتها، والأهم نقل 200 ألف إرهابي إلى تركيا، وهو ما فعلته في سوريا. ومن دون العودة بها إلى ما قبل عام 2011».

ووصل الكاتب إلى نتيجة مفادها، أن «الحديث عن ترتيبات جديدة لن يعني أي شيء، لأن الأهم في ذلك هو أن يعود أردوغان إلى ما قبل عام 2011، ويذهب إلى دمشق ويحتضن صديقه الحميم، كما فعل ذلك أكثر من مرة، في سوريا وتركيا، اللتين كادتا تتّحدان نهاية عام 2010، لولا عداء أردوغان المفاجئ للأسد. والمصالحة معه تحتاج إلى فتوى شرعية من الثنائي، ابن زايد وابن سلمان، ومَن خلفهما في المنطقة وخارجها!».

اقرأ أيضاً: معارض تركي يدعو “أردوغان” للمصالحة مع “دمشق”

زر الذهاب إلى الأعلى