فرقة هرّجنا في السويداء.. تنشر الضحك في المدينة
التهريج.. فن البساطة والحماقة وفرصة للضحك والتعليم
أسس الزوجان الشابان “فراس حاتم” و”حنين البعيني”، فرقة “هرّجنا” الكوميدية في السويداء. بعد أن اختارا المسرح طريقاً لحياتهما، رغم أن “حنين” 32 عاماً خريجة أدب فرنسي، وزوجها 33 عاماً خريج فيزياء.
سناك سوري-رهان حبيب
الزوجان الشابان اللذان يعملان في التعليم، كانا قد أسسا فرقة “حنين” عام 2016، وفي عام 2021 أطلقا فرقتهما الجديدة “هرّجنا”، التي قدمت نفسها على المسارح وفي الشوارع والساحات العامة. ومؤخراً من خلال صالتهم الخاصة “كرتون”.
يقول “فراس” وهو عضو نقابة الفنانين، لـ”سناك سوري”، إن رحلته بدأت عام 2017 في لبنان مع فريق التهريج ” Clown Me In”. حيث قدم معهم عروضاً تعلم منها الكثير عن فن التهريج على الأرض. بعدها درس وتخرج من المعهد العالمي للدراسات الرصينة والرزينة IIVVSS وأتم دراسته عن الفنون المعاصرة ومنها فن التهريج.
امتلاك المعرفة الأكاديمية جعل الشاب قادراً على نقل تلك المعرفة وتأسيس فرقة “هرّجنا” في السويداء الأولى من نوعها في سوريا. ليصل عدد أعضاء الفريق إلى 15 مهرجاً ومهرجة، كما يقول.
ويضيف أنهم قدموا 5 عروضاً ونالوا فرصة عرض فنهم في الشوارع والمراكز العامة والخاصة. كما قدموا جولة عروض للأطفال والعائلات المتضررة من الزلزال في اللاذقية وحلب بالتعاون مع جمعية المجتمع المحلي في السويداء. التي ساندتهم منذ بداية نشاطاتهم وحتى اليوم.
سوء فهم
يوضح “فراس” أن مصطلح تهريج المترجم من clown يساء فهمه بالنسبة لشريحة كبيرة من المختصين وغير المختصين. حيث جرت العادة في المسارح على استخدام هذا المصطلح لوصف أي عرض ذو سوية متدنية، ويعتمد الإضحاك الرخيص. هذا اللباس خلق بعض المشاكل لهم في تقبل هذا الفن بوصفه فن البساطة والحماقة. أو (كيف أكون أحمقا) والذي يعتمد الحضور والإرتجال واللعب والتفاعل مع مهارات تختلف بين المهرجين والمهرجات.
ويضيف أن هذا مختلف عن المسرح الذي يقرن الأهمية بالنص والعمق والحالات الحسية الوجدانية المتغيرة. بينما في فن التهريج يستحضرون الضحكة بأبسط أشكالها حتى أن المهرج يرمي نفسه بمشكلة ويبدأ بالبحث عن حلول. وأثناء البحث يثير المهرج حالة من الضحك عند الأطفال وتعليمهم كيف يتعاملون مع المشاكل ويجدون لها حلول لطيفة وبسيطة.
تحديات
واجه فريق “هرّجنا” في السويداء العديد من التحديات. أبرزها سفر الجزء الأكبر من أعضاء الفريق. ويقول “فراس” إنهم يشكلون فريقاً جديداً هذا العام بعد ورش ودورات تدريبية تم تنفيذها. لينطلقوا عبر صالة خاصة للفرقة كي تكون مقراً لعروضها وبروفاتها.
لم يكن من السهل تأجير صالة لفرقة لا تتلقى أي نوع من الدعم المادي، وفق “حنين البعيني” وعملوا لتنفيذ تصميم ديكور مناسب. حيث اتفقوا أن يكون من الكرتون وهو اسم الصالة أيضاً، تخفيفاً للتكاليف نفذه الفريق بمساعدة بعض الأصدقاء والصديقات.
تتسع الصالة لنحو 70 متفرجاً، وفق “حنين”، مضيفة لـ سناك سوري، أنهم حرصوا على أن يتم التجهيز بأبسط التكاليف لتقديم فن التهريج القديم جداً. «الذي نحييه إيماناً منا بطاقة الضحك والفرح ولننشر هذه الطاقة ليس لأجل الضحك فقط. بل أيضاً لتقديم عروض فنية تحمل رسالة وفكرة تعلم الأطفال قيم من خلال مواقف مضحكة ومعبرة وقد لاقت عروضنا إقبالاً جيداً».
“حنين” و”فراس” لا يشترطان الخبرة السابقة ولا التأهيل المسبق للانتساب للفرقة. الشرط الوحيد توافر الرغبة في المشاركة وتلقي التدريب وهذا ما حفّز الشباب للانتساب لهذا النوع من الفن وهم بالمجمل طلاب جامعيين أو ثانوية أو هواة مسرح.
أعضاء الفريق
يقول “قيس” 18 عاما طالب معلوماتية أن انتسابه للفرقة كان بالصدفة ووجد فيها مساحة شبابية للتعبير عن أفكارهم و قدراتهم المخفية بما يفيد المجتمع.
وتؤكد “وصال كيوان” خريجة كلية التربية لـ”سناك سوري”، أن الفرقة تعني الكثير لها، وتضيف أنه لم يكن من السهل أن تصبح مهرجة. بينما تعرّف “سليمان الشريطي” 18 عاماً على الفرقة من خلال ورشة تدريبية ووجد فيها فريقاً يشبهه.
أما “عمران الخطيب” 23 عاماً، فقد وجد في التهريج ما يلبي طموحه. بينما طوّر التهريج شخصية “يزن أبو فخر” سنة ثانية هندسة ميكانيكية، كما يقول ويضيف أن هذا الفن طوّر كذلك من تواصله مع المحيط، فهو حين يضع الأنف الأحمر يمكنه أن يخلق لعبة من أي شيء.