الاسم الشعبي للشوارع يفرض حضوره.. أما الرسمي فعلى الشاخصات فقط !
سناك سوري – رهان حبيب
أكبر شوارع مدينة “السويداء”.. الشارع الذي يجتازه الأهالي صباح مساء، دون أن يعرف أغلبهم اسمه!، فيكتفي من يريد أن يدل عليه بذكر ساحة “السلطان” أو “سراي المحافظة” كنقاط علام فيه، مع العلم أنه يحمل اسم “عارف النكدي” رسمياً!.
“طارق اللهياني” سائق تاكسي يقول لـ سناك سوري: «لا أعرف اسم هذا الشارع وهو أكثر الأماكن التي أتجول بها مع العلم أن أكثر ما يزعجني المسميات الشعبية التي يطلقها الراكب، فاضطر لعدة أسئلة حتى نصل بسلام، بينما تجد الرقم واسم الحي في دول متطورة دليلك لوصول آمن وميسر».
في هذه المدينة أسماء الشوارع لم تصل بعد إلى مسامع الأهالي ففي أحد تفرعات شارع “الاستقلال” مثلا نجد لوحة كتب عليها شارع “أبو العلاء المعري” لا تبتعد أمتار قليلة عن “تيسير صعب” وهو صاحب أحد المحلات القديمة في المنطقة الذي يقول إن اسم الشارع متعارف عليه شارع “الكويت”، ويضيف في حديثه مع سناك سوري:«عرف شارعنا باسم “الكويت” منذ القديم وبقي متداولاً، ولا نذكر أن اسم الشارع “أبي العلاء المعري” فلا أحد يعرف هذه التسمية، ولا أعرف لماذا يحمل ذلك الاسم إن كان لا يدّل عليه؟»
ازدواجية الأسماء
هذه المسميات تعكس ازدواجية تحير السامع، وتتكرر في الشوارع والأحياء ففي المدينة شوارع بأسماء “عارف النكدي” التربوي، و”محمود درويش”، و”فهد بلان”، وقائمة كبيرة من أسماء الشخصيات الفكرية والأدبية والفنية والشهداء، حيث سميت بأسمائهم تكريماً لهم.
من تلك التسميات ما أخذ طريقه إلى ألسنة الناس، وأكثرها بقي حبيس السجلات الرسمية، فيحدث أن تسمع: شارع “المعري” “الكويت” سابقاً، في حالة تنطبق على عشرات الشوارع التي بالنادر ما تجد مسمياتها متفقة مع الاسم الشعبي لها.
بالمقابل قلة من الشوارع استطاعت الاحتفاظ باسمها القديم، على سبيل المثال، شارع “الشعراني” أحد تفرعات شارع “الشهداء” بقي باسمه ، وقلة من الشوارع الأخرى مثل شارع “أمية” وسط السوق، وشارع “قنوات” نسبة إلى قرية “قنوات”، وشارع “الاستقلال”، وهي حالات نادرة لم تتكرر كثيراً.
اقرأ أيضاً:باحث: تعريب أسماء الأماكن في سوريا يؤثر على الهوية والإنتماء
ووفق مجلس المدينة فإن أربعة طرق رئيسية هي: شارع السيد الرئيس، والشارع الذي يبدأ من الشرطة العسكرية باتجاه الجبل، والشارع من الشرطة العسكرية باتجاه “الثعلة” غرباً، وشارع “الاستقلال”، قسمت المدينة إلى أربعة مناطق هي منطقة “البعث” و”الجلاء” و”تشرين” و”المزرعة”، وهذه المناطق تقسم لعدة أحياء بشوارع رئيسية تعرف في الغالب لدى الأهالي بأسماء “المحوري”، وطريق المشفى، وطريق الجبل، والخزانات، وغيرها من المسميات، لكنها وفق خرائط ومخططات مجلس المدينة تحمل أسماء مختلفة عرّف عنها بلوحات طرقية، في تقسيم إداري بدأ مع انطلاق مشروع الأتمتة عام 2004 بإطلاق مسميات نالت موافقة الوزارة، فأطلقت على الشوارع وتم ثبيت الاسم وكتابة بالعربية والإنكليزية كدليل للطريق.
مرحلة أولى للرقم الإلكتروني
يوضح المهندس “فراس السنيح” الذي يعمل في تسمية وتخطيط الأحياء بمجلس مدينة “السويداء” لـ سناك سوري، أنهم اختبروا عملية التسمية خلال السنوات التي سبقت الحرب التي أوقفت مشروع الأتمتة، وكان الهدف من التحول للمسمى الرسمي، وضع رقم إلكتروني دقيق يعتبر شيفرة للمكان، بوصفها أولى خطوات الحكومة الإلكترونية.
مضيفاً : «يتم التركيز على أسماء تاريخية وعصرية لشخصيات فاعلة وقد يكون في ذكر الاسم إنعاش للذاكرة حول هذه الشخصية أو تلك وجميل أن يقترن اسم الشارع بها لكن الأجمل أن يكون هناك رقم إلكتروني يحدد كافة المعلومات عن المنزل وسكانه وهذه مرحلة متقدمة لم تتحقق بعد ويبدو أنها متأخرة».
ويقول “السنيح”: «ضعفت وتيرة المشروع خلال فترة الحرب لكن المجلس استطاع تثبيت مسميات الشوارع والأرقام بالكامل، إلا أن عدم المراقبة وعدم اهتمام المواطنين غيبت لوحات الشوارع والأحياء لتضيع أحد النقاط العلام التي اختبرناها في تلك المرحلة».
الاسم الشعبي لن يختفي
مما نعرفه جيداً أن الاسم الشعبي الدارج لن يختفي وهو في ذات الوقت لا يعترض المسميات الرسمية في حال تم الربط الإلكتروني ليصبح على المواطن استخدام رقم المنزل، فمن الممكن أن يبقى الاسم الشعبي على حاله، بالإضافة إلى الرقم الالكتروني والداتا الرقمية، ليتمكن المواطن مستقبلا، من متابعة أي إجراء خدمي دون أن يُلغى الاسم الدارج .