الرئيسيةشخصيات سورية

محمود الحاج.. الموسيقي الذي أنصف طرطوس فنياً ولم ينصفه أحد

صاحب أغنية "حلوة طرطوس" رحل وبقيت أغنيته طابعا للمدينة وهوية لها

“حلوة طرطوس إي والله حلوة طرطوس، على شط البحر بتتغندر متل العروس”، مطلع الأغنية التي مايزال أهالي المدينة يتناقلونها حتى باتت متلازمة مع ذكر اسم “طرطوس”، لكن قلائل يعرفون أن تلك الكلمات كتبها ولحنها الموسيقي الراحل “محمود الحاج” ابن المدينة الذي أسس فرقة للتراث الشعبي في “طرطوس” ستينيات القرن الماضي.

سناك سوري- نورس علي

تمنح أغاني “الحاج” لمستمعيها شعور المحلية الغارقة في خصوصية محافظته “طرطوس” كما في أغنية “حلوة طرطوس” وأغاني محلية أخرى منها  “طولوا طولوا” و “نعّمتِ الشارع يا بنيه” و “لومي يا لومي” و “ما جانا طول ما جانا” و “بحرية”، والتي شكلت اللون الخاص للفنان وفقاً لما ذكره الموسيقي “نزار نداف” و الفنان “سمير صفية” في حديثهما مع سناك سوري.

سمير صفية ونزار نداف

اقرأ أيضاً:فنان سوري كرّمته وزارة الثقافة فأجهش بالبكاء!

المؤلف الموسيقي “نزار نداف” قال لـ “سناك سوري” إن ما قدمه “الحاج” له خصوصيته الموسيقية “تأليف- تلحين” المرتبطة بـ “طرطوس” دون غيرها، والتي تختلف عن بقية الألوان الموسيقية للبيئات المجتمعية الأخرى كاللون الغنائي الجزراوي أو اللون الساحلي أو اللون الجبلي مثلاً، فكلماته ارتبطت بالبحر وبالمواقع الأثرية ذات الخصوصية المتعلقة بـ”طرطوس”، علماً أنه لم ينل حقه في التقدير والتكريم من قبل الجهات الرسمية المعنية بالفن.

يرى الفنان “سمير صفية” وهو كان مقرباً من “الحاج” وأحد تلامذته، أن الموسيقي الراحل كان خليفة الفنان “فيلمون وهبي”، وذلك من خلال القيمة الفنية التي منحها للأغنية المحلية التي ارتبطت بروحه وبيئته البحرية فغنى للطبيب والفلاح والعامل والزوجة والحبيبة والأم بكلمات بسيطة وجزلة لا يمكن تبديل كلمة بأخرى.

“الحاج” وهو خريج معهد الموسيقا في “حلب” وعمل كمدرس لها في مدارس طرطوس، ألف عدة مراجع موسيقية ساهمت بإغناء المكتبة الموسيقية السورية منها “حرف وأغنية” وكتاب “مع الموسيقا”، وفق “صفية”، يضيف لـ”سناك سوري”: «لقد كان بحق شخصية فنية موسوعية بالغناء والتلحين والتأليف والتدريس، ولحنه معروف على مستوى الألحان السورية تميز بخصوصيته المحلية ونوع المقام المستخدم فيه، وخاصة منه مقام “الرصد”، كما قدم مزيجاً موسيقياً متفرداً من عدة مقامات فنية، وهذا لم ينجز سابقاً».

الموسيقي الذي يضم أرشيفه أكثر من 300 أغنية خاصة به تأليفاً ولحناً وغناءً، توفي عام 1994 عن عمر ناهز الـ50 عاماً، دون أن يحظى بأي اهتمام أو تكريم من أي جهة حكومية معنية بالفن في “سوريا” لكن أعماله وألحانه وأغانيه ماتزال حتى اليوم تشهد لإنجازاته ومازال الجمهور يكرمه بترديدها وغنائها.

اقرأ أيضاً:“تعب المشوار” فغادر “فؤاد غازي” صامتاً!

 

من مؤلفاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى