الرئيسيةحرية التعتير

دير الزور.. معاناة جديدة لعابري رحلة الموت

أزمة النقل تفرض واقعاً صعباً جديداً على المتنقلين بين ضفتي النهر من طلاب وموظفين وعاملات

سناك سوري – فاروق المضحي

لا تنتهي المعاناة برحلة العبور النهري أو رحلة الموت كما يسميها أبناء الريف الشمالي الشرقي لـ”دير الزور”، بل تبدأ معاناة جديدة بالنسبة لهم بعد الوصول إلى الضفة الأخرى من النهر، ورحلة البحث عن وسيلة نقل تقلهم إلى مركز المدينة، حيث ينتقل سكان سبع قرى في الريف الشمالي الشرقي بشكل شبه يومي بين ضفتي “الفرات”، لقضاء أعمالهم ولكن معاناتهم مضاعفة في ظل غياب وسائل نقل عامة مما حمّلهم أعباء مادية إضافية .

يقول “محمد الصغير”، موظف من أبناء بلدة حطلة لـ سناك سوري: «تبدأ المعاناة من الانطلاق من المنزل فلا يوجد وسائل نقل عامة في البلدة، تعمل على نقل الأشخاص الراغبين في الذهاب إلى العبارة النهرية، مما يضطرنا إلى التنقل عبر الدراجات النارية أو عبر سيارات زراعية تكون متجهة نحو المعبر النهري، وبعد العبور إلى الضفة الأخرى لا يختلف شيء فعليك إما أن تستقل دراجة نارية أو الذهاب عبر سيارات التكسي الخاصة وهي مكلفة ولا نستطيع تحمل دفع أجورها بشكل يومي».

نهر الفرات – النقل في دير الزور

اقرأ أيضاً: في رحلة الوصول للمدرسة.. مدّرس يقطع النهر خلسة متستراً بكلابية!

رحلة الوصول إلى العمل أو الجامعة أو الطبيب في مركز المدينة باتت مكلفة جدا، حسب الطالب “أحمد السعود”، من أبناء بلدة “الحسينية”، الذي أكد لـ سناك سوري أنه اضطر وكثير من زملائه إلى التخفيف من أيام الدوام الجامعي، والذهاب مرة واحدة في الأسبوع حيث يتوجب على الطالب أن يدفع مبلغ يصل إلى 6000 ليرة أو أكثر للوصول إلى الجامعة باليوم الواحد، فالدراجة النارية أجرتها 2000 ليرة سورية ذهاب ومثلها إياب، أما التكسي أجرتها 3000 ليرة ذهاب ومثلها إياب، ومن ثم البحث عن وسيلة نقل للذهاب إلى الجامعة، مطالباً بتأمين وسيلة نقل عامة للطلاب والموظفين بأجور مناسبة لهم.

ظروف الحياة الصعبة والبحث عن مصدر رزقها دفعت “جميلة العطالله” “أم جاسم”، لحمل منتجاتها من بيض وحليب وبعض المنتجات الزراعية، إلى السوق في المدينة صباح كل يوم لبيعها، ولكنها تعاني في رحلة الذهاب والعودة في العبور بين ضفتي النهر والوصول إلى السوق مؤكدة أهمية البحث عن حلول لحل هذه المشكلة.

اقرأ أيضاً: سوريون يستخدمون الطوافات للتنقل ضمن مدينتهم

سناك سوري تواصل مع عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل “مضحي المحيمد” وسأله عن سبب عدم توافر وسيلة نقل عامة تنقل الأهالي من المعبر إلى مركز المدينة، فقال إن «مكتب النقل في المحافظة وضع خطة لدراسة وتحديد عدد من وسائل النقل لخدمة الأهالي والمشكلة قيد المعالجة».

يذكر أن ريف “ديرالزور” الشمالي الشرقي يربطه بالمدينة عدد من الجسور، التي تم تدميرها خلال المعارك التي جرت في المنطقة.

اقرأ أيضاً: دير ما بعد الحرب مقطعة الأوصال.. القارب لا يضمد جرحاً والدموع على الجسر لا تبنيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى