دائماً في حوت فساد بيبقى… بلال سليطين
حيتان بتغرق بالإيمان وحيتان بتغرق بالمازوت
دائماً في حوت فساد بيبقى.. من سنوات كان في مستثمر بمدينة (حوت صغير) بيشتغل بالعقارات وبياخد تعهدات إنشاء ومشاريع استثمارية…إلخ. وصار يكبر شوي شوي لحتى صار “حوت وسط”.
سناك سوري – بلال سليطين
الرجل كان فهمان اللعبة إلى حد كبير. وبيعرف كيف يمشّي أموره ويسهلها، عنده علاقات واسعة ووصول. بيعطي بيت لابن فلان بمشروع، وبيعطي نسبة من الأرباح لفلان في مشروع. وبقدم هدايا لفلان بمشروع لتمشي أموره. وهكذا.
بيوم من الأيام منسمع إنه الرجل أخذ استثمار بمنطقة كثير مهمة، فينا نقول أنه استثمار رابح جداً جداً.
وبالحقيقة هذا الاستثمار كان فكرة كثير ذكية منه، لأنه كان موجود من سنوات طويلة بس ماحدا من المستثمرين انتبه عليه وفكر فيه.
تحول الرجل بيوم وليلة من مستثمر نشيط (حوت وسط) لكن غير مشهور إلى حديث كل لسان بالمدينة. وهو حديث بسيط من نوع:«بتعرف مكان كذا. إي. والله فلان أخذه وبده يعمل فيه استثمار كبير».
لكن المستثمر الذي أصبح حوتاً متوسطاً أغفل جزءاً مهماً من قواعد العمل وهو “أن الضوء يعمي صاحبه”. فمن يبتعد عن العمل في الظل ولا يبعد نفسه عن العدسات يتحول إلى فريسة للحيتان الأكبر أو يكون نداً لهم وهذا نادراً مايحدث.
في هذه الأثناء كان في شخص ما ممكن نسميه مستثمر، فالوصف الصحيح له “حوت كبير”. هذا الحوت بدأ يشعر أن المستثمر الصاعد بدأ ينافسه وينمو ويكبر دون تقديم فروض الطاعة. فحاول في البداية أن يستحوذ عليه ويدفعه لتقديم الأتاوات ويضعه تحت جناحه. لكنه لم ينجح في ذلك.
اقرأ أيضاً: جارنا الموظف الفاسد المحترم – بلال سليطين
فبدأ يبتلع مشاريعه بكل الأدوات الممكنة. فاستخدم قربه الشديد من السلطة، وعلاقته مع شخصيات متنفذة في السلطة، وكذلك استخدم البلطجة، والترهيب…إلخ.
كان الحوت الكبير يعرف تماماً هدفه، فقد استهدف أضخم استثماراته وتمكن من الاستحواذ عليه أمام أعين الجميع.
وهكذا بدأ الحوت الوسط ينهار تدريجياً إلى أن انتهت تجارته وخرج من الساحة التي بات فيها حوت واحدٌ فقط يبلع السوق كله.
هذا الحوت الكبير الذي نُذِّكر أنه لا يمكن وصفه بالمستثمر ولا التاجر، نرى الكثير من الإعلاميين والناشطين يكتبون عنه على السوشيل ميديا. وهي منشورات من نوع “2 كيلو بندورة تقدمة فلان”. “أبو الفقراء فلان”. “تعلموا الوطنية من مدرسة الوطنية فلان”… وكذلك “الاقتصادي الوطني”…إلخ.
اقرأ أيضاً: نائب يفتح قضية هدر 300 ألف ليتر مازوت بمحطة محروقات زميله بالبرلمان
ونفس هؤلاء الإعلاميون الناشطون تجد أنهم موظفون من غير عمل في مشاريع لديه. أو يرسل لهم سياراته يركبونها أو يؤمّن رخصة سلاح لأحدهم، أو موافقة وضع “فيميه”..إلخ.
فتجدهم يساعدونه لكي يكبر بعيون المواطنين (الضحايا) ويظنون أنه “بطل وطني”. بينما هو يعرف كيف يحافظ على مكانته عند من يحددون شخصية “الحوت الكبير” في كل مرحلة.
بالتأكيد إن هذه القصة ليست حكراً على مدينة فنحن نرى مثلها في جميع المدن، فهناك حيتان بتغرق بالإفلاس، وحيتان بتغرق بالإيمان، وحيتان بتغرق ببحر المازوت.
بس بالأخير دائماً في حوت بيبقى بس ما بدوم.
اقرأ أيضاً: نحنا عنا أجمل بلد بالعالم – بلال سليطين
استخدمت اللهجة العامية للضرورة القصصية وشكرا