حوار مؤثر بين ضابط ووالده.. يخبره فيه أن ساقه بترت
الملازم “علي فياض” لم يخبر والده إلا بعد أن تأكد أنه ليس فوق السلم..
سناك سوري-دمشق
«يابيي أنا انفجر فيني لغم»، بصوت طبيعي هادئ، يخبر الملازم في الجيش السوري “علي فياض”، والده بما حدث له خلال مشاركته بالمعارك في ريف “حماة”، ليرد الوالد «ان شالله مانك متآذى يا بيي»، وهنا يخبره الابن أن رجله اليسار قد قطعت.
«لا تقولا ياعلي»، تبدو آثار الصدمة على الوالد، متبعاً حديثه بعبارة عفوية: «شو أخدك عاللغم طيب»، «والله يابيي مو أنا يلي رحت لعندو هو اجا لعندي»، الوالد الذي مازال يردد عبارة “لا ياعلي”، يحاول أن لا يصدق ما يسمع ويسأله ابنه: «لكون عمشوف بمنامي يابيي»، ليؤكد له ولده الحادثة، ويقول الوالد: «لا إله إلا الله يا علي».
اقرأ أيضاً: عسكري سوري يطالب في بث مباشر بتسريح دورات القدماء
يسأل الوالد ابنه، ما العمل حالياً، ويرد الابن بأن عليهم أن يرسلوا أخاه إلى مستشفى “حماة” حيث يتواجد “علي” الذي بترت ساقه من عند الكاحل كما أخبر والده، الذي ختم المكالمة قائلاً: «بسيطة بيي بسيطة معافى»، في حين كانت العبارة الأكثر تأثيراً في الفيديو «لاه يا بيي لاه»، وقد قالها “علي” لوالده حين استشعر في نبرة صوته بكاءاً.
“علي فياض” ابن بلدة “الرابية” في محافظة “حمص”، لم يخبر والده في بداية المكالمة الهاتفية التي تداول ناشطون تسجيلاً صوتياً لها، بخبر إصابته إلا بعد أن اطمأن على والده، وعن وضعه، خصوصاً حين أخبره أنه يمارس عملا زراعياً يخص العريشة (دالية العنب)، فأبى الابن إخبار والده بما حدث قبل أن يتأكد من أنه ليس موجوداً على السلم.
الملازم الذي ما يزال شاباً في مقتبل العمر، يلخص أحد أشكال المأساة التي تنتجها حرب بلادنا المستمرة منذ أكثر من 9 سنوات، دون أن تلقى حتى اللحظة أي بوادر لحدوث انفراجات تريح الشباب السوري من همّ الحرب وويلاتها.
اقرأ أيضاً: نور نقشبندي طالب بالتسريح وفارق الحياة قبل أن يناله