حكايا الملاعب.. مشجع الكرامة الذي ورَّث ابنه حب النادي
“يامن بالي”المشجع الذي أكسبه حبه لناديه هدية لم تكن في باله
سناك سوري – عمرو مجدح
يتذكر ابن مدينة “حمص” ومشجع نادي الكرامة ” يامن بالي” المباراة الأولى التي حضرها بتفاصيلها في سن الثالثة عشرة و كانت بين “الكرامة” و”الوثبة” حيث ربح الكرامة 2-0 بهدف “نبيل السباعي” وكان الحارس وقتها الراحل “أحمد عيد”.
لكن أبرز مابقي في ذاكرته من تلك المرحلة أغنية “مريم مريمتي وعيني مريما والكأس مجروح بدو الكرامة” حيث تغيرت كلماتها وتحولت لأغنية تشجيعية يرددها أحد أعضاء رابطة مشجعي النادي المشهورين “عبد الرحيم الغنطاوي” وهو يعزف على البوق وسط تفاعل كبير من المشجعين على المدرجات الذين باتوا يرددون الكلمات ويرقصون معها.
نشأ “بالي” في حي أغلب ساكنيه من مشجعي ولاعبي نادي “الكرامة” الذين تأثر بهم بشكل كبير ويذكر منهم “معتز الرفاعي” و”عبد القادر الرفاعي” و”أنس الخجا” لكن تأثره بشكل مباشر كان من خلال أخيه الذي يكبره بثمانية سنوات والذي اعتاد على اصطحابه إلى الملعب مع رفاقه.
أهم المباريات
كثيرة هي المباريات التي حضرها ولكل مباراة ظروفها وطعمها الخاص بين فرحة الفوز ومرارة الخسارة ومن أهم المباريات التي مازالت في الذاكرة “نهائي كأس الجمهورية” 1995 رغم الخسارة 5-2 لكن مشجع النادي “بالي” لاينسى منظر جماهير الكرامة المهيب في الطريق من “حمص” إلى ملعب العباسيين في “دمشق” كذلك مباراة الكرامة ضد نادي “تشونبوك” الكوري في “نهائي أبطال أسيا” 2006 والتي فاز فيها الكرامة 2-1 كانت من أجمل المباريات إلا أن الفرحة لم تكتمل فخسر في الإياب “بكوريا” 2-0 وفي نفس العام كانت مباراة “الكرامة” و”اتحاد” جدة في حمص وربح الكرامة 4-0 بعد أن خسر في مباراة الذهاب بـ”السعودية” 2-0.
اقرأ أيضاً:حكايا الملاعب.. لاعب النادي العربي الذي عاد لمدرجات المشجعين
ويضيف:«سافرت كثيراً خلف النادي في عدة محافظات ومدن منذ أن كنت طالباً في المرحلة الثانوية لكن تبقى المباراة الفاصلة في الدوري السوري بين “الكرامة” و”الاتحاد” الحلبي من المباريات المميزة والتي ربح فيها الكرامة 2-1 في الوقت البدل ضائع.
وراثة محبة وتشجيع نادي الكرامة
في العام 2017 عاد إلى مدرجات المشجعين لنادي الكرامة مع عودة الدوري السوري واستقرار النشاط الرياضي بعد سنوات الحرب وكانت المباراة بين “الكرامة” و”الوثبة” الفريقين الأكثر جماهيرية في “حمص” لكن هذه المرة لم يكن لوحده كان معه ابنه “عبد الساتر” ذو الثلاث سنوات وقد هيئه للتشجيع صابغا وجهه بألوان النادي ومرتديا زي الفريق.
اقرأ أيضاً:حكايا الملاعب.. معتز جاسم..لاعب الشباب الذي عرقلت الحرب مسيرته
فوجئ “بالي” بتفاعل الطفل الصغير مع أجواء المباراة، يقول:«بدون أن يفهم كان يقلدني والمشجعين ويصرخ بكلمات غير مفهومه وعندما كبر قليلاً أصبح هو من يطلب مني الذهاب لحضور المباريات واللقاء مع اللاعبين وأخذ الصور معهم وشراء ملابس خاصة بالنادي، وعندما شاهد في إحدى المباريات الطبلة مع أحد أعضاء الرابطة أصر على الحصول على واحدة مثلها فكان له ما طلب أصبح نادي الكرامة وكرة القدم محور حياة الطفل ومن المواقف الطريفة عندما قابلت زميل دراستي ورفيقي الذي كنت أذهب معه لحضور المباريات وتشجيع الفريق في صغري ووجدته هذه المرة يحمل طفله المقارب لسن ابني كنا مثالاً حقيقياً لتوريث الأجيال حب النادي».
جائزة قيمة لم تكن على البال
أطلقت إحدى الصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي مسابقة لأجمل صورة متداولة لمشجع عربي وشارك أحد جماهير نادي الكرامة بصورة الطفل “عبد الساتر” دون علم الأب “بالي” بذلك، وحازت على أكبر نسبة اعجابات.
يضيف “بالي” قائلا : « كان القائم على المسابقة الصحفي السعودي ” ماجد المالكي” والذي منذ اعلان فوز الصورة بدأ بالبحث عن عنواني ورقم هاتفي إلى أن تم التواصل بيننا وتأكد من استلامنا الجائزة والتي كانت عبارة عن هاتف ايفون 11، جائزة لم تكن على البال، وهكذا كسبنا من تشجيع النادي دون أن نسعى لذلك».
اقرأ أيضاً:حكايا الملاعب.. مشجع النواعير الذي أَبعَدَهُ وَلَعهُ بالكرة عن لعبها