“حراس الدين” يخربط حسابات الشمال السوري الغارق بالصراع الفصائلي
سناك سوري – إدلب
أعلنت عدّة فصائل إسلامية في محافظتي “إدلب” و”اللاذقية”، أنها انتظمت في جسم عسكري واحد تحت اسم “تنظيم حراس الدين”.
وذكرت التقارير المتوالية القادمة في غالبيتها من “إدلب” أن التنظيم الجديد يضم كلاً من “جيش البادية”، “جيش الساحل”، “سرية كابل”، “سرايا الساحل”، “جيش الملاحم”، “جند الشريعة” وآخرين. وهو رداً على حالة التشرذم والاقتتال الدائر منذ أيام في “إدلب” بين عدد من الفصائل، وخاصة بين “هيئة تحرير الشام”، و”جبهة تحرير سوريا”.
وأبرز قادة هذا التنظيم الجديد “أبو همام الشامي” القائد العسكري السابق لجبهة النصرة (الذي انتشرت أخبار عن مقتله أكثر من مرة في السابق) ويقال إنه القائد الفعلي للتنظيم، ويضم أيضاً عدداً من قيادات “جبهة النصرة” سابقاً ممن رفضوا فك ارتباطها عن تنظيم “القاعدة” وتحولها لـ”هيئة تحرير الشام”، منهم “أبو جليبيب”، و”أبو خديجة الأردني”، و”سامي العريدي”، و”أبو عبد الرحمن المكي”.
إقرأ أيضاً: الظواهري مايحدث هو بداية الهزيمة….ويذكِّر المعارضة بفضل القاعدة بسوريا
وفي البيان الأول الذي نشره التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، دعا إلى قتال القوات الحكومية السورية، وكل من يساندها، ولنصرة “الغوطة الشرقية”، كما دعا الفصائل العسكرية بالشمال السوري لوقف الاقتتال فيما بينها.
وكان زعيم تنظيم القاعدة “أيمن الظواهري” قد ألمح في تسجيل صوتي سابق أن تنظيم القاعدة يتواصل مع مريديه في سوريا ودعا من يريد إلى التواصل معه أيضاً، كما قال: «ندعو لتوحيد الفصائل، وتشكيل حكومة إسلامية راشدة، فأخوة الإسلام أقوى من كل التنظيمات الزائلة».
وكان “تنظيم القاعدة” قد استغل تشتت الفصائل والكتائب الإسلامية المعارضة، ليطلق مبادرة للصلح بينه وبين “هيئة تحرير الشام”، و”جيش الأحرار”، وكافة الفصائل التي تحكمها الشريعة الإسلامية قبل نهاية السنة الماضية، وتتركز هذه المبادرة على تجميع الفصائل المتناحرة، والعودة إلى أهل العلم وتسليمهم الزمام لحل المعضلات والفصل في قضايا الخلاف.
يذكر أن “الظواهري” كان قد شن في أكثر من مناسبة هجوماً صوتياً لاذعاً على “جبهة النصرة” التي اتهمها بالاعتدال، ودعا إلى محاربتها لأنها خرجت عن النهج المتبع.
التنظيم الجديد أربك الحسابات في الشمال السوري خصوصاً وأنه يأتي في وقت تشهد المنطقة اقتتالاً بين الكتائب الاسلامية في الشمال والتي يريد بعضها القضاء على بعض حتى يسيطر على الساحة بالكامل، ودخول هذا الفصيل على الساحة غير الحسابات نسبياً، وبانتظار معرفة مدى فاعليته وحضوره.