إقرأ أيضاالرئيسيةفن

“جمال سليمان” برنار ليفي في ذكريات الزمن القادم

كيف استقرأ هذا المسلسل السوري المستقبل الذي نعيشه اليوم؟

سناك سوري – عمرو مجدح

في العام ٢٠٠٣ كان العرض الأول لمسلسل ” ذكريات الزمن القادم ” تأليف “ريم حنا”، وإخراج “هيثم حقي”. وشارك فيه نخبة من نجوم الدراما السورية على رأسهم “جمال سليمان”، “أمل عرفة”، “سلاف فواخرجي”، “غسان مسعود”، “سلافة معمار”، “يارا صبري”، “سمر سامي”، و”عبد المنعم عمايري”، وآخرين.

من يعيد مشاهدة هذا المسلسل اليوم يدرك أنه واحد من الأعمال القليلة التي استطاعت قراءة المستقبل، وأن عنوانه “ذكريات الزمن القادم” كان وصفاً دقيق جداً لمرحلة نعيشها اليوم.

يدور العمل حول شخصية “مطر أبو ربيع” (الفنان السوري جمال سليمان) الشاب المناضل اليساري، الذي كان مثله الأعلى “تشي غيفارا”، والذي اختفى بظروف غامضة في ثمانينيات القرن الماضي، فاعتقد الجميع أنه ارتقى “شهيداً”.

لكن المفاجأة كانت بعودته عقب أحدث ١١ أيلول، أي بعد عقدين من الزمان، تاركاً خلفه ماضيه، وأحلام النضال والثورة التي تحولت إلى ثروة غامضة، وتغير كل شيء في شخصيته، رغم أنه مازال يشبه “الشهيد” الذي تركه أيضاً!.موقع سناك سوري.

اقرأ أيضاً: السلسلة العالمية Game of Thrones تقتبس من العمل السوري “الكواسر”

الملياردير .. “الشهيد الحي”..

بأسلوب العنكبوت، تمكن من إحكام سيطرته على كل من يقع في شباكه، اشترى ذمماً، وحارب رفاق النضال، ودعم الفن الهابط، وكأنه يحاول الانتقام من ماضيه!

وفي إحدى مشاهد المواجهة بين “مطر أبو ربيع”، وأحد رفاقه الذي فضحه أمام باقي الأصدقاء، وهو الذي بسبب سكوته عنه، تحول إلى بطل، حيث يقول بعد أن فقد ذراعه خلال حصار بيروت ١٩٨٢: «”مطر” تركني أنزف، واختفى، وباختفائه سهل على الاسرائيليين فتح ثغرة واحتلال الموقع، واستشهاد جميع العناصر، لأنه لم يعطيهم إشارة التحذير».

يرد “مطر”: «لا أسمح بتجريمي، وتبرئة التاريخ.. لقد صدقت أن الثقافة يمكن أن تصنع احتراماً، لكني اكتشفت أنها أوصلتني إلى الموت، وتركتني لوحدي.. ماذا فعل المثقفون بعد أحداث سبتمبر، وحرب “أفغانستان”، ومذبحة “جنين”؟. التطرف هو سيد الموقف والحروب، حروب دينية.. البقاء للأقوى، والأقوى هو النظام العالمي الجديد الذي قرر ابتلاع كل شيء تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة.، اسمحوا لي ألا أكون السمكة الصغيرة المثقفة التي يبتلعها الموت».

ويتابع “أبو ربيع”: «بعدما تركت “بيروت”، ذهبت إلى “تونس”، ولم يكن عندي استعداد بعد رؤيتي للموت لأي خسارة، ذهبت إلى “إفريقيا”، واشتركت في صراعاتهم القبلية، وغير القبلية، ومارست لعبة الموت.. الإنسان (حقه رصاصة)». (في إشارة إلى أن ثروته كسبها من تجارة الحروب) موقع سناك سوري.

اقرأ أيضاً: هل يقع قصي خولي في هارون الرشيد بعد الخديوي إسماعيل؟

في نهاية المسلسل يختفي “مطر أبو ربيع” بشكل مفاجئ مرة أخرى، ليعود ويظهر على شاشات التلفاز مهنئاً الشعب العراقي بالتخلص من الديكتاتورية والطغيان، ومشاركاً في أحد المؤتمرات التي تبحث في مستقبل الاستثمارات وإعادة “إعمار العراق” بعد الغزو الأمريكي ٢٠٠٣.

وعلى الرغم من مرور خمسة عشر عاماً على العمل إلا أن اسم البطل “مطر أبو ربيع” يوحي بالاسم الذي سيصاحب الاحتجاجات التي ستشهدها عدة دول عربية (الربيع العربي) الذي لم يزهر إلا حروباً ودماً وخراب.

وشخصية “أبو ربيع” تبدو مثل “برنار ليفي” المفكر والفيلسوف الفرنسي، يهودي الديانة، وجزائري المولد، الملقب بـ”عراب الربيع العربي”. وقد ذاع صيته في البداية كمراسل حربي من “بنغلادش” خلال حرب انفصالها عن باكستان عام 1971، وكانت هذه التجربة مصدراً لكتابه الأول “Bangla-Desh, Nationalism in the Revolution”.

وقد وجد في “السودان” قبل التقسيم، وفي “البوسنة والهرسك”، وفي “مصر”، ثم انتقل إلى “ليبيا” ومنها إلى “سوريا”. وظهر مؤخراً في “أوكرانيا”.

اقرأ أيضاً: عودة الدراما الحلبية و “بسام كوسا”: حلب ست الكل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى