تعزيلة العيد.. كأحد الطقوس الحزينة كل عام (قاتلة العطلة)
العيد السعيد والتعزيل المقيت
منذ الصباح تعلو أصوات أخي الصغير في أرجاء المنزل فرحاً مردداً (بكرا العيد ومنعيد ومندبح بقرة السيد)، بطريقة مستفزة لفتاة مثلي استقرت في ذات الصباح فوق السلم لتنظيف السقف، وهي أصلاً تكره العنف والذبح والقتل لكل الكائنات.
سناك سوري _معزِل العيد
أرد على ذلك الشقي الفرح بالعيد (عيديات وتسلاية وألعاب):«مشان الله اسكت عم توترني»، يسخر مني ويستفزني بطريقة غير مباشرة بسؤاله:«فيني أعرف ليش عم تعزلوا قبل العيد»، جواب أثار في داخلي تساؤل حقيقي لماذا حملة النظافة قبل العيد علماً أنه عطلة!؟
حملت غضبي واحتقاني وذهبت إلى أمي التي استقرت في مملكتها تحضر ماتيسر من الحلويات (بلا جوز منشان ماتفكرونا أرسطقراطيين) و تتفقد لوازم طبخات العيد على مدار الثلاث الأيام، “سطلي بيميني” و “شقفتي بيساري” أنحني على البراد و أوجه سؤالي بثقة متوجهة نحو أمي التي لم ترد على سؤال باقتضاب بل حللت شخصيتي وتطرقت لصفاتي الشخصية المتمثلة بلامبالاتي وعدم اكتراثي بالواجبات الاجتماعية ونظرة الناس المنعكسة من نظافة البيت، ومع هذا لم أندم وتابعت إصراري على معرفة الجواب الحقيقي.
(خدي العدة وروحي كفي شغلك) هكذا طردتني ولم أتزحزح أريد معرفة الجواب، أقول لأمي نحن في كل يوم نتابع أعمال المنزل ولانترك أثراً لذرة غبار (أمي موسوسة نضافة مو شطارة مني يعني)، فلماذا أنا أتسلق السلالم؟! ترد علي بطريقة تستفز كياني:« لأنك أطول أخواتك» (فأكره الساعة التي خلقت فيها طويلة)، ولكن ليس هذا ما انتظر سماعه، (أي يلا ضيعي الوقت بالحكي متل عادتك)،تراجعت باتجاه الباب في حالة ترجي لأسمع منها مبرر “تعزيلة العيد”.
اقرأ أيضاً: حلا كادت تصل السماء.. حصلت على حذاء العيد!
وبدأ الجواب بابتسامة حمقاء مني ظناً أنني سأعفى من المهمة، يا ابنتي يقول المثل ( نضف بيتك ما بتعرف مين بدوسو)، ودخلت في جدالي (يلي مالو طعمة عقولها)، ولكن يا أمي بيتنا نظيف بشهادة كل من زاره والكل يشهد لك بحرصك على نظافته، وضيوف العيد زياراتهم قصيرة زمنياً فلما هذا العذاب الآن؟
بابتسامة أمي ونظرتها نحوي ظننت أنني أصبحت أنا سيدة الموقف واستطعت إقناعها، و جاء الرد بما لا يشتهي السطل والممسحة، “( معك 5 ثواني بدك تكوني مخلصة الحيط ياغزالتي الرايقة)، بخيبة عدت إلى أدراج سلمي الذي كنت أشعر خلال صعودي عليه كأنني ملكة فوق عرشها، لأسرق النظر إلى يميني وأرى أخي الصغير السعيد ضاحكاً وبيده نبريج صغير يرش الماء كنوع من الشراكة العائلية في التنظيف والتسلية، ولكنه يردد هذه المرة ( اطلعي اطلعي نضفي الحيطان أنت قد أمك)، تنويه بسيط أمي لم تقل لي يا”غزالتي الرايقة” ولكنها إضافة أجبر بها خاطري المكسور من مراسم العيد السعيد.
إنه العيد يا أمهاتنا، إنها العطلة التي ننتظرها، ونحتاج أن ننام أن نستمتع بوقتنا، منشان الله حلو عنا بهالعطلة وتركونا واذا كنتوا بتحبوا النظافة كثير نحنا كرهناها.
وأنتم ماذا عن قصصكم مع “تعزيلة العيد”؟
اقرأ أيضاً: “شد شعر” بالسرفيس في أول أيام عيد الفطر!