الرئيسيةيوميات مواطن

تعزيلة العيد.. الطقس المهيب الذي لم تطاله يد التغيير ولا تأثير الغلاء

إنو ليش بدنا ننضف سقف البيت.. معقول الضيوف يفكروا يطيروا؟

من تحضير المعمول الذي اختصرنا مقاديره ومكوناته لتتناسب مع جيب المواطن “المعتّر”. إلى شراء ملابس العيد التي باتت مقتصرة على من استطاع إليها سبيلا، تغيّرت طقوس العيد وظروفه إلا “تعزيلة العيد”. الصامدة صمودنا على هذه الأرض. ماتزال على حالها محافظة على هيبتها ومكانتها دون أي تغيير.

سناك سوري – ديالا البحري

وكما كل عيد يسبق استقباله عقد اجتماعات لوضع الخطة “العسكرية”، عفواً أقصد التنفيذية لعملية تعزيل البيت ومراحلها. وتقسيم المهام بين الجميع دون استثناء كلٌّ بحسب مهارته وقدراته على مبدأ “نفذ ثم تعترض”.

وعلى قدم وساق يحمل كل منا سلاحه، من مسّاحة للمياه وأخرى للغبار وثالثة للحمامات، ثم ننطلق كل واحد باتجاه القسم المخصص له ليبدأ تنفيذ المهمة الموكلة إليه. منتشرين بكل أرجاء المنزل فلا يبقى محط قدم أو نظر دون أن تصله ممسحة أو سائل تنظيف.

ولأني الأخت الكبرى أوكلت إلي مهمة صالة الضيوف (بحكم الخبرة ). اعتليت السلم شامخة لمسح سقف الصالة وأعلى الجدران. (بلكي الضيوف حبّو يطيروا بالصالون) وما إن قطعت درجتين حتى تذكرت مشهد أم خاطر بباب الحارة. عندما سقطت من أعلى السلم خلال تعزيل البيت لتفارق الحياة (ولأنو الروح غالية) قدمت اعتراضي على أداء هذه المهمة حتّى تؤازرني أختي بمسك السلم وتثبيته.

وبنظرة المنتصر أطلقت زفرتي بعدما رأيت الصالون (عم يلمع لمع) والأثاث تم تنسيقه وطاولة العيد والأواني مرتبة على أحسن صورة.

وعلى ايقاع الموسيقا والأغاني المرافقة للحملة لبثِّ الطاقة والحيوية وكسر ثقل هذه المهمة نتابع تنظيف مابقي من أرجاء المنزل المنظّف أساساً. ولكن قداسة “تعزيلة العيد” تحول دون قناعة أمي بأن المنزل عم يلمع لمع بحكم الروتين اليومي والحملة الأسبوعية للتنظيف. والتي تبدأ من باب البيت وحتى آخر بلاطة بآخر غرفة.

سقف الخزانة ليش؟

وهنا تعبّر أختي “المتعربشة على الخزانة لمسح سقفها”: “طالما أن الضيوف مكانهم الصالون لماذا علي أن أمسح سقف الخزانة؟ هل سيشربون القهوة فوقها؟!!”. يساندها اخي بالرأي بعد ما جرّ وسحب أثاث المنزل كله وأعادها مكانها وأنزل الشبابيك وأعاد تركيبها.

ونكمل العمليه من المطبخ إلى غرف النوم وصولاً إلى السقايف إلى كل ما تراه العين وما لاتراه حتى أتممنا المهمة وصار البيت (بتغنّيلو بيرقص).

حطّ كل منا سلاحه وعدنا أدراجنا نراقب أمي وهي تتفتل وتنقل نظرها من غرفة إلى أخرى ومن أعلى الجدران إلى أسفلها. وعلى وجهها نظرة الرضا والراحة النفسية بعد إتمامها الطقس المقدس معلقة “يعطيكن العافية ولكن في شي ناقص، يمكن لازم نقبع البلاط وننظف تحتو”.

زمالة سناك سوري 2024

زر الذهاب إلى الأعلى