لن يصبح حديث الكهرباء والتقنين مملاً على الإطلاق، طالما أن غيابها يشكل مأساة حقيقية لم يستطع غالبية السوريين. التأقلم معها نتيجة الحاجة الكبيرة لوجودها. بينما تبقى الوعود الحكومية بهذا الخصوص كلاماً على ورق، فمن ينسى وعد رئيس الحكومة العام الفائت بتحسن الكهرباء. اعتباراً من منتصف العام الجاري في الوقت الذي عاد تقنين الربع ساعة لكثير من المناطق.
سناك سوري-دمشق
في عددها الصادر اليوم الأحد، تنقل صحيفة الوطن المحلية عن مصدر في وزارة الكهرباء دون أن تذكر اسمه قوله، إن توريدات الغاز والفيول لم تتحسن. رغم استمرار العمل لاستعادة غاز آبار “الجبسة” في “الحسكة” بعد منع “قسد” وصول الغاز، وفق المصدر.
المصدر ذكر أنهم اضطروا للاعتماد على المخزون الاحتياطي حالياً على أمل تحسن التوريدات خلال الفترة القادمة.
ورغم أن ذرائع المسؤولين في تبرير ازدياد التقنين الكهربائي تتكرر ذاتها باستمرار منذ عامين، إلا أن تصريحاتهم المتضاربة أحياناً تحتاج توضيحات. لا يقومون بها.
اقرأ أيضاً: سوريا: مسؤول يبشر المواطنين بتحسن الكهرباء بعد وضع بئر غازي بالخدمة
على سبيل المثال أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية، وضع بئر “زملة المهر1” غرب “تدمر”، في “حمص”، بالإنتاج، بطاقة تصل إلى 250 ألف م3 يومياً. بعد أن تم اكتشافه نهاية العام الفائت، ليؤكد مدير الشركة السورية للغاز، “أمين داغر”، شهر حزيران الفائت إن الغاز المكتشف في البئر، مخصص للشبكة الكهربائية، وستستفيد منه الكهرباء. لافتا أن أي زيادة في إنتاج الغاز ستنعكس إيجاباً على المواطن لناحية الكهرباء.
لكن الأحوال الكهربائية للمواطنين لم تتحسن على الإطلاق، ولم يلمسوا أي زيادة في عدد ساعات الكهرباء، وبالكاد حصل غالبيتهم. على ساعة ونصف من الكهرباء كل 4 ساعات ونصف، وهو الحد الأعلى من التغذية الكهربائية الذي شهدته عموم البلاد خلال هذا العام. علماً أنه لم يدم سوى لعدة أيام قليلة بالمجمل.
وقبل ذلك أعلن رئيس الحكومة تحسن وضع الكهرباء اعتباراً من منتصف العام الجاري، وقبله ضرب وزير الكهرباء “غسان الزامل” عدة مواعيد. لتحسن الكهرباء لكنها كلها مضت دون أي تحسن، ما يتطلب الإجابة على سؤال “ماذا جرى ولماذا خابت الوعود”.
وعلى مبدأ عفى الله عما مضى، هل من مسؤول يخرج ليخبر المواطنين حقيقة الكهرباء، ويضع جدولاً زمنياً حقيقياً بناءً على المعطيات. لذكر متى يمكن أن تتحسن حقاً. وهل ستصح هذه المرة تصريحات مديرة الاستثمار في وزارة الكهرباء “هيام الإمام”، التي قالت نهاية تشرين الأول الفائت، إن المواطن سيلمس تحسن الكهرباء مع بداية 2023. خصوصاً أن الواقع الحالي قد لا يشي بالكثير.