البسطات ميزة جديدة في وسائل النقل السورية
السؤال الأقوى من الباص السوري "وكم واحد مو مرتاح بساع" ؟

سناك سوري – ناديا المير محمود
صُنع السرفيس أو الباص بهدف نقل الركاب و تم تصميمه ليضم ما بين ثمانية إلى خمسة و خمسين راكباً حسب نوعه، و اعتمد استخدامه في نقل البشر على المدى الطويل ليبرز الباص السوري البطل لاحقاً، ففي حال شاءت الأقدار أن تدخل الباصات في موسوعة غينيس في مجال القدرة الاستيعابية فالباص السوري مؤهل للصدارة دون منازع.
بثقة تصعد إلى السرفيس جالساً في مقعدك، لتفاجأ بسيل من البشر انهال وراءك، مستعجلين بحجة أن الوقت قد فاتهم و هم أيضاً بحاجة الوصول مثلك، راسماً ابتسامة لتأذن لهم بالجلوس فيتشكل خلال ثواني أربعة حيطان بشرية وكل حائط مؤلف من أربع أشخاص و يعلن السائق بداية الرحلة، لتصل و تلاحظ أن عطرك بات خليطاً لا اسم له.

هرباً من هذا الوضع تقرر أن تدلل نفسك و تحجز مسبقا فأنت شخص تستحق الراحة برأيك خلال سفرك كحد أدنى ، تصعد مرة أخرى فرحاً بالممر الموجود داخل الباص بين كل مقعدين ، ماهي إلا عشر دقائق لتصدم بالحقائب و الكراتين و قد يشاركك الطريق “سحاحير الخضار و الفواكه” مصفوفة في الممر لتراودك على الفور فكرة ( هلق أنا كيف بدي انزل؟)، و ينطلق الباص في الرحلة التي راودتك فكرة النزول منها منذ بدايتها و قبل الوصول ذاته.
اقرأ أيضاً: مالا تعرفه عن أزمة النقل في اللاذقية!
و عند كل حاجز و بفرحة تشابه فرحة وصول باص النقل الداخلي الذي بات يقلّ ما يقارب ضعف استطاعته، تركض الناس صوبه و كأنهم في استقبال من فيه، و لكن الكل راغب في الصعود فصاحب النصيب يصعد حتى وإن اضطر للجلوس في حضن السائق فهو يريد الوصول مثلك تماماً، و دون سابق إنذار يأتي المعاون بكرسي ليجلس المسافر الجديد في الممر الذي يتراءى لك للوهلة الأولى أنك في أحد الأسواق الشعبية و باستطاعتك أن تبتاع منها ما تشاء و كأنه بسطة على رصيف تضم كل ما تريد من ملابس وطعام وكراسي ورجل أصبح صاحب بسطة دون أن يدري .
هم صنعوا الباصات لينتقل الناس براحة، لكن مفهوم الراحة عندنا كروحنا “مطاط”، و إن كان الباص يضم خمسين شخصاً فالسؤال الأقوى من الباص السوري (و كم واحد مو مرتاح بساع ؟).
اقرأ أيضاً: “طرطوس”.. المواطنون يركبون “أربعات بالمقعد” بسبب أزمة النقل