بعد انتحار طالب بكالوريا … كيف نجنّب الطلاب عواقب الخوف الامتحاني؟
أخصائية نفسية تشرح آلية تخليص الأبناء من الضغط النفسي خلال الامتحان
انتشر مؤخراً خبر عن انتحار طالب في “القنيطرة” بسبب الخوف الامتحاني والضغط النفسي المترافق مع امتحان البكالوريا.
سناك سوري _ ميس الريم شحرور
وأعادت الحادثة التذكير بما شهدته “طرطوس” قبل عامين حين انتحر شاب بعد رسوبه في امتحان البكالوريا للمرة الثانية على التوالي.
ويرى الأخصائيون أن القلق الذي يظهر خلال فترة الامتحانات لا يقتصر على الخوف من الامتحان تحديداً. إنما ينبع من قاعدة قلق تتشكل أساساً منذ الولادة لكن مستواها يتفاوت من شخص لآخر. كما أن الأهل يلعبون دوراً في تركيب هذه القاعدة وتكوينها بينما تظهر نتائجها عند الصدمات عموماً.
وقالت طالبة الدكتوراه بقسم الإرشاد النفسي في جامعة “تشرين” “مروة محفوض” لـ سناك سوري أنه لابد للأهل من تفهم واحتواء مشاعر الأبناء. وإدراك أن سعيهم لرؤية نجاح وتفوق أبنائهم يتطلب توفير بيئة مستقرة نفسياً لهم.
وأضافت “محفوض” «لا بد من طمأنة الأبناء خلال فترة التحضير للثانوية بمعنى أن نشعرهم بأن كل شيء قابل للتعويض بالمعنى الإيجابي. يكفي أن نقنعهم ببذل الجهد وفقاً لطاقتهم وأن نقدر هذا الجهد».
الأخصائية بالإرشاد النفسي دعت كذلك إلى استراتيجية “رسم مقياس المزاج” بهدف تجنيب الأبناء دخول حالات نفسية ضاغطة. وتقوم هذه الآلية على رسم 3 درجات من الألوان. الأصفر يمثّل الهادئ والأخضر يمثّل المزاج العكر نسبياً والأحمر الذي يعني الوقوع تحت تشويش الأفكار.
كما يجب بحسب “محفوض” أن يعمل الأهل على تفقد أبنائهم كل ساعتين مثلاً للاطمئنان على حالتهم النفسية. ومناقشتهم حول أسباب ودوافع التشوش. مع أهمية تقبل مشاعر القلق لدى الطلاب واحتواء مخاوفهم والتعامل معها على أنها مشاعر طبيعية. للمساعدة على تلاشيها.
من جانب آخر. فإن الطالب وفق “محفوض” يسأل نفسه أين سيكون بعد 4 أو 5 سنوات. وهو سؤال قد يساعده على تخفيف التشتت وإعادة ترتيب أوراقه.
وعن آليات تخفيف الضغط النفسي قالت “محفوض” «المساندة الأسرية تلعب دوراً مهماً بمعنى أن يعطي الأهل أهمية لوجود أبنائهم في الأسرة لكن دون مبالغة». إضافة إلى النوم الكافي لإراحة الذهن. وتخفيف المشاكل الأسرية وتوتير الأجواء في المنزل لتوفير بيئة آمنة ومستقرة.
وختمت “محفوض” بدعوة الطلاب إلى التخلص من الصور النمطية التي يرسمها المجتمع تجاه مستقبلهم واتخاذ قرار يرضيهم. بما يتعلق بحقيقة ميولهم المهنية حيث يجب على الطالب التعامل مع درجاته العلمية بكونها مساعدة وداعمة لا على أساس أنها مسألة حياة أو موت.