بثينة شعبان تحلّل سبب غياب الصين عن قمة العشرين .. نحن أمام عصر جديد
شعبان: شعار قمة العشرين غير واقعي في ظل الحروب والعقوبات الأمريكية
تحدثت المستشارة الرئاسية “بثينة شعبان” عن عقد قمتين هامتين بعد قمة “البريكس” هما قمة “دول آسيان” وقمة دول مجموعة العشرين في “الهند”.
سناك سوري _ متابعات
وأشارت “شعبان” في مقالها بصحيفة “الوطن“. إلى أن اللافت كان اعتذار الرئيسين الروسي والصيني عن حضور قمة العشرين. رغم انعقادها للمرة الأولى في آسيا ما يشير على تصاعد الأهمية الآسيوية في المنافسات المتصاعدة بين القوى العالمية.
ولفتت المستشارة إلى تحذير الرئيس الإندونيسي “جوكو ويدودو” من تنافس مدمّر بين القوى العظمى في إشارة إلى التوتر الصيني الأمريكي. مبيناً أن كافة الدول تتحمل مسؤولية عدم نشوب صراعات وحروب جديدة. حيث سيتم تدمير العالم إذا ما نقلت النزاعات من مكان إلى آخر. وستكون التعددية والتعاون في خطر ليحل محلهما حكم القوي وفق حديثه.
نحن أمام عصر جديد من المنافسة على النفوذ الجيوسياسي والاقتصادي والتقني بين الدول الكبرى وكل ما نأمل به هو أن تبقى هذه المنافسة سلمية المستشارة بثينة شعبان
تحذير مشابه أطلقه رئيس الحكومة الصينية حين حذّر من قيام حرب باردة جديدة. فيما صرّح مسؤول في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تتشارك المصلحة مع “آسيان” في حماية النظام الدولي المعتمد على القواعد في وجه ادعاءات الصين البحرية وغير الشرعية وأعمالها الاستفزازية وفق ما نقلت كاتبة المقال.
أسباب غياب الصين
المستشارة اعتبرت في حديثها أن غياب الرئيس الصيني عن قمة العشرين يظهر أن “الصين” تنأى بشكل واضح عن هذا التجمع. وترفض أن تعطيه الزخم المطلوب لمصلحة تكتلات أخرى تلعب فيها “بكين” دوراً حيوياً. في حين يظهر دور “الهند” كقطب ثالث بين “الصين” و”الولايات المتحدة”. خاصة وأنها توازن بين دورها في “البريكس” ودورها في “مجموعة العشرين”.
أما شعار قمة العشرين “عائلة واحدة، مستقبل واحد” فاعتبرته “شعبان” غير واقعي. في ضوء الانقسامات والمنافسات الدائرة والحروب والعقوبات التي تفرضها “الولايات المتحدة” والدول الأوروبية ضد كل شعوب دول العالم. مثل “الصين” و”روسيا” والدول العربية والإفريقية. مشيرة إلى أن “الصين” قصدت في غيابها انتزاع الأهمية التي اعتادت قمة العشرين التحلي بها سابقاً.
حرص المسؤولين الأميركيين أو الصينيين على إثبات نقاط قوة في حضور أو غياب هذه القمم دليل لا لبس فيه على أهمية التكتلات في تشكيل عالم اليوم والغد. المستشارة بثينة شعبان
وتابعت “شعبان” أن حرص المسؤولين الأميركيين أو الصينيين على إثبات نقاط قوة في حضور أو غياب هذه القمم دليل لا لبس فيه على أهمية التكتلات في تشكيل عالم اليوم والغد. مشيرة إلى أن التنافس الحقيقي اليوم هو لضمان مكانة مهمة في صلب هذه التكتلات. والتأثير بمساراتها وإنجازاتها. حيث أدرك الجميع في عالم اليوم أنه لا يمكن لبلد واحد مهما عظمت قوّته أن يغيّر مسار التاريخ وأن القوي هو الذي يمتلك تحالفات أكثر. على حد قولها.
وقد سارعت “الولايات المتحدة” بحسب المقال بعد نهاية الحرب الباردة إلى تفكيك حلف “وارسو” الذي كان يخلق نوعاً من التوازن في العالم مع حلف “الناتو”. وتعهّدت بعدم قبول أعضاء جدد في “الناتو” لأنه لم يعد من داعٍ لوجود هذه التحالفات. بينما أخذ الحلف اليوم يوسّع أعضاءه الذين كانوا 12 دولة حين تأسيسه ووصلوا اليوم إلى 31 دولة.
عصر جديد
المقال المعنون بعبارة “القمم لشحذ الهمم” يخلص للقول أن الجديد اليوم هو أن “الصين” أدركت أهمية التحالفات. وكل ما تقوم به يهدف إلى تعزيز التجمعات التي تقودها أو تلعب بها دوراً محورياً. مع الحرص على غياب دور مؤثر للغرب في هذه التكتلات واستقطاب أكبر عدد من الدول النامية.
وختمت “شعبان” بالقول «نحن أمام عصر جديد من المنافسة على النفوذ الجيوسياسي والاقتصادي والتقني بين الدول الكبرى وكل ما نأمل به هو أن تبقى هذه المنافسة سلمية. وأن تبقى نتائجها لمصلحة أغلبيّة البشر على هذا الكوكب، وليس لمصلحة حفنة ضئيلة من الذين يعملون على تعزيز تهديدهم المتواصل للشعوب بالمزيد من الحروب والعقوبات، وفرض هيمنتهم على ثروات الشعوب ونهبها»
يذكر أنه كان لافتاً أن الصفحة الرسمية لصحيفة “الوطن” على فايسبوك نشرت المقال لكنها أوقفت التعليقات عليه لأسباب غير معروفة.