بتبرعات أهلها.. الإنارة البديلة تنير قرى في السويداء
بالرغم من تكلفتها العالية المجتمع المحلي بالسويداء يتعاون لإنارة الشوارع بالطاقة الشمسية
سناك سوري – رهان حبيب
منذ العام ٢٠١٢ تعطلت إنارة الشوارع في قرية “عرى” بالريف الغربي لمدينة ” السويداء”، مما ضاعف هموم الأهالي حتى أنارت المصابيح الشمسية الشوارع من جديد بعمل أهلي كبديل خفف من استهلاك وتكاليف المصابيح المعطلة.
انعدام الإنارة للشوارع والشعور بخطر الظلام خاصة بعد أن ساءت الحالة الأمنية أرق الأهالي، وخططوا لمشاريع الإصلاح، لكنهم وجدوا أنها غير مجدية بسبب الكلفة والقدم وكان الحل بالمصابيح الشمسية وفق “سمير حامد” رئيس المجلس البلدي، الذي أوضح في حديثه مع سناك سوري أن العمل الأهلي خلال الأشهر الماضية اتجه في بعض القرى لإعطاء الإنارة بالطاقة البديلة اهتمام مثله مثل العمل الخيري والإنساني الذي تعاون عليه الأهالي لعدة مبررات أولها التخفيف من تكاليف الكهرباء التي تغذي مصابيح الشوارع كونها تحسب بسعر التجاري، وهذا يحمل البلديات تكاليف باهظة باتت ميزانياتها عاجزة عن تسديدها والعمل على مشروع الإنارة بمصابيح الطاقة الشمسية التي اتفق أهالي القرية على تركيب مئة منها على الشارع العام.
مشروع الإنارة بالطاقة البديلة جاء بعد أن علم الأهالي بتجربة قرية “المزرعة” وتوفر أنواع من هذه المصابيح صديقة البيئة تبعا لإمكانية الإضاءة دون الارتباط بشبكة الكهرباء، حسب رئيس المجلس البلدي “حامد” موضحاً أن القرية التي عانت من تعطل شبكة الإنارة الطرقية منذ ثمان سنوات تلاقى أهلها على جمع التكاليف ليتم إنارة الشارع العام من بداية القرية حتى قرية “المجيمر” بكلفة تراوحت بين ١٨ و٢٠ مليون ليرة.
“حامد” بيّن أن الأهالي وأبناء القرية في بلاد الاغتراب حرصوا على توكيل المهمة لانتقاء مصابيح بنوعية جيدة ومواصفات عالية بكلفة ١٦٥ ألف ليرة للجهاز الواحد، وكان لها أثر واضح على القرية وسهولة التحرك ليلاً على أمل أن تعمل بشكل جيد وفق المواصفات خاصة أن هناك عدة شركات باتت تورد هذه التجهيزات ورغم غلاء السعر لكنه الخيار الأفضل بالظروف الحالية.
اقرأ أيضاً: سوريا تمنح 13 ترخيص توليد كهرباء في شهرين
المشروع الذي تعاون عليه أهالي “عرى”، أنجز مثله في قرية “شقا” حيث قدم تكاليفه أحد الأهالي في القرية وفق “رمزي أبو حسون” رئيس مجلس البلدة وقال: «تكفل الشيخ “أبو منشا صالح أبو حسون” بدعم من أولاده المغتربين بتنفيذ المشروع الذي تحتاجه القرية ولم يكن لدينا كمجلس بلدي الإمكانيات اللازمة لتحمل التكاليف الباهظة مع العلم بانخفاض جباية البلديات في هذه السنوات وماتتحمله من أعمال مكلفة».
المجلس البلدي قام بدور الإشراف وكان على المتبرع انتقاء شركة بمواصفات عالية لتصل تكلفة ٥٦ مصباح ركبت على دفعتين إلى ٥٠ مليون بمشروع خلق حالة من الراحة بفعل توافر الضوء كون المصابيح تشحن نهاراً لأنها مجهزة ببطاريات الليثيوم لتنير ليلا وفق “أبو حسون” وأضاف:« أجهزة المصابيح المتطورة تضمنت كاميرات لمراقبة الشوارع تم تفعيل بعضها على بعض النقاط الحساسة وهذا مارفع تكلفة المصابيح لاستثمار أكبر للطاقة على أمل أن تفعل في باقي النقاط للتخفيف من الحوادث الأمنية التي تسبب تخوفاً كبيراً لدى الأهالي».
رغم دعم التعاون الأهلي كحالة تكررت في عدة قرى “السويداء” لكن تكلفة الاعتماد على الطاقة البديلة بقيت عالية وهذا ما يؤخر انتشارها وتوسعها لتكون بديلاً كاملاً عن مصابيح الصوديوم.
اقرأ أيضاً: سوريون يتبرعون لإنارة حيهم بالطاقة الشمسية