الرئيسيةيوميات مواطن

انتحارية في سوق اللاذقية.. مرحبا تنزيلات 🥺

من وجهة نظر الحكومة "أنا أرستقراطية" ومن وجهة نظر السوق "روحي نامي"

متأثرة بمفردات البلاد، دعوني أصف رحلتي إلى السوق بـ”الانتحارية”، حيث كنت قد عقدت العزم لخوض هذه المعركة على مبدأ “ياقاتل يامقتول”، وخصصت لها مبلغ 200 ألف ليرة (ولا تسألوني ليش البعزقة)، أبتغي بها شراء بيجامتين وجاكيت شتوية لطفلي، وجاكيت وحذاء شتوي لنفسي، مستغلة موسم التنزيلات، (ويا دار ما دخلك خبز).

سناك سوري-وفاء محمد

البداية كانت من شارع “هنانو” في “اللاذقية”، الذي تطالعك فيه أسعار من كوكب آخر مختلف عن الذي تعيش فيه، و”مالكم عليي يمين” شعرت بنفسي وكأني أحد أبطال حكاية “أهل الكهف” حين رأيت سعر الجاكيت التي أعجبتني، “100 ألف ليرة ياويلكم من رقابة التموين”، قلت في نفسي ومضيت متجاهلة الجاكيت وسعرها، لأتفاجأ بأسعار أخرى تفوقت على التصريحات الحكومية بـ”العجب العجاب”.

120 ألف، 85 ألف، 87 ألف، 93 ألف، كلها أسعار لجواكيت شتوية في موسم “التنزيلات” (الله يجعلها تنزيلات)، ألغيت فكرة الجاكيت الشتوي واتجهت إلى الأحذية، ثم ما لبست أن غيّرت رأيي وكغالبية الأمهات هنا، قررت أن ألغي احتياجاتي لصالح احتياجات طفلي الصغير.

إلى عبارة الأطفال في “اللاذقية”، كانت الوجهة الأخرى، وفي عرض السوق وطوله لم أجد بيجاما شتوية لطفل يبلغ الثامنة من العمر أقل من 35 ألف ليرة، وحين أخبرتهم أني أبحث عن بيجاما بسعر 20 ألف ليرة، بدت علامات الاستهزاء (تعالوا شوفوا قال بدها بيجاما بـ20 ألف) وانطلقت الضحكات، ما استفزني لأرد: (عن جد شايفين شو إني “فولكير”).

اقرأ أيضاً: رئيس القطاع النسيجي: الألبسة باتت كماليات.. نبطل نُلبس؟

خرجت بخفي حنين والكثير من الغبن، لأكافئ نفسي “بسندويشة شاورما” وعمرو ما حدا ورث ولا لبس، (قال تنزيلات قال)، وأنا أقضم سندويشتي بعصبية بالغة، تذكرت حكاية رفع الدعم، وشكرت السماء على أن عملي الآخر أونلاين لن تستطيع الحكومة اكتشافه وإزالة الدعم عني بوصفي من طبقة “الأرستقراطيين” الذين يحصلون على راتب شهري يبلغ نحو 500 ألف ليرة أو أقل قليلة، مقسماً على راتبين واحد حكومي وآخر خاص.

هو صحيح راتبي الأستقراطي البالغ نصف مليون ليرة، فشل بمنحي أبسط احتياجاتي، لكني سعيدة جدا أن الحكومة لن تستطيع معرفة أني أتقاضاه، فلا تحرمني خبزها ومازوتها المدعومان، (وكفى السوريين شرّ الـ….)، وفهمكم كافي.

هامش: أصحاب المحلات رفضوا تصوير منتجاتهم، والكاتبة لم تشترِ شيئا لتصور السعر وشكرا.

اقرأ أيضاً: بعد الزيادة … ما الذي يمكن فعله بالحد الأدنى للأجور شهرياً؟

زر الذهاب إلى الأعلى