الرئيسيةتقاريرشباب ومجتمع

الموبايل فرصة الشابات بتغيير الحياة نحو الأفضل

التسويق الالكتروني فرصة عمل الشابات.. اختصاص لا تلحظه مناهج الجامعات

غيّر العمل بالتسويق الإلكتروني، حياة طالبة علم الاجتماع بجامعة الفرات، “لارا المحيمد” للأفضل، إذ أكسبها دخلاً جيداً. وخبرة في التجارة بالتوازي مع استمرار دراستها الجامعية.

سناك سوري-عائشة الجاسم

بدأت “لارا” العمل بتسويق الألبسة عبر السوشيل ميديا في سنتها الدراسية الأولى. ووجدته صعباً لعدم امتلاكها الخبرة في التجارة وإدارة الأعمال، كذلك المجتمع. فهي من أوائل الشابات اللواتي عملنَ في هذا المجال بمدينتها دير الزور، كما تقول لـ”سناك سوري”.

من بين التحديات الأخرى التي واجهتها في البداية، كانت المصداقية مع الزبائن، خصوصاً تلك النوعية التي تطلب شراء الغرض ثم لا تأتي لأخذه.

بعد سنتين من العمل اختلف الحال كثيراً، بدأت حياة “لارا” تتغير نحو الأفضل، توفر مصروفها الخاص كما أنها بدأت بتشجيع وتدريب الفتيات اللواتي يرغبن العمل بالتسويق الإلكتروني. تضيف: “هذا ما أعان كُثر منهنّ بتحقيق دخل مادي آمن نوعا ما وتوفير مصاريف الجامعة والمعيشة الخاصة بهنّ”.

ربح المال من المنزل

ومع انتشار السوشيل ميديا وتواجد كثير من السوريين عليه، بدأت المحال التجارية بمحاولة ترويج منتجاتها من خلاله عبر عدة أشكال. أحدها التسويق الإلكتروني الذي تعتمد فيه المحال على شباب وصبايا للترويج لمنتجاتها ومحاولة التواصل مع المتواجدين على الفيسبوك أو أنستغرام. وترغيبهم بالمنتجات، وهو ما يتطلب من المسوقين والمسوقات بناء مجتمع ضخم عبر الفيسبوك.

بناء المجتمع المنشود يتم إما من خلال الإشتراك بالصفحات القوية التي تضم عدداً كبيراً من المتابعين مثل صفحة (شكون تدوّر بدير الزور) الشهيرة في الدير. أو من خلال إنشاء مجموعات خاصة ودعوة المزيد من الناس إليها ومن ثم نشر العروض فيها وانتظار الطلبات.

المسوقة أو المسوق، يحصلون على نسبة معينة يُتفق عليها مع صاحب المحل التجاري عن كل عملية بيع، يتم تجميع النسب التي يحصل عليها المسوق خلال الشهر ومن ثم تُرسل إليه عبر حوالة مالية.

الطلب غالباً ما يتم عبر التواصل مع المسوقة بالماسنجر أو الواتساب. ويعطي الزبون معلوماته الكاملة للمسوقة الاسم الثلاثي ورقم الهاتف ومكان التواجد، لتقوم المسوقة بإرسال تلك المعلومات إلى صاحب المحل. الذي بدوره يرسل الغرض المطلوب للزبون من خلال إحدى شركات الشحن عبر مبدأ ضد الدفع. بمعنى أن الزبون صاحب الطلب لا يمكن أن يستلمه إلا بعد أن يدفع ثمنه.

بالنسبة للمسوقة أو المسوق، فإنه يحصل على نسبة معينة يتفق عليها مع صاحب المحل التجاري عن كل عملية بيع. يتم تجميع النسب التي يحصل عليها المسوق خلال الشهر ومن ثم تُرسل إليه عبر حوالة مالية.

لا تحتاج المسوقات الكثير من الأدوات للعمل، يكفي وجود هاتف قادر على استيعاب مختلف أنواع وسائل التواصل الاجتماعي. وأكثرها انتشاراً في سوريا فيسبوك وواتساب وأنستغرام. كما أن هناك العديد من المزايا لهذا النوع من العمل. فممارسوه يوفرون تكاليف وعناء ووقت المواصلات.

اختراق أرقام السوريين... تحول صور بروفايلاتهم إلى فتيات شرق آسيا
صورة تعبيرية _ سناك سوري

تقى حقي.. من التسويق الإلكتروني إلى براند خاص بها

حين بدأت الطالبة في جامعة الفرات، “تقى حقي” العمل بالتسويق الإلكتروني لصالح إحدى شركات العناية بالبشرة. لم تكن تتخيل أن الطريق سيُفتح أمامها لامتلاك براند خاص بها.

تقول “تقى” لـ”سناك سوري”، إنها ومن خلال عملها مع الشركة اكتسبت الخبرة في صناعة منتجات طبيعية للعناية بالبشرة. فأطلقت البراند الخاص بها وأخذت تسوق له عبر السوشيل ميديا مستفيدة من خبرتها بالتسويق الإلكتروني.

وعبر مجموعة واتساب خاصة تسوق “تقى” لمنتجاتها متبعة أسلوب العفوية والدعابة في التعامل مع الزبائن. حيث تطلب إحداهنّ منها أحد المنتجات، ومن ثمّ إما يتم إيصاله لها عبر عامل التوصيل الذي يعمل مع الشابة. أو تحضر الزبونة بنفسها لاستلامه في مكان يتم تحديده مسبقاً.

لا تحتاج المسوقات الكثير من الأدوات للعمل، يكفي وجود هاتف قادر على استيعاب مختلف أنواع وسائل التواصل الاجتماعي. وأكثرها انتشارا في سوريا فيسبوك وواتساب وأنستغرام

كنانة الجاسم تعلّمت إدارة وقتها بين العمل والدراسة

في بداية عملها بتسويق الألبسة، وجدت الشابة “كنانة الجاسم” صعوبة كبيرة في التوفيق بين دراستها الجامعية وبين العمل. سرعان ما تجاوزت هذه المشكلة بتنظيم الوقت، حيث تخصص فترتي الصباح والظهيرة للمحاضرات والدراسة. وفترتي العصر والمساء للعمل وتسليم الطلبيات، كما قالت لـ”سناك سوري”.

للعمل بهذا المجال مزايا كثيرة من وجهة نظر الشابة. فهو يختصر عليها وقت الذهاب والإياب من مكان العمل كما لو كان يتطلب دواماً رسمياً. بينما ساعدتها الأرباح على سد معظم مصاريف الدراسة الجامعية من شراء المقررات والكتب كذلك المواصلات والغذاء.

كنانة تعمل بالتسويق الإلكتروني

الغلبة للنساء

على الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة توضح أعداد وجنس العاملين بالتسويق الإلكتروني في دير الزور. إلا أنه وبحسب المُلاحظ من الصفحات فإن النساء أكثر عملاً بها. وربما يعود السبب لطبيعة المجتمع حيث تجد الزبونات سهولة وأريحية في التعامل مع النساء عوضاً عن الذكور في المنتجات الخاصة بهن من ملابس وأدوات تجميل. في حين يسوق الشباب لمنتجات خاصة بهم مثل الملابس وغيرها.

التحديات

عامل الثقة من أكبر التحديات التي تواجه العاملين والعاملات في التسويق الإلكتروني. وتخبرنا “لارا” أنها واجهت عقبة كبيرة في بداية عملها. حيث كانت الزبونة تطلب المنتج وحين يصلها عبر شركة الشحن لا تقوم باستلامه ودفع ثمنه. وهذا يعني أن أجرة التوصيل ستقتطع من راتب المسوقة في آخر الشهر كما حدث مع “لارا”. التي اكتسبت الخبرة لاحقاً. كما أن صدور قانون خاص اعتبر أن تلك الحوادث من ضمن الجرائم الإلكترونية ساعدها قليلاً.

تجاوزت “لارا” تلك المشكلة بعد إطلاعها على قانون الجريمة الإلكترونية الذي يضمن حقها كمسوقة. وباتت تطلب من الزبونة صورة عن الهوية الشخصية، وفي حال رفضت الدفع والاستلام فإنها تستطيع تقديم شكوى جريمة إلكترونية بحقها لأقرب مركز شرطة.

ويحق للبائع بحال لم يقم الزبون باستلام البضاعة، أن يقدم دعوى “احتيال معلوماتي”. الواردة في المادة 19 من الفقرة الأولى في القانون رقم 20. وعقوبتها السجن من ثلاث إلى خمس سنوات، وغرامة مالية تتراوح بين 3 إلى 5 مليون ليرة سورية.

من بين الصعوبات الأخرى التي تواجه المسوقين والمسوقات، قلة الثقة بالمنتجات التي يقومون بتسويقها. خصوصاً مع انتشار العديد من البضائع غير الجيدة التي يلجأ أصحابها لتوظيف مسوقين ومسوقات لتسويقها عبر السوشيل ميديا. مستغلين أن الزبائن لن يروها أو يعاينوها على أرض الواقع. وهذا ما يسبب قلة الثقة بغالبية المنتجات التي تباع بتلك الطريقة.

كذلك فإن ارتفاع أسعار أجهزة الموبايل الحديثة، واللابتوبات تشكّل عائقاً كبيراً، خصوصاً أمام الشباب والشابات اللواتي يردنَ البدء. وبالتالي يجب النظر في تلك الناحية وتقديم الدعم المناسب خصوصاً لطلاب الجامعات.

يحق للبائع بحال لم يقم الزبون باستلام البضاعة، أن يقدم دعوى “احتيال معلوماتي”. الواردة في المادة 19 من الفقرة الأولى في القانون رقم 20. وعقوبتها السجن من ثلاث إلى خمس سنوات، وغرامة مالية تتراوح بين 3 إلى 5 مليون ليرة سورية

تدريس التسويق الإلكتروني

ورغم أهميته والفرص الكثيرة التي يقدمها للشباب اليوم، إلا أن المناهج الجامعية تخلو من تدريس التسوق الإلكتروني. وتطالب “تقى” بإدراج تلك المادة في المناهج الجامعية خصوصاً لطلاب إدارة الأعمال والاقتصاد والتجارة. كذلك في المعاهد المهنية والحرفية.

الأمر السابق يتطلب تحديثاً ومراجعة شاملة للمناهج الدراسية، لتغطي حاجة سوق العمل من جهة وتواكب التطورات التكنولوجية من جهة ثانية. ففي جامعات أخرى خارج سوريا يتم تدريس التسويق الإلكتروني كاختصاص جامعي متفرع عن إدارة الأعمال أو التجارة.

زمالة سناك سوري 2024.

إشراف داليا عبد الكريم

زر الذهاب إلى الأعلى