الرئيسيةشباب ومجتمع

المرأة عدوة المرأة.. أقوال تكرس التمييز وتقلل من مكانتها

زكزك: العداوة لا تأتي من كونها امرأة بل من كونها حاملة لقيم المجتمع الذكوري التمييزية

سناك سوري – لينا ديوب

لا يبدو غريباً أن نسمع في ورشة عمل لتعديل القوانين التمييزية، ومن مشاركين ومشاركات في مواقع إدارية تعنى بشؤون النساء، عبارة (المرأة عدوة المرأة)، لأنه كما القوانين التمييزية التي اجتمعوا للعمل على تعديلها، المجتمع أيضاً له دوره في تعقيد حياة المرأة وظلمها، ومع القوانين التمييزية هناك العادات والتقاليد، واللغة والمفردات ومن خلفها الأمثال الشعبية والمقولات الشهيرة، التي تكرس تهميش النساء، بمزيد من التمييز والإجحاف.

لست “سندريلا الضحية”

تقول الصحفية “وصال سلوم” لسناك سوري، إنها من النساء اللواتي يكرهن لعب دور “سندريلا الضحية”، وتضيف: «ودائماً أؤمن بالمساواة ما بين الرجل والمرأة التي لا يمكن أن تتجزأ إلا ببعض التفصيلات، إلا أن السؤال عن هذا القول حرضني لمجاراة الواقع الذي أرى فيه في بعض الجزئيات بأن الرجل والمرأة يمكن أن يكونا عدوا المرأة، يتجلى ذلك بسلوكيات واضحة يصدرّها الأشخاص المحيطين بالمرأة العاملة والأم والمتفوقة بحضورها الأسري والوظيفي».

مقالات ذات صلة

وتتابع: «ربما تكون مشاعر المرأة للمرأة الزميلة مفضوحة أكثر والأمر يرجع لبيئة العمل غير الصحية، ولأن الرجل أكثر خبرة لا يقوم بتصدير تلك المشاعر الكامنة، إلا أنني ومن باب النصيحة والتجربة أتمنى على المرأة التي تشعر بمحيط سلبي حولها، أن تستثمر تلك الطاقة بطريقة عكسية وتحتوي تلك المشاعر بطريقة تشجيعية لتصير الدافع وتكون بها أقوى وأميز هذا إن ساعدتها التراتبية الإدارية التي تفصل ما بين العمل والأقاويل وطق البراغي الشخصية، لو لم تكن المرأة ناجحة لما حاول هؤلاء محاربتها، ولو لم تكون على الطريق الصحيح لما استفزهم عملها وزرعوا في دربها العراقيل».

ترى “سلوم” أن هناك الكثير ممن يتمتعون بقدر عال من التصالح، مع الذات من النسوة بالتحديد، ولديهم طاقة إيجابية تحتفي بتميز ونجاح زميلتها كما لو كان النجاح يخصها، هي ثقافة مكتسبة علينا رجال ونساء التمرن عليها كرمى مصلحة فضلى لنا جميعاً.

اقرأ أيضاً: صديقتي العدوة.. سوريات يعايدنّ بعضهنّ بيوم المرأة العالمي

ضعف بالتمكين والتربية

بدورها ترى  الصحفية “بشرى فوزي” أن المرأة يمكن أن تكون عدوة المرأة ويمكن تكون داعمها الأول بالأسرة وبالعمل، موضحة في حديثها مع سناك سوري: «أنه بالنسبة لتحديد الجنس ذكر أو أنثى بموضوع من عدو من، هذا يعود للتربية والبيئة، إذا كانت المرأة حاصلة على تربية صحيحة بالأسرة وحصلت على حقوقها سينعكس على سلوكها خارج البيت مع زميلاتها وكل من تتواجد معهن، أما اذا كان هناك شعور بالنقص وهذا يعود للضعف بالتربية والتمكين، ستكون عدوة المرأة وعدوة نفسها، كذلك الرجل لن يكون بأفضل حال منها، لا أرى أي علاقة بين الجندرة والعداوة، بالعمل غالباً الرجل عدو المرأة لأنها تتعرض لتحرش جنسي».

حارسات القيم

بدورها “سوسن زكزك” خبيرة الجندر والناشطة النسوية تؤكد أن مقولة المراة عدو المرأة، غير صحيحة على الإطلاق، وتضيف لـ”سناك سوري”: «لأن العداوة لا تأتي من كونها امرأة بل من كونها حاملة لقيم المجتمع الذكوري التمييزية، والتي يمكن أن يحملها الرجال والنساء»، لافتة إلى أن ما يجعل هذه المقولة سائدة هو أن المرأة هي من تتحمل المسؤولية الكبيرة في تربية الأجيال وهي التي تنقل قيمه التمييزية من جيل إلى جيل، في مجتمعنا غالباً ما تتماهى القيم التي تحملها المرأة الضحية مع القيم التي تضطهدها، وتتمسك المرأة بهذه القيم طمعا بالرضى الاجتماعي ولذلك تسمى أولئك النساء “حارسات القيم”».

ترى “زكزك”  أن طول أمد التمييز ضد النساء يجعل القيم التمييزية تبدو وكأنها من طبيعة الأشياء، وأيضا كأنها أساس من عاداتنا وتقاليدنا ويعطيها هالة من القدسية، كما أن تهميش النساء في عملية التنمية البشرية وضعف مشاركتهن في سوق العمل وفي الحياة العامة السياسية والاجتماعية يجعل منهن بعيدات عن القيم الحداثية وغالباً ما ينظرن لها على أنها غريبة عن حياتهم، ويصنفن هذه القيم الحداثية في إطار العيب والحرام.

اقرأ أيضاً: لا تكفي إدانة العنف ضد النساء.. ماذا عن جذوره بالاجتهادات التمييزية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى