الرئيسيةشخصيات سورية

المخرج المسرحي فواز الساجر .. ضاق عليه العالم فغادره فجأة

صاحب يوميات مجنون وشريك سعدالله ونوس .. طالب بفتح الكون في عصر الضيق

أبصر المخرج المسرحي “فواز الساجر” النور عام 1948 في إحدى قرى “منبج” شرق “حلب” مصادفاً عامَ النكبة. وحاملاً ألماً داخلياً عبّر عنه في آخر حياته.

سناك سوري _ خاص

كانت قبلته الشرق كما سيواصل بقية حياته. حيث حصل على الشهادة الثانوية بتفوق من “الرقة”. لتوفده وزارة الثقافة عام 1966 إلى “روسيا” حيث درس الإخراج المسرحي على يد “يوري زافانسكي” وهو أحد تلاميذ مدرسة “ستانسلافسكي” الذي اشتهر كأحد أعلام المسرح السوفييتي.

بحلول العام 1972 كان “الساجر” يتخرج من معهد “غيتس” الحكومي في “موسكو” للفنون المسرحية وتحديداً كلية الإخراج. ومع عودته إلى “دمشق” قدّم عام 1975 ثلاثية “أن نكون أو لا نكون” بالاشتراك مع المسرح الجامعي.

كما قدّم في “حلب” مسرحية “الضيوف لا يحبون الإقامة في هذا البلد”. ومسرحية “حليب الضيوف” للمغربي “أحمد الطيب العلج” بالتعاون مع فرقة مسرح الشعب في “حلب”.

جمعه القدر بالكاتب المسرحي “سعد الله ونوس” ليؤسس معه المسرح التجريبي وقدّم مسرحية “يوميات مجنون” عن نص المسرحي الروسي “نيكولاي غوغول” و”رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة” من اقتباس “ونوس”. كما تم إيفاده فترة قصيرة إلى “اليابان” للاطلاع على تجربتها المسرحية.

سيقتلنا الضيق! افتحوا الأرض والسماء.. سيقتلنا الضيق! افتحوا الكون.. سيقتلنا الضيق فواز الساجر

 

ومن أعماله أيضاً. تقديم مسرحيات “ضربة شمس”، “حكاية صديقنا بانشو”، “الرجل الذي صار كلباً”. من تأليف الأرجنتيني “أوزوالد دراغون”.

وفي العام 1982 عاد إلى الشرق متجهاً إلى “موسكو” حيث درس الدكتوراه. ليعود إلى “سوريا” ويشارك في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية ويصبح مدرساً فيه لمادة التمثيل عام 1987. فضلاً عن تأسيسه المسرح الجامعي في “حلب”. وفق موقع “إي سيريا“.

ضاق عليه العالم فغادره فجأة

وبحسب “الموسوعة التاريخية لأعلام حلب” فإن “الساجر” أخذ عن أساتذته التوجه نحو المسرح الواقعي والبطولي والعناية بتربية الممثل. كما أنه طالما تحدث عن ضيق المجال الإبداعي بسبب الأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية. التي تأسر الفنان بقيود الرقابة والتقاليد والقواعد.

في 16 أيار 1988 غادر “الساجر” الحياة عن أربعين عاماً فقط كانت حافلة بالعمل والإنجازات والتجارب المسرحية والتشبث بالفن المسرحي ليكون واحداً من أبرز أسمائه حتى اليوم في تاريخ الحركة المسرحية السورية.

. وكانت أبرز  محطات وداعه قصاصة ورق وجدت في جيبه واشتهر نصها الذي يقول « إن عصرنا هذا هو عصر الضيق، أكلنا ضيق، شرابنا ضيق، زيُّناً ضيق، مسكننا ضيق، مرتبنا ضيق. تفكيرنا ضيق، قبرنا ضيق، مطمعنا ضيق، أفقنا ضيق، عدلنا ضيق، عالمنا ضيق، مصيرنا ضيق، موتنا ضيق، قبرنا ضيق. الضيق، الضيق! افتحوا الأبواب والنوافذ.. سيقتلنا الضيق! افتحوا الأرض والسماء.. سيقتلنا الضيق! افتحوا الكون.. سيقتلنا الضيق».

زر الذهاب إلى الأعلى