الرئيسيةشباب ومجتمع

المؤونة الشتوية تغادر مطابخ عوائل سورية

خديجة أوقفت مشروعها الصغير لصناعة المحمرة بسبب ارتفاع سعر المستلزمات

لسنوات عديدة مضت كانت “خديجة” من “الحسكة” تعيل نفسها من خلال العمل بالمؤونة الشتوية مثل تجهيز المحمرة أو دبس الفليفلة. إلا أنها عجزت هذا العام عن شراء المستلزمات وتحضيرها لبيعها بسبب ارتفاع سعر الفليفلة الحمراء بشكل كبير. قياسا بالعام الفائت.

سناك سوري-عبد العظيم عبد الله

«صارت تجارة خاسرة، العوض على الله وما ضلت على المحمرة كل شي غالي ومابينقدر عليه»، تقول السيدة الأربعينية وتضيف لـ”سناك سوري” أن الأسعار الحالية قاسية جدا ولا تطاق. «العام الماضي اشتريت 1 كغ من الفليفلة الحمراء للمحمرة ب800 ليرة سورية. كنت أبيع الكيلو الواحد جاهز تماماً بـ8000 ليرة سورية، الكل كان مرتاح بدءاً من الأهل، وحتى التاجر والسيدة التي تختص بتحضير المحمرة مثلي».

مونة شتوية جاهزة

لم ينخفض سعر كيلو غرام الفليفلة الحمراء المكون الأساسي لمادة المحمرة عن 2000 ليرة بالجملة هذا العام، وفق “خديجة” وتضيف أن كلفة نقلها إلى المنزل لا تقل عن 10 آلاف ليرة، وكل 1 كغ من المحمرة يحتاج إلى 10 كغ من الفليفلة الحمراء. وبهذه الحسبة لم تستطع السيدة الأربعينية الشراء أو البيع.

وتضيف “خديجة” التي انتظرت طويلاً هبوط سعر الفليفلة دون جدوى: «يجب أن أبيع الكغ الواحد بـ16 الف كما هي في الأسواق حالياً وليست بالجودة المطلوبة. أحترم ثقة الأهالي ومطلبهم مني المادة بشكل شبه يومي، لكنني اعتذرت عن متابعة هذه الصنعة هذا العام. لعدم قدرتي على الشراء».

مقالات ذات صلة

بدورها اكتفت “صفاء محّمد” بتجهيز المكدوس فقط من مونة هذا العام، لعدم قدرتها على تكاليف المواد الأخرى التي كانت تحضرها بالتزامن مع تجهيز المكدوس. فـ”الأسعار بتجنن” حسب كلامها، حتّى تجهيز المكدوس أرهق جيب زوجها كما ذكرت.

“محمد” تتحدث عن كلفة تجهيز 20 كغ من المكدوس لأسرتها، وتقول لـ”سناك سوري”: «اشتريت 20 كغ من المكدوس بسعر الكغ الواحد 1500 ليرة سورية. مع شراء 1 كغ من الجوز بـ30 ألف، ونصف كغ من المحمرة بـ8 ألف، وإضافة زيت الزيتون بـ30 ألف. هذه تكلفة لـ20 كغ من المكدوس فقط، لأسرة مؤلفة من 5 أشخاص، وزوج يعيل من راتب الدولة. شيء طبيعي أن نستغني عن تحضير مربيات العنب والقرع كما العادة، حتّى المحمرة لن نجهزها لسعر الفليفلة المرتفع».

صفاء تضع اللمسات الأخيرة لتجهيز مكدوسها

أسر كثيرة استغنت هذا العام عن شراء وتحضير المونة بشكل نهائي، والسبب في ارتفاع أسعار المواد، حتّى أن تلك الأسر استغنت عن شراء الجاهز أيضاً للسبب ذاته.

وأما “حمدية علي” فقد أصدرت قراراً غير قابل للطعن بالتخلي عن تجهيز أي نوع من المؤونة الشتوية. بعد زيارة قصيرة قامت بها إلى السوق، كما قالت وأضافت لـ”سناك سوري”: «تفاجأت بالأسعار، ورجعت خائبة، أسعار جميع المربيات للكغ الواحد بـ16 ألف. هذه الكمية لا تكفي أسبوع لأمثال أسرتي المؤلفة من 7 أشخاص، سألنا عن 1 كغ من المكدوس كان سعرها 20 ألف، وعن المحمرة كان سعرها ب16 ألف. صحيح أنها جاهزة لكن شراءها صعب علي وعلى عشرات الأسر التي يعيلها شخص واحد وموظف. لذلك قررنا الاستغناء على كل أنواع المونة الشتوية، لست أفضل من كثيرين ممن هجروها».

وتشهد الأسواق السورية حالياً موجة ارتفاع أسعار كبيرة، مع استمرار الارتفاع وعودة التذبذب إلى الأسواق.

اقرأ أيضاً: قطنا: تصدير الزيت نتيجة الفائض الذي سببه انخفاض القدرة الشرائية للناس

زر الذهاب إلى الأعلى