أخر الأخبارالرئيسيةسناك ساخن

بعد أن طاله الإهمال … حريق ساروجة يلتهم قصر اليوسف التاريخي

قصر أمير الحج الدمشقي في مقدمة ضحايا حريق ساروجة

خلّفت نيران الحريق الذي اندلع في حي “ساروجة” بـ”دمشق” أضراراً واسعة في “قصر اليوسف” الأثري التاريخي.

سناك سوري _ دمشق

لم تكن النيران تدرك أيّ حجارة تلك التي تلتهمها وأيَّ تاريخ كان عليها أن تخجل من المساس به. فقد أتت على قصر “عبد الرحمن باشا اليوسف” أمير الحج الدمشقي. والذي يروى عن قصره بأنه أول منزل تدخله الكهرباء في “دمشق” عام 1907.

القصر التاريخي كان ضحية للإهمال والنسيان قبل أن يلتهمه الحريق. حيث يروي الباحث السوري “سامي مروان مبيض” أن القصر تهالك من الداخل ويسكنه رجل بسيط كان جدّه يعمل لدى “عبد الرحمن اليوسف” الذي قتل عام 1920.

وعن محتويات القصر يقول “مبيض” أنه يضم إسطبلاً تحوّل ورش ودكاكين مؤجرة لأصحاب مشاغل صغيرة. مبيناً أن القصر شهد استضافة إمبراطور “ألمانيا” “غليوم الثاني” لدى زيارته العاصمة السورية عام 1898.

مقالات ذات صلة

أما الحكاية الأبرز حول القصر فتقول أن “اليوسف” قتل في “سهل حوران” عام 1920 ولم يعثر على أي أثر للذهب الذي كان يملكه. سواءً في المصارف العثمانية أو حتى البنوك العالمية. فآلت الترجيحات إلى أنه مخبّأ في مكان سري داخل القصر. ومنذ ذلك الحين تتالت محاولات النبش داخل القصر بحثاً عن الذهب المدفون وكانت آخرها عام 2017 وقد اكتشفتها أجهزة الأمن السورية.

حزن عام على احتراق القصر

كارثة الحريق التي آلمت قلوب السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. زادت قسوة مع خبر احتراق القصر لما له من قيمة تاريخية وأثرية. حيث أعرب كثيرون عن حزنهم وتأثرهم بالصور المتداولة للحريق.

حيث كتب “بشار” أن حريق اليوم دقّ المسمار الأخير في نعش “ساروجة” بعد كل ما تلقاه الحي من طعنات بداية من حروب المماليك وتيمورلنك. وصولاً إلى مخططات “إيكوشار” التي مزقته وجعلت فيه شرخاً أبدياً لا يمكن رأبه وتوالت بعدها الويلات التي أدت إلى إهمال كبير طال المنطقة بكل ما تحويه من قصور وحمامات فريدة هي الأميز في “دمشق” خارج السور ودعيت يوماً بـ”إسطنبول الصغرى”.

بدورها نعت “خلود” ما تبقى من قصر أمير الحج الشامي وقالت أن عمر المبنى الافتراضي أكثر من 150 عاماً. وأنه أول البيوت التي مدّت إليها الكهرباء لتكون سبباً في نهايته .. طاله الإهمال منذ عقود وانهارت الأسقف نتيجة تسرب الأمطار. فيما منعت قوانين الآثار ترميمه من قبل الورثة  على حد قولها.

أما “سارة” فكتبت أن القصر بات خراباً وحطاماً جراء الحريق. معربة عن حزنها لأنها كانت تتمنى دخوله والاستمتاع بجمال التفاصيل فيه.

يشار إلى أن الحريق الذي اندلع فجر اليوم في “ساروجة” لم يسبب خسائر بشرية. لكنه تسبب بخسائر مادية واسعة مع احتراق عشرات المنازل والمحال. وبينما لم يتم الكشف عن سبب الحريق بعد إلا أن التحقيقات مستمرة.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

زر الذهاب إلى الأعلى