
الأهالي يشتكون.. لم تصلنا الرسائل وسيارات الغاز أمام منازلنا.. رسالة “تكامل” تدعو مواطن في اللاذقية لاستلام جرته من حلب!
سناك سوري – سها كامل
باسمه واسم عائلته في “سوريا”، وبلاد المهجر تقدم “لؤي” بمباركة عميقة لقريبه “علي”، مهنئاً إياه عبر الفيسبوك بوصول رسالة اسطوانة الغاز وحصوله عليها، تختصر هذه المباركة حال السوريين اليوم مع الآلية الجديدة لتوزيع الغاز عبر البطاقة الذكية، والتي بدأت مع بداية شهر شباط الجاري، وبدأت معها تعليقات السوريين عليها عبر السوشيل ميديا.
«إذا سيارة الغاز واقفة ومليانة وماحدا عم توصلو رسالة بالاستلام.. معناته العطل فني.. مو موضوع توفّر المادة من عدم توفرها»، قالتها “فريزة”، محملة المسؤولية كاملة على عاتق شركة تكامل المسؤولة عن إرسال الرسائل النصية الخاصة بتاريخ واسم المعتمد للحصول على اسطوانة الغاز، وفق الآلية الجديدة.
الآلية التي طرحتها الجهات المعنية، كحل لمشكلة الانتظار الطويل أمام مراكز توزيع الغاز، و لتُنهي مشهد طوابير المواطنين يقفون وراء بعضهم بانتظار دورهم في الحصول على إسطوانة كما تقول، يبدو أنها لم تحقق أهدافها حتى الآن، فمعظم الأهالي اشتكوا عدم كفاءة شركة “تكامل” وعدم وصول الرسائل لهم، ما جعل سيارات الغاز تقف ممتلئة في الشوارع و الناس ينظرون إليها، مكتوفي الأيدي عاجزين عن التصرّف أو الحصول على “الغاز” لعدم استلامهم الرسالة النصية.
اقرأ أيضاً: “اللاذقية”.. مواطنون ينتظرون “رسالة الجرة دون جدوى”
المشكلة لم تقف عند ذلك، بل تجاوزتها، لعدم العدالة في التوزيع، حيث أن بعض الأهالي حصلوا على ثلاث إسطوانات غاز خلال شهرين وبعضهم الآخر لم يحظّ حتى بإسطوانة واحدة، نتيجة عدم وصول الرسالة التي توضح اسم المعتمد، وكتب “جورج”: «صرلي شهرين ما أخدت غاز، حالياً مكتوب عندي انتظر الدور..هل يعقل؟ بالمقابل البعض آخد خلال شهرين 3 جرات».
مشكلة ثالثة يواجهها الأهالي للحصول على إسطوانة غاز، هي عدم إمكانية تثبيت تطبيق “وين” لدى بعض الهواتف المحمولة لتغيير المعتمد، وفي حال تثبيته يظهر للمستخدم أنه غير فعّال يقول “بلال”: «ماعم تنفع معنا البطاقة.. الرقم ماعم يعلّق.. وبرنامج “وين” مو شغال.. شو الحل؟». وكتبت “مفيدة”: «اتصلنا وعملنا كل اللازم.. وقت وصلنا للنهاية.. كتبولنا أنو الخدمة متوقفة».
مشكلة رابعة واجهت الأهالي أيضاً، هي أن بعض الرسائل تصل إلى المواطنين بأسماء معتمدين خارج محافظتهم، وتطالبهم باستلام إسطواناتهم من محافظة آخرى!، مازاد من شكاوي الأهالي وكتب “وائل”: «لما بتجي رسالة لحدا باللاذقية منشان يستلم جرته من معتمد بمحافظة حلب كمان تشكر تفهمنا؟ مين بيعوضوا لما يروح دوره؟».
اقرأ أيضاً: كيف تستلم أسطوانة الغاز عبر البطاقة الذكية بالطريقة الجديدة؟
شركة تكامل حاولت الرد على مختلف تساؤلات المواطنين، و قالت إنه «يتم ربط البطاقة العائلية الذكية بالمعتمد الذي يختاره المواطن، في حال عدم اختيار المواطن لمعتمد محدد، يتم ربط البطاقة بأخر معتمد تم الشراء منه بشكل افتراضي، علماً أنه يمكن للمواطنين تغيير المعتمد بعد انتهاء المدة المحددة لاستلام الجرة 72 ساعة». وأضافت: «تم اعتماد التوزيع حسب أقدمية الحصول على إسطوانة الغاز، وفق آلية دور عادلة محددة من قبل شركة المحروقات، بما يتناسب مع الكمية المتوفرة، علماً أننا جهة فنية منفذة للمشروع لا دور لنا بآلية التوزيع وتوفر المادة».
تطبيق “وين” لا يعمل كما أكد العديد من الأهالي، و هو أحد الطرق المطروحة التي يتم من خلالها تغيير معتمد الغاز، بحسب وزارة النفط التي أوضحت سابقاً أن «عملية التغيير تكون إما عبر قناة التلغرام التفاعلية الخاصة بمشروع البطاقة الذكية أو عبر خدمة USSD من خلال الرقم المجاني #9884*، أو الموقع الالكتروني الخاص بمشروع البطاقة، أو تطبيق الجوال الإلكتروني “وين” الخاص بمشروع البطاقة الذكية، أو تمرير البطاقة الذكية على جهاز نقطة البيع لدى المعتمد».
مدير عمليات الغاز في وزارة النفط “أحمد حسون” علّق على الموضوع في تصريح لصحيفة “الثورة” قائلاً إن «التاريخ الظاهر على تطبيق البطاقة الذكية “وين” لموعد استلام اسطوانة الغاز المنزلي هو تاريخ وهمي تضعه شركة تكامل، أما الرسالة التي تصل عبر الموبايل لاستلام الاسطوانة مع اسم المعتمد فهي النظامية».
تساؤلات كثيرة طرحها مواطنون على حساب شركة “تكامل” عبر “فيسبوك”، تُظهر عدم وضوح الآلية لديهم، ليبقى التساؤل الأكبر، هل هناك من يتابع هذه المشاكل ويعمل على حلها وتبسيط الأمور والإجراءات، بهدف تلافي عيوب هذه الآلية التي ماتزال في مراحلها الأولى، على أمل أن يتم تلافي الثغرات لاحقاً.
اقرأ أيضاً: وزير النفط يعترف بأزمة الغاز: الحصار السبب.. مسؤول: الفساد أذكى من البطاقة الذكية..