الرئيسيةشباب ومجتمع

السويداء.. لا بدلة عربية بعد أن وصلت كلفتها لأكثر من مليون ليرة

البدلة العربية تلحق ركب الغلاء وتخرج من قائمة مشتريات غالبية السيدات

سناك سوري-رهان حبيب

تبيع “منار” 45 عاما في متجرها بـ”السويداء”، أقمشة من أنواع مختلفة كلها تناسب حياكة البدلة العربية الشهيرة في المحافظة، لكنها لاحظت أن المشترين قلة، خاصة من الأقمشة المخصصة لكبيرات السن، ما اضطرها أن تضيف بعض أنواع فساتين السهرة و”الفستان المدني” كما هو شائع تسميته محلياً (المقصود فستان الأيام العادية دون احتفال)، لتتمكن من البيع فالنساء تمرّ للسؤال لكن في الغالب لايشترين، كما تقول.

وتضيف لـ”سناك سوري”: «الفستان المدني يحتاج من مترين إلى 3 أمتار، حيث تبقى أقل ثقلاً من شراء عشرة أمتار للبدلة العربية لذا غيرت بضاعتي وأبقيت على بعض الأنواع للعربي التي تطلب بشكل محدود جدا».

البدلة العربية، وهي الزي الشعبي المرغوب للنساء كبيرات السن في “السويداء”، تتألف من تنورة فضفاضة وطويلة تغطيها قطعة تعلق على الخصر تسمى المملوك، بطول يوازي التنورة، وفق “منار”، مضيفة أن ارتفاع تكاليفها مؤخراً، حرم كبيرات السن من شراء جديد واكتفينّ بالقديم الذي يملكنه.

الخياط “تيسير شروف” تعلم خياطة البدلة العربية على يدي والدته، وأسس مشغله منذ أكثر من عشرين عاما، لم تعد تزره كبيرات السن لخياطة بدل جديدة، كون متر القماش ارتفع بشكل يصفه بالخيالي إذ لا يقل متر القماش العادي عن عشرة آلاف ليرة.

اقرأ أيضاً: طقوس الخطبة والزواج في سوريا.. كيف كانت وماذا بقي منها؟

الخياط الذي بنى منزلاً وتزوج وكسب رزقه من مهنته المطلوبة، يخبرنا أن أجور الخياطة ارتفعت من 700 ليرة إلى الألف إلى الثلاثة وتدرجت لتصل إلى 35 ألفا، و50 ألف ليرة اليوم، تبعا لنوع القماش مع العلم أن كبيرات السن لا يزرنه اليوم إلا لتقصير أو تضييق البدل القديمة، كما يقول.

شروف يخيط بدلة تتجاوز كلفتها مليون ليرة

تكلفة قماش البدلة تبلغ بالحد الأدنى 100 ألف ليرة، وتصل حتى مليون ليرة تبعاً لنوع القماش، يقول الخياط، ويضيف لـ”سناك سوري”: «هناك أنواع من المخامل مثل المخمل المفرغ وهي أقمشة غالية الثمن يتجاوز اليوم سعر المتر الواحد منها 45 ألفاً وما فوق، وهذه البدل تطلب للمناسبات إذ كان الشباب يهدون أمهاتهم وحمواتهم منها في مناسبات الأعراس، وكان الأهالي يشترون أقمشتها هدية عند جهاز الابن أو الابنة للزواج حيث تقدم هدية لوالدة العروس، بدلة عربية ويهدي العريس والدته أيضاً منها وهذا تقليد غاب مع الزمن بفعل الغلاء من جهة وعزوف البعض عن الزي من جهة ثانية».

ويضيف: «عدم الخياطة من قبل كبيرات السن لا يعني تركهن للبدلة العربية، ففي الغالب اكتفين بالقديم ليكون لمناسبات العزاء بدلة وحيدة وللفرح أيضا، لأن سعر البدلة اليوم، جعل الاقبال على الخياطة قليل جدا»، لكن ما يرضيه أن البدلة العربية عادت لباسا للعرائس وباتت الشابات تشترينها لارتدائها في العرس أو مايسمى عقد الأجاويد العقد الديني وطبعا ليس كل العرسان لديه القدرة المالية، ويبقى الشراء من قبل المغتربين والأثرياء وهذا ما أحيا مشغله لتتغير الزبونات من كبيرات السن إلى الشابات اللواتي يطلبن بدلا فاخرة.

اقرأ أيضاً: سوريا.. ارتفاع أسعار الملابس يحيي عملية إعادة تدويرها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى