الرحلات الشبابية في سوريا.. يتحكم بها الوضع الاقتصادي
تكاليف الرحلات ارتفع من 3500 ليرة إلى 35 ألف ليرة خلال 7 سنوات
التوق للفرح والبحث عن لحظات السعادة، دفع “صبا خلف” من مدينة “مصياف”، إلى الاستمرار بمشروعها الترفيهي الذي بدأته قبل سبع سنوات. والذي يتضمن تنظيم رحلات إلى مختلف المحافظات في سوريا.
سناك سوري _ ناديا المير محمود، حلا منصور
تحدثت “صبا” لسناك سوري حول فكرتها التي بدأتها عام 2016، بتأليف غروب شبابي أسمته “للفرح عنوان“. بالإعلان عن جولات ترفيهية تشمل مناطق متنوعة من البلاد، الساحلية والجبلية إضافة إلى المواقع الأثرية. ليسارع الشباب والنساء والكبار لحجز التذاكر حينها.
وتضيف ”صبا“ «رحلاتنا تشمل التخييم وإحياء جلسات الطرب والعود، إضافة إلى التعرف على المناطق السورية الطبيعية الخلّابة».
من 1000 ليرة لـ 75 ألف
وتبيّن ”صبا“ الفرق الكبير في تكلفة الرحلات ففي عام 2016 حين كان الفرد يدفع ألف ليرة كحد أقصى. تشمل أجرة الباص وحجز المطعم إلى المناطق الريفية بمدينة “مصياف”. وتزيد كلفة الرحلة إلى 3500 في حال تم التخطيط للتوجه لإحدى مدن الساحل.
أما في 2023 باتت الرحلة إلى مدينة “طرطوس” من منطقة قريبة كـ “مصياف” تبلغ 35 ألفاً. متضمنة تكاليف النقل وحجز المكان المقصود.
بينما تبلغ قيمة الحجز إلى “دمشق” 75 ألف متضمنة ذات التفاصيل. لتؤكد أنها تسعى في رحلاتها لطلب الحد الأدنى من الأجور مراعاة للوضع الاقتصادي الخانق للغالبية.
«لا حرب ولا ضيقة مادية رح تخلينا نوقف ندور علحظات السعادة». تقول “صبا” وتضيف أنهم ولأجل ذلك باتوا يقصدون المطاعم والمنتزهات. التي تسمح لهم بإحضار أطعمتهم الخاصة معهم لتجنب تكاليف الأكل الجاهز.
تأثير الظرف الاقتصادي
جَالَ “حيدرة” (20عاماً) طالب طب أسنان، على مدار أربع سنوات معظم الجبال الساحلية من طرطوس إلى بانياس وجبلة واللاذقية. الأمر الذي عمّق حبّه وشغفه للمغامرة والاستشكاف، ويرى الشاب أن الرحلات ساعدته على معرفة قيمة الأشياء التي لطالما رأها تقليدية وعادية.
ويشير حيدرة ابن مدينة “بانياس” لسناك سوري: «كاسة الإندومي على بساطتها تحتاج لنصف ساعة من تجميع الحطب وإشعال النار.لطهيها. ورغم هذا الجهد فهي لذيذة جداً».
ويجد حيدرة في الرحلات الجماعية التي تضم شباباً من مختلف المحافظات السورية. شعوراً جميلاً يدفعه للبحث عن السعادة. في كل تفصيل يراه، بعيداً عن الانترنت واستخدام الموبايل.
يبين الشاب لسناك سوري أنه لم يعد بإمكانه الذهاب بهذه الرحلات بشكل متكرر. حيث أن تكلفة الرحلة اليوم تبلغ 70 ألف كحد وسطي للشخص مع ما يلزمه من طعام.
مستذكراً نشاطه عام 2019 عندما لم تكن تكلفتها تتجاوز 10 آلاف، في رحلة تنطلق من مدينته إلى “الحفة” بريف اللاذقية. شاملةً الطعام و أجور النقل لكل فرد ضمن المجموعة.
لكن الآن أصبح الشباب من مختلف المناطق يتجمعون في نقطة واحدة للانطلاق وهو ما صعّب الأمر عليهم. خصوصاً مع توزعهم الجغرافي.
كما تميل “دارين الحسن” ( 20 ) عاماً، للرحل والتواجد مع أصدقائها بمكان آخر بعيداً عن مدينتهم “حماة”. ولقضاء وقت من الترفيه ولصناعة ذكريات جديدة معهم.
ولأنها وكطالبة جامعية بدون عمل، تعتمد بمصروفها على أهلها، كحال غالبية أصدقائها استبدلوا تلك الرحلات خلال السنتين الفائتتين. والتي كانت بأغلبها نحو مناطق ساحلية. آخرها عام 2020 إلى منطقة “مشقيتا” بكلفة 15 ألف ل.س حجز ونقل بالباص. والطعام من المنزل. وتحويلها لاجتماعات بالمناطق الطبيعية الموجودة بريف محافظتهم أو بمنازلهم للتوفير بالقدر المستطاع.
سفر الشلّة
بينما شهد نشاط “فاتنة عجيب” 24 عاماً خريجة معهد تعويضات سنية تراجعاً بمجال المشاركة بالرحلات. التي و حسب ما ذكرت لسناك سوري حرصها السابق على عدم الغياب عنها. إلا أن سفر “شلتها” أبطلها تلك العادة.
«حتى حالياً أسعار الرحل ماعد بتشجع»، لتضيف “فاتنة” وتتابع أنها ترفه عن نفسها حالياً بحضور حفلات تقيمها إحدى السيدات بقريتها. بشكل شبه شهري، وبأجور رمزية لا تتجاوز 10 آلاف كأجرة للكرسي و لها الحرية بإحضار ما تريده من طعام وشراب.
كما أن راتبها لا يمكن الاتكال عليه، فهي تعطي دروس خصوصية لطلاب الصفوف الابتدائية لعدم حصولها على وظيفة ثابتة للآن. ولا يمكنها دفع مبالغ كبيرة للذهاب بمثل تلك الرحلات.