تعيد بعض الأعمال الفنية التذكير بمراحل تاريخية متنوعة بينها زمن “الإقطاع” وما شهدته من ظلم واستغلال للفلاحين.
سناك سوري _ رضيان شاكر ربو
ومن المستحيل لمن يتابع فيلماً أو مسلسلاً أو يقرأ روايةً أو كتاباً عن تلك المرحلة. ألّا يتأثر بمدى القهر الذي كان يقع على الناس. وبالتالي يحمد الله أنه لم يعِش في ذلك العصر وأن قدره اختار له أن يمضي عمره في هذا الزمان حيث لا إقطاع ولا إقطاعيين ولله الحمد.
حقاً الحمد لله أننا لم نعاصِر زمن الإقطاع. حيث كانوا يستغلون الفلاح ولا يمنحونه سوى ربع الأجر الذي يستحقه وأقل. فلا يتمكن من إكمال بقية العام أو الشهر بما لديه من أجرٍ زهيدٍ قدّمه له الإقطاعي.
الحمد لله أننا لسنا في زمن الإقطاع. حين كان الناس لا يستطيعون إطعام أبنائهم وجبة لحم أو دجاج، ولا يستطيعون الطبخ يومياً بسبب القلة والعوز. وينامون ليلهم بلا عشاء بسبب الفقر. بينما يمدّ الإقطاعي موائده العامرة التي تطفح بأجود الأطعمة وأغلاها. بكميات تعادل أضعاف ما يمكن له ولأسرته الإقطاعية أن يأكلوا، في وقتٍ يموت فيه الناس جوعاً.
الحمد لله أننا لسنا في زمن الإقطاع. حين كان الناس ينامون في بيوتٍ معتمة، خائفين على ما لديهم من كازٍ يشعلون به فوانيسهم الفقيرة عند الضرورة لا أكثر. ويتركون منسيين في العتمة. بينما قصر الإقطاعي يشعّ نوراً لكثرة ما فيه من مصابيح وشموع ووفرة في الكاز وغيره.
الحمد لله أننا لسنا في زمن الإقطاع. حين كان أبناء الفقراء يتركون للجهل ويحول الفقر بينهم وبين الحصول على التعليم. بينما يسافر أبناء الإقطاعيين إلى مدارس وجامعات الخارج ليعودوا متبجحين بعلمهم لينظروا إلى الناس باستعلاء باعتبار أنهم “جهلة”.
الحمد لله أننا لم نعايش زمن الظلم ذاك. ولم يعد هناك أسياد وعبيد، وإقطاعي وفلاح. وبات الناس سواسية، والأجور عادلة والطعام متوفر ونور الكهرباء ساطع في كل منزل والتعليم مجاني والأمن مستتب. فما علينا سوى أن نحمد الله على نعمته أننا نجونا من الحياة في ظل الإقطاع.