الأهالي أطلقوا الرصاص لاستجداء المساعدة من محيطهم بعد أن غرقت قراهم
سوريا: غرق ثلاث قرى نتيجة السيول وتشريد عشرات العائلات
سناك سوري – خاص
استطاع “محمد السالم” من أهالي قرية فلسطين الواقعة في ريف بلدة تل حميس إنقاذ أطفاله وأسرته بقدرة قادر، لكنه عاش لحظات عصيبة، وهو يترقب مشهد الأمطار الغزيرة تجتاح منزله، وتُغرق تلك الغرف الترابية البسيطة بالمياه، ساعده القدر وأهل النخوة من القرية بإنقاذ الأسرة من الغرق والموت.
“محمد” ومن معه في القرية، عاشوا لحظات قاسية وغير مسبوقة في ربوع قريتهم، التي كثرت فيها المسابح المائية، وغرقت الدور السكنية، وكأن زلزالاً حلّ عليهم، وليس أمطار السماء، وأضاف عن هول الكارثة الطبيعية في قريته والمنطقة خلال حديثه مع سناك سوري فقال: «بيوت القرية طينية، مثلها مثل جميع القرى، غزارة الأمطار لم نشهدها حتى في فصل الشتاء، لذلك لم تستطع بيوتنا الصمود والتحمّل، أدت تلك الأمطار التي لم تتوقف منذ نهار الأمس حتى اليوم، إلى غرق 50 منزلاً في القرية بالمياه، بينما نجا 50 منزلاً آخر تقريبياً من الكارثة، علماً أن أحد أبناء القرية قام بإطلاق النار، لطلب النجدة والمساعدة من القرى الأخرى وهي وسيلة يعرفها الجميع في مثل هذه الظروف، فتم إرسال بعض الآليات مثل التركس والجرارات، لوضع سواتر وإيقاف جري المياه نحو المنازل، انتفضت القرية برمتها بالمؤازرة والتعاون، واستقبال الأطفال في منازل آمنة، لأن الخوف عليهم من الغرق بالدرجة الأولى، الأهم أن الجميع بخير، والخسائر المادية يمكن تعويضها»
لم تسلم بعض البيوت من الانهيار الكامل، ففي قرية فلسطين انهار منزلين طينين، أمّا في قرية سليمة فكان الانهيار لثلاث منازل طينية من أصل منازلها الستين، أمّا في قرية تميم فلها أيضاً خسائر مادية، مثلها مثل القرى الشقيقة المجاورة، قال عن القرية ابنها “مهيدي الخوير” «انهار منزل كامل في قريتنا، مع تعرض ست منازل إلى استقبال سيول ومياه غزيرة، كان يوماً صعباً للغاية، انعدمت الحركة والحياة في قريتنا والقرى المجاورة بشكل كامل، التي تضم قريتنا خمسين منزلاً طينياً، نرجو من الله أن تساعدها في التصدي لغزارة الأمطار التي تجتاح المنطقة»
يعيش آلاف البشر في منطقة تل حميس وريفها تحت رحمة غزارة الأمطار حتى اللحظة، كلّ يراقب منزله، خشية أن ينهار دون إنذار وسابق إعلان، معاناة الناس اليوم، فقط لأنهم وطوال السنوات الطويلة، قلدّوا الآباء والأجداد بالحافظ على الدور الطينية، التي تتميز ببرودة في الصيف وحرارة في الشتاء، واليوم تميزت بانهيارات سريعة، لغزارة غير مسبوقة من الأمطار (يضيف أحدهم).