الأم التي لخّصتها أمل عرفة بصراخها وسلاف فواخرجي بدموعها
إمارات رزق انتصرت لأمومتها بدون كلام.. وسلافة معمار تحارب ظروفها لتصبح أم
قدمت الفنانتان “أمل عرفة” و”سلاف فواخرجي” دوران يجسدان لوعة الأم على فراق أولادها. من خلال أعمالهما الأخيرة في “مال القبان” و”أغمض عينيك”.
سناك سوري _ دمشق
بعيداً عن البهرجة والمبالغة بالشكل الخارجي، تمكنت صيحات ودموع “حياة _ أمل عرفة” في “أغمض عينيك”. و”رغد _ سلاف فواخرجي” بـ”مال القبان”، من إثارة مشاعر المتابعين لقصصهن والظروف التي حالت دون تواجدهما مع أولادهن.
وبتحدٍّ مهني جديد، تدخل “أمل” حيز اهتمام متابعيها ومشاهدي المسلسل، وبجرعة المشاعر التي حملتها لابنها المصاب بطيف التوحد كسبت قلوبهم. لاسيما مشهد تخرج “جود” ووصولها بذات اللحظة، حين بدأت بالتصفيق له وتشجيعه لكي لا تدعه لوحده بمثل هذا اليوم.
إلا أن الواقع والظروف لم يعطيا لحياة “حياة” ماتريديه، فرغم قوتها وصلابتها التي استمدتهما من “جود” بعد هجره زوجها لهما. إلا أنها مجبرة على العيش بعيدة عنه. لتبقى متمسكة بالأمل لمعاودة الاجتماع به من جديد كغالبية الأمهات ممن ينظرن لأبنائهن على أنهن قضيتهن الأولى. التي من الواجب الدفاع عنها وإحاطتها بما يلزمها من مشاعر وأفكار ودعم وأحلام.
هستيريا سلاف فواخرجي بعد حرمانها من أمومتها
من جهتها انهالت دموع “رغد _ سلاف فواخرجي” في “مال القبان” حسرةً على ابنتها التي تكاد لا تعرفها. ودوت صيحاتها في شوارع “دمشق”، فقد حرمتها الحياة ابنتها الوحيدة بشكل قسري دون أن تضع ببالها هذا الاحتمال.
حيث أن “رغد” دخلت السجن أثناء الحرب بالبلاد، وكانت ابنتها بسن صغير، وورد إلى عائلتها خبر وفاتها داخله. مادفع زوجها إلى الزواج من صديقتها، فقد احتضنت الأخيرة ابنتهما وتولت رعايتها، إلى أن كبرت معتقدةً أنها أمها الحقيقية.
ما شكّل صدمة كبيرة لـ”رغد” التي لم تتقبل فكرة خسارة ابنتها بتلك السهولة، ورؤيتها بأحضان امرأة سواها. فكان البكاء الهستيري والركض، سبيلها للتعبير عن ذلك القهر والعجز البادي خلال تعابير وجهها في المسلسل.
الأمومة تتجلى بأفكار بطلات مسلسل ولاد بديعة
لم تقتصر معاني الأمومة على ما جسدته الأمثلة السابقة، فكانت “بديعة _ إمارات رزق” مثالاً أقوى، برهنت من خلال ماقدمته. أن تلك المشاعر لا تحتاج لعقل ولا لكلام، فها هي احتضنت “سكر” التي وجدتها مرمية بجانب سلة القمامة. وربت أبناءها “ياسين وشاهين”، فبكوها بحسرة بعد وفاتها وهي من أغدقتهن بحنانها وأمانها.
وفي العمل ذاته ها هي “سكر” رغم قوتها وغوضها بعالم الملاهي والرقص وامتلاكها من المال ما يحلم به أي أحد. لم يقتل بداخلها حاجتها لأن تعيش أمومتها، فنراها ببعض المشاهد، تطالب زوجها بالإنجاب، ورغبتها بأن يكون لديها ولد كسند لها في قادمات الأيام. واستعدادها للتخلي عن كل مالديها من أجل تلك اللحظة.
وبذلك تأتي تلك النماذج تجسيداً لمفهوم الأمومة عن طريق الدراما هذا العام 2024، التي تضم ضمن قائمة مهامها، الحديث عن النماذج البشرية بشتى حالاتها وظروفها الحياتية بالقدر الممكن والمتاح لها.